رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تستكبِر بل خَفْ 16 يقول القديس بولس الرسول: لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أنت أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته: أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقع) (رو 11: 20 22) إذن هناك احتمال أنك لا تثبت، وحينئذ تقطع. فذلك لا تستكبر وتظن أنك قد خلصت وانتهى الأمر، بل خف. المتضعون يسلكون بهذه المخافة. أما المتكبرون فيفتخرون باطلا بأنهم خلصوا، وضمنوا الخلاص إلى الأبد. وبهذا الافتخار تزول المخافة من قلوبهم. وبالتالي يزول الحرص، وتتخلى عنهم النعمة بسبب الكبرياء فيسقطون. ويبلون وصية الرسول القائل: 17 (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12). ومعنى هذا أن الخلاص الذي نلناه في المعمودية من الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية، وهو خلاص يحتاج إلى تتميم. وهو تتميم يشمل الحياة كلها، ولا يتم في لحظة. 18 إنه لم يتوقف على القبول والإيمان، ولا على التوبة والمعمودية، وإنما يحتاج إلى ثمر الإيمان (يو 15: 5، 6) وإلى ثمار تليق بالتوبة (مت 3: 8) ويلزمه في كل ذلك عمل النعمة، وشركة الروح القدس (2كو 13: 14) ومحبة الله، والثبات في هذه المحبة (يو 15: 9) والجهاد (2تى 2: 5 عب 12: 1) والمصارعة مع الشيطان (أف 6: 12) والمقاومة حتى الدم (عب 12: 4) كما تلزم فاعلية الأسرار وهى كثيرة.. ويلزم أيضًا الخوف: الخوف من السقوط، ومن الدينونة.. 19 ويقول القديس ذهبى الفم عن الخوف، في شرح (فى 2: 12): [ إن الرسول لم يقل فق (بخوف ) وإنما قال (ورعدة) وهى درجة أعلى بكثير من الخوف.. هذا الخوف كان عند القديس بولس نفسه. ولذلك قال: أنا أخاف (لئلا بعدما كرزت لآخرين، أصير أنا مرفوضًا ) (1كو 9: 27). لأنه إن كان بدون الخوف لا تتم بعض الأمور الزمنية، فكم بالأولى الأمور الروحية.. لأنه حيثما توجد حرب بمثل هذا العنف، وحيثما توجد هذه العوائق العظيمة، كيف يمكن أن توجد إمكانية للخلاص بدون خوف؟!]. ويستطرد القديس يحنا ذهبي الفم فيقول: [أنت قد آمنت، وقمت بأعمال فاضلة. وقد ارتقيت إلى فوق. إذن احترس لنفسك. كن في خوف حيثما تقف. ولتكن لك العين الحذرة، لئلا تسقط. لأنه ما أكثر أمور الشر الروحية التي تعمل على الإحاطة بك (أف 6: 12)]. جميلة هذه النصيحة التي يقولها لنا القديس ذهبي الفم: إن عوائق كثيرة تعمل على الإحاطة بنا. لذلك ينبغي أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة. 20 تخاف لأنك لا تزال في الجسد، ولأن حروبًا كثيرة تحيط بك لإسقاطك، ولأنك مهدد بأنك ستقطع إن لم تثبت. وتخاف بسبب ضعف طبيعتك وقوة أعدائك. كما أن الخوف يجلب لك الحرص والتدقيق والاتضاع، ويلصقك بالصلاة بالأكثر، لتنال معونة من فوق. 21 وقد أكد القديس بطرس الرسول ضرورة هذا الخوف بقوله: (إن كنتم تدعون أبًا، الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17). نعم نسير بخوف، لئلا يفقد أحد إكليله (رؤ 3: 11).. لئلا تمحى أسماؤنا من سفر الحياة (رؤ 3: 5؛ خر 32:33) لئلا تتزحزح منارتنا من مكانها (رؤ 2: 5) لئلا نعمل مثل الغلاطيين: (نبدأ بالروح ونكمل بالجسد) ! (غل 3: 3). 22 نخاف أيضًا، لأن الخلاص ليس سهلًا، فالرسول يقول: (إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران) (1بط 4: 18) والإنسان البار هو مؤمن طبعًا، لأن (البار بالإيمان يحيا) (عب 10: 38) فإن كان هذا المؤمن البار، بالجهد يخلص، أفلا يخاف المؤمن العادي؟! 23 ذلك لأنه لو كان الخلاص يتم في لحظة، أو لو كان قد تم وانتهى الأمر، ما كان هناك داع للخوف. ولكن الكتاب يقول: (أما البار فبالإيمان يحيا. وإن ارتد، لا تسر به نفسي) (عب 10: 38) هناك إذن احتمال أن يرتد المؤمن، ولا يسر به الله. حقًا إنه أمر يدعون للخوف.. 24 أيقول أحد إن المؤمن قد خلص وضمن الخلاص؟! ماذا نقول إذن عن هذا الذي يرتد بعد إيمانه؟! وقصص الارتداد عن الإيمان كثيرة في الكتاب.. وقد شرحنا هذه النقطة بالتفصيل في كتابنا (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) هنا بموقع الأنبا تكلا، فلا داعي للاستفاضة فيها هنا. إنما نقول: مادام هناك خوف من الارتداد، إذن (سيروا زمان غربتكم بخوف) كما يقول الرسول (1بط 1: 17). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذى يشفع |
يشفع فينا |
ارميا حُفظ وهو في جب وحل |
يونان حُفظ وهو في جوف حوت |
لا حٍـظ لُي فَيَ آلحٍــــيَآہ |