رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح وتوضيح المفاهيم وفي سلطان السيد المسيح في التعليم، وفي ثورته التعليمية، نجده يقول في سلطان: "سمعتم أنه قيل... وأما أنا فأقول لكم..." (مت5). من ذا الذي يستطيع أن يتكلم هكذا عن شريعة الله؟! ولكنه السيد المسيح، الذي أنار عقولنا بذلك السمو العجيب في فهم الدين، واستطاع أن يحول فكر البشرية وفهمها... الناس قبل مجيئه كانوا يفهمون أن القوة هي العنف، فأعطاهم مثلًا للقوة هو قوة المحبة الباذلة، التي تبذل ذاتها عن الآخرين، ومثلًا آخر عن القوة، هو قوة الروح في الداخل. والناس كانوا يفهمون الحرية بمعنى أن يفعل الإنسان ما يشاء. فوضح لهم أن الحرية الحقيقية هي تحرر الإنسان من الخطية وتحرره من عبودية الشهوة ومن سلطان الجسد، بل تحرره من الذات... وفي تعليم السيد المسيح أعطى الناس فكرة جديدة عن الله ذاته. كانوا ينظرون إلى الله كقوة جبارة لا يستطيعون الدنو منها. حتى أنهم عند إعلان الوصايا العشر على الجبل، كانوا مرتعدين، " وقالوا لموسى: تكلم أنت معنا فنسمع، ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت" (خر20: 19). أما في مجيء السيد المسيح، فأراهم الله في صورة أخري. وأخذوا فكرة عن الله المحب الشفوق، الوديع المتواضع، الذي: "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبه مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت12: 20). الله الذي يجول بينهم كراعٍ يسعى في طلب الضالوكطبيب يضمد الجروح، وكنور حقيقي يشرق للضالين وغير العارفين... هذه هي الصورة الجديدة التي قدمها لهم عن الله فأحبوه: "والمحبة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). لأجل هذا كله فرح العالم بمجيء الرب... وقف الملاك يحمل البشرى للرعاة قائلًا: "ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" (لو2: 11)... أي أن الفرح لم يكن للرعاة فقط، إنما لجميع الشعب. وليس لليهود فقط، إنما للعالم كله.. حقًا إنه فرح عظيم، رأيناه واضحًا على وجه سمعان الشيخ الذي حمل الطفل يسوع على ذراعيه، وبارك الله قائلًا: "الآن يا رب تطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب" (لو2: 29)... إنه فرح بالخلاص المنتظر منذ زمان. رأينا هذا الفرح على وجه حنة النبيه العابدة القديسة التي "وقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم" (لو2: 28). وظهر هذا الفرح على وجه أليصابات لما زارتها العذراء، فامتلأت أَلِيصَابَات من الروح القدس وقالت للعذراء: "من أين لي هذا، أن تأتي أم ربي إلى. فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني، ارتكض الجنين بابتهاج في بطني" (لو1: 41 44)... حتى الجنين ابتهج، لأنه كان نبيًا، ويعرف من هو هذا المسيح الذي أتى... ولكن هل فرح الكل وابتهجوا، أم أن هناك من قد حزن للأسف بسبب مجيء المسيح؟ |
|