هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا
إن الابن كانت له أعمال كثيرة إلي جوار الغرض الأساسي من التجسد، أعني الفداء.
* فهو قد أعاد إلي الإنسان الصورة المثالية التي خلق عليها كان الإنسان قد خلق علي صورة الله ومثاله (تك 1: 26، 27) ولكنه بخطيئته فقد هذه الصورة الإلهية. فأتي السيد المسيح ليعيد هذه الصورة الإلهية مرة أخري بحياته المثالية في كل شيء.
* كذلك جاء يقدم للناس التعليم السليم، ويصحح المفاهيم الخاطئة التي انتشرت نتيجة لتفسير القادة الجهال، الذين أغلقوا ملكوت الله أمام الناس. فلا هم دخلوا، ولا تركوا الداخلين يدخلون (مت 23). لذلك تكررت في عظته علي الجبل عبارة: "سمعتم أنه قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم.." (مت 5). وهكذا كانوا يسمونه (المعلم الصالح)..
* كذلك جاء يعطي الناس فكرة سليمة عن الله من حيث هو الآب السماوي الذي يحبهم.
* وجاء يؤدي رسالة نحو المساكين المحتاجين، كما قيل عنه في نبوة أشعياء النبي ".. مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلوب. لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق" (أش 61:1). وهكذا قدم للعالم صورة الراعي الصالح، كما جاءت في سفر حزقيال النبي (حز 34:15) "أنا أرعى غنمي وأربضها -يقول السيد الرب- وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح".
ومع هذا كله، كان العمل الأساسي للسيد الرب في تجسده، هو الخلاص والفداء.
فنزل من السماء من أجلنا ومن أجل خلاصنا. لو أنه لم يعمل شيئًا سوى الفداء والخلاص، لكان هذا يكفي ولكن من الناحية العملية كان لابد أن يؤدى المسيح رسالة قبل أن يقوم بعمل الفداء.. لكي يعرفه الناس. ولأنه لا يمكن أن يبقي بلا عمل. وهكذا أدى رسالة كمعلم وكراعي للخراف الضالة، وكصورة مثلي أمام الناس، وكقلب مملوء بالحب.
من أجل خلاصنا نزل من السماء.