رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفرحوا الناس ارسموا ابتسامة علي كل شفة. واغرسوا الأمل والرجاء. لا تشيعوا الكآبة. فإن الله لا يريدكم أن تحيوا في كآبة، هذا الذي أرسل ملاكه ليبشركم بفرح عظيم.. ولكن لعل إنسانا يسأل: كيف يستطيع القلب أن يفرح، وهناك أسباب كثيرة تدعوه إلي الحزن والتعب: أبواب مغلقة، ومشاكل معقدة، وخطايا تبعد عن الله؟.. وأنا أقول أن الرجاء يحل كل هذا. فقولوا للناس: كل مشكلة لها حل. وكل باب مغلق له مفتاح.. وما أسهل أن تكون لكل خطية توبة، ولكل خطية غفران. وكل خصومة مع الله تساعد النعمة أن توجد لها صلحًا.. لذلك عيشوا باستمرار في الرجاء. دربوا أنفسكم أن تكونوا كما قال الرسول "فرحين في الرجاء" (رو 12: 12) وكونوا أنشودة فرح في قلوب الجميع. لا تجعلوا إنسانًا ييأس مهما كانت الأسباب. وإن سدت الأبواب أمامه، افتحوا له طاقة من نور. وأعطوه رجاء في كل فروع الحياة، مادية أو روحية. كونوا مبشرين بالخير، ومبشرين بالسلام.. قولوا لكل ضعيف: هناك قوة إلهية تسندك. وقولوا لكل خاطئ: إن الله مستعد أن يخلصك "لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون" (2تي 2: 4). قولوا له أن الله مستعد: فروحه القدوس يعمل معك، ونعمته واقفة علي بابك تقرعه. وملائكة الله حالة حولك لتنقذك، وأرواح القديسين تشفع فيك ووسائط النعمة ستأتي بفاعليتها.كونوا رسالة رجاء، ورسالة سلام، وأفرحوا الكل. قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة (عب 12: 12). وقد اخذ معلمنا بولس هذه النصيحة من قول الوحي الإلهي في العهد القديم لسان إشعياء النبي "شددوا الأيادي المسترخية. والركب المرتعشة ثبتوها. قولوا لخائفي القلوب: تشدوا لا تخافوا. هوذا إلهكم.. هو سيأتي ويخلصكم (أش 35: 3، 4). أريحوا الناس من متاعبهم علي قدر ما تستطيعون، فهكذا كان يفعل السيد المسيح الذي قال: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الحمال، وأنا أريحكم" (مت 11: 28). تعالوا إلي، فأنا قد جئت إلي العالم لأحمل تعب الناس كما قال عني إشعياء "أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها" (أش 53: 4). لقد جئت لأبشر المتعبين بالراحة. أتيت لأعصب منكسري القلوب، لأبشر المساكين.. حتى القصبة المرضوضة، والفتيلة المدخنة.. قبل عن الرب "قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيله مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 20). إنه يعطي رجاء للكل. هذه القصبة المرضوضة يعصبها. ربما تشتد وتستقيم. وهذه الفتيلة المدخنة قد ينفخ فيها فتعود وتشتعل.. إن السيد المسيح أراد أن يقدم لنا رسالة فرح، ديانة فرح.. بشري كلها رجاء بأن الملكوت قريب، والخلاص قريب. إني أعجب من الذين تملكهم الكآبة في الجو الديني! وتصبح الكآبة هي الطابع الذي تتميز به روحياتهم باستمرار. ولا يجدون في الكتاب المقدس كله من أوله إلي آخره، من التكوين إلي الرؤيا، من أول "في البدء خلق الله السموات والأرض "إلي "أمين تعال أيها الرب يسوع"،لا يجدون في كل هذا سوي قول سليمان الحكيم "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3) وإن أرادا أن يضيفوا عليها شيئًا يضيفون "طوبي للباكين الآن" (لو 6: 21). ونحن نريد أن نقول لهؤلاء: حتى البكاء والحزن في المسيحية، ممزوجان بالفرح! وقد قال السيد المسيح لتلاميذه "أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم سيتحول إلي فرح.. عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 20، 22). وما أجمل قول القديس بولس الرسول، التي يلخص فيها متاعبه وضيقاته هو وكل العاملين معه، فيقول: كحزانى، ونحن دائمًا فرحون" (2كو 6: 10). إنه فرح يميز كل أولاد الله في كل ظروف حياتهم، فرح في الرب، فرح لا ينطق به ومجيد (1بط 1: 8)، فرح من النوع السامي، فرح روحاني، فرح إلهي، فرح لا ينتهي فرح كل حين.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أفرحوا الناس |
أفرحوا وتهللوا بالرب إذا أبغضكم الناس |
أفرحوا |
أفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً أفرحوا |
أفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً أفرحوا |