رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبونا الراهب سارافيم البرموسي التبعيّة للمسيح: الماهيّة والغاية نتبعك بكلّ قلوبنا ونخافك ونطلب وجهك يا الله لا تخزنا عن مديح الثلاث فتية (تسبحة نصف الليل) مدخل هناك فكر سائد الآن في الكثير من بلدان أوروبا وأمريكا وهو فكر new age وهو بمثابة خليط من الأديان المختلفة تدعو لتبعيّة الأخلاقيات عوضًا عن تبعيّة المسيح.. والدعوة إليه تستند على إمكانيّة شخصيّة للوصول إلى نماذج أخلاقيّة كالتي لأتباع المسيح بدون المسيح؟؟ ولقد قالت إحدى المذيعات الشهيرات التي تتبنّى ذلك الاتجاه في العالم وهي oprah winfrey “أنا مسيحيّة ولكني أؤمن أن هناك طرق أخرى إلى الله غير المسيحيّة!!” كانت فكرتها مبنيّة على معيار الأخلاق.. ولكن.. هل تبعيّة المسيح هي تبعيّة أخلاقيّة فقط؟ هل هي محاولة لخلق مجتمع إنساني أفضل؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي (يو 14: 6) إنّ “الأخلاقيات الاجتماعية” في المسيحيّة هي بمثابة الخط الأوّل أو ما يمكن أن نسميه zero level نبدأ من عنده لنمتد إلى “الأخلاقيات المسيحيّة” والقائمة على المحبّة الباذلة والمضحيّة بكلّ شيء من أجل الآخر حتّى وإن كان من الأعداء.. التبعيّة للمخلِّص والتي تظهر في سلوكنا المسيحي، تلقي علينا بمسؤوليّة تجاه العالم.. أن نحبّه دونما شروط.. فالامتياز المسيحي الذي منحه لنا المسيح حينما نتبعه هو أن نكون قادرين على بذل ذواتنا من أجل الآخرين.. وقد يصل الأمر للموت من أجل الآخرين.. تلك هي أخلاقيات أتباع المسيح.. ولكن قبل شرح التبعيّة سنتعرّف على الثلاث دعوات الرقيقة التي يرسلها الله لثلاثة أنماط من البشر، إذ نقرأ كلمات القديس أنطونيوس: النوع الأوّل هم أولئك الذين دُعوا بناموس المحبّة التي غّرست فيهم من الصلاح الأصلي عند خلقتهم الأولى، وعندما جاءت إليهم كلمة الله، لم يشكّوا مطلقًا، بل قبلوها وتبعوها بكلّ استعداد ونشاط.. هذا أوّل نوع من الدعوة الدعوة الثانية هي هذه: يوجد أناس يسمعون الكلمة المكتوبة وما تشهد به عن الآلام والعذابات المعدّة للأشرار، والمواعيد المُعدّة لمن يسلكون بلياقة في مخافة الله، وبشهادة الشريعة المكتوبة تتيقّظ نفوسهم وتطلب الدخول إلى الدعوة.. الدعوة الثالثة هي هذه: توجد نفوس كانت سابقًا قاسية القلب مستمرة في أعمال الخطيّة ولكن الله الصالح في رحمته رأى أن يرسل عليهم تأديبات الآلام والضيقات حتّى يتعبوا، فيستفيقون وينتبهون ويتغيّرون ويتقرّبون من الله ويدخلون في معرفته ويتوبون من كلّ قلوبهم.. الدعوة الأولى لمن هم بالفطرة أنقياء، أولئك الذين لم تلوّثهم تعقيدات الحياة، فهم يتبعون المسيح عند أوّل كلمة يتلقونها ويسيرون خلفه.. بينما الدعوة الثانية هي للعقلاء الذي يقيّمون الأمور ويحسبون حساب النفقة، ويزنون ثقل وامتداد أمجاد الحياة الأبديّة بخفّة وقصر الزمان الحاضر، فيقتنعون بأن الربح لصالح الحياة مع المسيح وخلفه، فيسيرون وراءه.. أمّا الدعوة الثالثة هي دعوة لقساة القلوب والمعاندين الذين يجتذبهم الله من خلال تجارب وضيقات وعصا تأديب ممدودة على الدوام، وحينما يدركون ملاحقة الله لهم يأتون ليجرّبوا الحياة مع الله، وقتها يكتشفون عمق وغنى الحياة مع المخلِّص، فيسرون خلفه.. قناعة أم مشاعر لقد ظهر في الآونة الأخيرة نوع جديد من الدعوة لتبعيّة المسيح -تبنتها بعض الكنائس الأخرى- مستندة على المشاعر التي تغلِّف الخطاب الكتابي المسيحي، ولعلّ هذا الخطاب المستحدث يدخلنا في دائرة الخلط بين التبعيّة كقرار مدفوع بالنعمة وبين التبعيّة كحالة من البهجة والفرح على طوال الطريق، وكأنّ الطريق لا يعبر في بعض منحنياته بوادي الألم والدموع.. إن الخطاب القائم على المشاعر يعلم بأن الإنسان المعاصر في جوع لمن يداعب مشاعره لينسيه قسوة الحياة وتحدياتها المتلاحقة؛ فحركة المشاعر أشبه بقطرة المياه التي يشتهيها السائر في طريق قفر. ولكن مياه المشاعر لا تروي ظمأ الإنسان المعاصر طويلاً إذ أنّ المشاعر لا تكوِّن موقف إنساني واضح المعالم يشير إلى غاية الحياة. لذا إن كانت التبعيّة للمسيح مدفوعة بالمشاعر وحدها لن تصمد طويلاً على الطريق وسترتد سريعًا وكأنّها بناء على الرمال، فطبيعة المشاعر أن تكون متقلّبة ومتغيّرة. في المقابل علينا أن نكوِّن قناعة يوميّة بضرورة تبعيّة المسيح.. أن نجدد تعرُّفنا على الله يومًا بعد يوم لا ليداعب مشاعرنا ولكن ليكون لنا نصيب مع ذلك الكائن الذي يأسر النفس بمحبته؛ فجذب الحبّ الإلهي لنا يتجلّى في انفتاح بصائرنا على مدى محبّة الله لنا، وقتها سنسير خلفه لا لأننا نتمرّغ في مشاعر المحبّة بل لأنّه جدير بالمحبّة وبالسير خلفة لأنّه الوحيد الذي يقدِّم حبًّا مجّانيًّا. وإن اختفت المشاعر لبعض الوقت على الطريق لكي ما يختبر الله موقفنا من جهته، سنسير خلفه لأنه هو الطريق والحقّ والحياة. لذا علينا أن نبني موقفنا من المسيح وملكوت الله على صخر صلد لا يؤثِّر عليه رياح التجارب وعصف الشدائد وأمطار الشكوك وقسوة الوحدة على الطريق.. وحينما تكون قناعتنا بتبعيّة المسيح “قناعة ذهنيّة سرائريّة” حينها سنجد عونًا هائلاً من النعمة يثبِّت قرارنا بالسير على وقع خطوات المخلِّص طوال الطريق. وقد يتساءل البعض عن خطورة الاعتماد على المشاعر كبوصلة لمعرفة الطريق؟ هنا علينا أن ننتبه أن المشاعر هي هبة إلهيّة على الطريق نتلقاها في تسبيح وشكر وسجود ولكنها ليست وحدها مقياس صحّة الطريق. فقد تختفي المشاعر وتظهر غيوم الحيرة في سماء عالمنا حينها لن يتبقّى لنا سوى التزامنا الذهني المتّكئ على الإيمان الفاعل، بقرار تبعيّة المسيح.. من جهة أخرى، نجد أن المشاعر يمكن أن تُحرَّف، فالكثيرون يخلطون بين الفرح والسعادة.. بين السلام والخنوع.. بين الجرأة والتهوُّر.. الخ. فنحن على الدوام في حالة من التعرُّف على الذات وبالتالي إعادة صياغة تعريفنا لمشاعرنا الذاتيّة وهو أمر مرتبط بنضوجنا. ويبقى السؤال إن تبعنا مشاعرنا وحدها؛ هل يجب أن نتخبّط بين الطرق حتّى نصل إلى النضج؟؟ هنا تظهر قيمة وعينا العقلي وقناعتنا الذهنيّة بالطريق كموقف لا يتغيَّر لأنّه قائم على حسبة منطقية بالروح للعلاقة بين الله والعالم، ودور الروح أن يُذكِّرنا بقرارنا الذي اتخذناه أثناء مسيرتنا، فضلاً عن معونتنا طوال الطريق. إذن، التبعيّة القائمة على المشاعر وحدها تلقينا في بريّة التيه. بينما التبعيّة القائمة على موقفنا من الله، الذي يتكوّن يومًا بعد يوم، على الطريق، يصعد بنا إلى جبال الرّب لنعاين من هناك أرض الميعاد. على الطريق إنّ ما يعنينا اليوم هو المفهوم الباطني لتبعيّة الربّ.. إنه ارتحال من مدينة الإنسان القديم إلى مدينة الإنسان الجديد.. ارتحال في قفرٍ مهيب.. وديان وجبال ودروب محفوفة بالمخاطر.. دعوة المسيح لنا بتبعيّته هي دعوة لأن نكون مغامرين على دروب الربّ.. متّكلين ومستندين على عكاز إيماننا الذي نستند عليه عند الإعياء.. في النهار ستجد الطريق قفر والحرارة شديدة، فالبريّة «مكان حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ ليْسَ مَاءٌ» (تث 8: 15).. ستجد أنك تتحرّك بصعوبة شديدة، فلفحات شمس الظهيرة قاسية.. ستفكر في العودة إلى مدينة الإنسان القديم وقد تأخذ بعض الخطوات للخلف ولكنك ستجد مظلّة على جاني الطريق يقطنها شيخ وقور يدعوك للحديث.. وحينما تدخل ستجد وجه حاني يقابلك ويدعوك لأن تشكو آلامك وأتعابك وأفكارك.. وحينما تتحدّث تشعر بارتياح سرائري عجيب.. وحينما تنتهي سيشير عليك بخيمة الحياة.. خيمة مكتوب علي قوائمها “من يأكلني يحيا بي”.. ستدخل لتجد كأسًا وخبزًا في انتظارك ودعوة رقيقة للحياة.. بعد أن ترتشف قطرة من الكأس وتأكل كسرة من الخبز ستجد الحياة تدب في أوصالك من جديد عوضًا عن الإعياء الذي طالك طوال الأيام السابقة.. ستخرج من الخيمة تسير على الطريق بقوة الحياة التي أخذتها.. فالكأس والخبز هما جسد ودم المخلِّص اللذين للحياة.. أثناء سيرك ستجد تفرعات في الطريق ستحتار وحينما تسأل من حولك ستتيه بالأكثر وقتها ستجد علامات إرشاديّة على الطريق هي كلمة الله للسائرين والحائرين، إن وثقت بها سترشدك إلى الطريق الذي تسلكه.. وحينما يلقي الليل بظلاله السوداء الحالكة وتجد أن الطريق أصبح بلون السماء الأسود، ستجد ضوءًا رقيقًا يقودك، لن يراه غيرك، فمن عال شعبه في البريّة قديمًا مازال يرشد بالروح أولئك السائرين على الطريق.. أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تَتْرُكْهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ وَلاَ عَمُودُ النَّارِ لَيْلاً لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا (نح 9: 19) أثناء مسيرتك، ستجد الجموع العائدة إلى مدينة الإنسان العتيق تسخر منك وتنعتك بالجنون إنه قانون العالم تجاه السائرين على الطريق.. « قَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ» (اع 17: 18) منهم من سيشير عليك بنظرة إلى الوراء نحو مدينة الإنسان القديم البرّاقة لكي ما يستميلك.. وآخر سيرتدي عباءة الناصح الحكيم مؤكِّدًا أن الطريق بلا نهاية وأنه طريق الهلاك لا ينجو منه أحد.. احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! (مت 7: 15) ستجد الجموع المتدافعة تحملك إل الخلف حينما تكون قدماك منهكتان من المسير.. ولكن في كلّ هذا لن تفارق الطريق؛ اللاّفتات أو المظلّات أو خيمة الحياة.. ستجد أثناء الطريق رفقة لا تدرك من أين جاءتك، تسير معك.. ترشدك.. تشهد لك عن جمال مدينة الإنسان الجديد. وحينما تتساءل عن هويّة تلك الرفقة ستجد ملابسهم تتجلّى بضوء وهّاج.. وقتها ستدرك أن المدينة ترسل بمبعوثين لتشديد السائرين على الطريق.. سيزداد شوقك وحبّك لتلك المدينة ولسكّانها.. على الطريق ستجد من رأيتهم يتحرّكون بشوق شديد نحو مدينة الإنسان الجديد ولكنّك ستجدهم عائدين إلى الخلف.. ستحتار.. ستتألّم.. فهناك على الطريق دائمًا يوجد ديماس يحب ويحن للعالم الحاضر.. « لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي اذْ احَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ » (2تي4: 10) على الطريق ستجد رسائل تحمل اسمك وحينما تفتحها ستقرأ أن عليك مهمة عظمى وهي تحويل الراجعين إلى مدينة الإنسان القديم إلى طريق الحياة من جديد.. عليك مسؤوليّة عظمى وهي أن تشرح للقافلين إلى الخلف أنّ أمجاد المدينة الجديدة أبديّة بينما المدينة القديمة محوطة بالزمان الفاني إذ ستتلاشى يومًا ما على أنقاضه.. قانون المدينة الجديدة ألاّ يأتي أحد وحده بل عليه أن يدخل برفقة آخر.. فالبوابة لا تنفتح إلى فرد بل إلى جماعة.. وقد يكون جذبك للجماعة فقط من خلال صلاتك.. ولكن عليك أن تهتم بخلاص الجماعة كلّها وتسعى لعونهم.. على الطريق ستمر عليك أوقات ستشعر فيها بوحدة شديدة وكأنك وحدك السائر، ستنظر حولك لن تجد سوى العائدين إلى الخلف.. ستتوقّف وتتساءل هل الطريق حقيقة أم خدعة.. ستعيد طرح مرارتك أمام الله وكأنّك إيليا الجديد.. « وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمَغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟ فَقَالَ: قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا. » (1مل19: 9-10) ولكنك ستجد لافتة على الطريق مكتوب عليها؛ “ تذكَّر أن هناك سبعة آلاف ركبة لم تنحن لبعل”.. ستتمنى لو تتاح لك الفرصة لتتعرّف عليهم، ولكن لكلّ شيء تحت السماء وقت، تلك هي أول نصيحة تلقيتها وأنت مبتدئ في المسير. على الطريق ستجد تساؤلات وحيرة تقبض على قلبك المنهك بالشك، ستطلب من المسيح حلولاً ولكنه سيعطيك المبادئ التي تسير عليها.. فقانون المسير هو أن يزوِّد خواصه بالمبادئ لا الحلول.. المادة الخام لا المنتج النهائي.. ستجد في الكثير من الأحيان جبال عالية تعترض طريقك عليك أن تعبرها.. وستسمع أصوات تقول لك: لم ينجو أحد من تسلُّق تلك المرتفعات.. وحينما تطرح لهم أسماء العابرين سيردون أنها خداعات الماضي وأساطيره والدليل أنه ليس من عابر الآن للجبال.. في ذات الوقت ستسمع صوتًا يقول لك: هيّا علّق كلاليبك ثبّت حبالك شدّ عضلاتك أوتر روحك وابدأ، جديًّا، مغامرة حياتك: ابدأ السير نحو الهدف كن راسخًا، ابق متعلّقًا، رغم ريح الشمال، رغم لامبالاة الجموع، رغم أصوات الجموع التي ستدعوك للنزول، رغم الإعياء الذي سينتابك في منتصف الطريق رغم الغيوم التي ستحجب عنك، طوال أيام، القمّة رغم المخاوف التي ستلاحقك حينما تزل قدماك كن ثابت القدم على دروب القمم.. وقتها سترفع ناظريك إلى العلاء وتقول مع المزمور: أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي (مز 121: 1) كلمات التشجيع ستدفعك لخوض المغامرة من جديد، وحينما تتحرّك ستجد أنّ مخاوفك تتبدَّد مع تبدُّد الغيوم.. ستجد القمّة أكثر وضوحًا.. ستجد الجبل ينحني لإرادتك وتصميمك.. ستجد رفقاء لم ترهم من قبل، يشاركونك تسلُّق الجبل.. ستجد أن أصوات المشكِّكين تتلاشي مع كلّ حركة إلى أعلى.. وكأنك تولد من جديد كل يوم.. من فوق.. وكأنّ هناك حبال ترفعك إلى القمة.. لا تراها ولكن تستشعرها.. وقتها ستدرك أن أول خطوات التبعيّة هو التصديق وبدء المسير.. لقد كانت تُحكى لنا قصة رمزيّة قديمة عن الآثار التي نراها على الطريق بجانبنا وفجأة نراها وقد انمحت من على الطريق.. لا تبقى سوى آثار قدمين فقط.. ونعلم من الله أنها للنعمة التي تحملنا وقت تجاربنا وآلامنا ومعاناتنا.. هذا ما يحدث ونراه كلّ يوم على طريق ارتحالنا نحو المدينة الجديدة.. أورشليم العليا.. |
|