أرض الميعاد
وُضع السيد المسيح في القبر ولكنه قام وصعد إلى سماء السماوات، فكان القبر له مكانًا للعبور وليس مكانًا للسكنى. فمثلما كان القبر بالنسبة للسيد المسيح هكذا كانت مغارة حقل المكفيلة بالنسبة لإبراهيم. وهكذا أيضًا كانت كنعان أو أرض الميعاد بالنسبة له، لم تكن هي الميراث الذي تطلع إليه عندما قال له الله هلم إلى الأرض التي أريك..
كانت أرض الميعاد بالنسبة لإبراهيم رأس جسر للعبور من الأرض إلى السماء. ولم يأخذ من الأرض التي وعده الرب بها ميراثًا له هو شخصيًا، وقد شرح القديس إستفانوس ذلك أمام مجمع اليهود في سفر الأعمال فقال: "وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ" (أع7: 5). فالأرض التي أراه إياها الله لم تكن أمام عينيه هي الأرض بقدر ما كانت هي السماء. الأرض التي أراه كانت هي أورشليم السمائية.