|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 97 (96 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير التهليل والحياة المقامةهذا المزمور هو تسبحة مفرحة، ودعوة لكل البشرية أن تفرح وتتهلل بالرب الذي يملك عليها، ويشرق بنوره فيها، فتستنير وتستريح. لا تعود تصرخ من عنف العدو، بل تنعم بالنصرة عليه. إنه أنشودة تتغنى بها النفس التي تتمتع بالرب كملكٍ مهوبٍ غالبٍ للشر. إنه تسبحة مملوءة فرحًا وتهليلًا، حيث تنعم النفس بملكها واهب القيامة والحياة السماوية والقداسة. 1. التهليل والحياة المقامة 1. 2. التهليل والجالس على السحاب 2. 3. التهليل وإبادة العداوة 3. 4. التهليل والبروق المقدسة 4. 5. التهليل وروح الغلبة 5. 6. التهليل والحياة السماوية 6. 7. التهليل والإيمان 7-9. 8. التهليل والحياة المقدسة 10-12. من وحي مز 97 [FONT=""]العنوان[/FONT] جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "لداود عندما ثُبتت أرضه (أي حين ارتدت إليه)". * الأرض التي ارتدت هي قيامة الجسد. فإنه بعد قيامة (المسيح) كل ما يُرنم به في هذا المزمور قد تحقق. ليتنا نسمع مزمورًا مملوءًا بالفرح لقيامة الأرض. ليت الرب إلهنا يبعث فينا رجاءً ومسرة تليق بأمرٍ عظيمٍ كهذا. ليته يقود مقالنا حتى يتلاءم مع قلوبنا، حتى كل فرحٍ يحل بقلوبنا نشعر به، يقدمه لنا على لساننا، وبالتالي يقوده إلى أذانكم ثم إلى قلوبكم وإلى تصرفاتكم[1]. القديس أغسطينوس * إن كان اسم داود يعني "قوة اليد"، فإن اليد القوية ليست إلا الغالب لكل الأمم، داودنا، الذي صرخت منه الشياطين، قائلة: "أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا يا ابن داود؟" (راجع مت 8: 29) وُضعت هذه التسبحة بواسطته عندما استرد أرضه. ممتاز حقًا كاهننا المكرم، إذ يقارن الأرض المستردة بأجسادنا. بالتأكيد، عندما يعود السلام إلى أرضنا يكون قد حلّ الوقت للتسبيح لله... لم يكن يوجد سلام في هذه الأرض قبل أن يحقق داودنا النصرة، بل كان الارتباك والخلاف في كل موضع. كانت أمة ما تعبد جوفًا Jova ، وأخرى ماركري Mercury، وأخرى يونو Juns؛ كان لكل أمة إله خاص. ولكن إذ رُفع علم الصليب، فيه ُاستردت الأرض ورجعت إلى نظام سليم[2]. القديس جيروم [FONT=""]1. التهليل والحياة المقامة[/FONT] اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ، فَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْتَفْرَحِ الْجَزَائِرُ الْكَثِيرَةُ [1]. على الصليب وسط الآلام التي لا تُحتمل، ووسط الإهانات المرة، تطلع اللص على السيد المسيح المصلوب، فأدرك أنه ملك الملوك الذي يملك على القلوب، ويقيم فيها مملكته التي هي ملكوت الفرح. هكذا تتحول الأرض إلى أشبه بالسماء، والجسد الترابي يتهلل ويبتهج منتظرًا الأمجاد الأبدية. "الرب قد ملك، فلتبتهج الأرض". لقد اعتاد كثير من الآباء مثل القديسين أغسطينوس وجيروم والعلامة ترتليان وأوريجينوس أن يفسروا الأرض بمعنى "الجسد"، والسماء بمعنى "النفس". فالرب لا يملك على نفس المؤمن فحسب، بل وعلى الجسد، فيهبه بهجة في كيانه كله. ربما يتساءل البعض: كيف يُمكن للأرض أن تبتهج وسط الضيقات والتجارب التي لا تنقطع والتي لا تُحتمل. لذلك يكمل المرتل تسبحته قائلًا: "ولتفرح الجزائر الكثيرة". يرى القديس جيروم أن هذه الجزائر الكثيرة هي المؤمنون الذين تهاجمهم أمواج التجارب من كل جانب، مثل الجزائر التي تحوط المياه من كل جانب، لا تتوقف الأمواج عن مقاومتها ليلًا ونهارًا. ويرى القديس أغسطينوسأن هذه الجزائر هي الكنائس المحلية في كل بقاع العالم، وهي وسط متاعب لا تنقطع. * تُفهم الجزائر بطريقة رمزية أنها كل الكنائس، لأن أمواج كل التجارب تهيج حولها. كجزيرةٍ قد تلطمها الأمواج من كل جانب لكنها لا تحطمها، بل هي التي تحطم الأمواج الثائرة. هكذا كنائس الله التي تنشأ في كل العالم، تعاني من اضطهادات الأشرار التي تثور حولها من كل جانب، ولكنها تقف ثابتة كالجزائر، وفي النهاية يهدأ البحر[3]. القديس أغسطينوس "لتفرح الجزائر الكثيرة" طبَّق الكاهن المكرم هذا حسنًا على نفوسنا التي تلطمها الأفكار المشتتة من هنا وهناك مثل أمواج كثيرة تضربنا وتقاومنا بشدة. لنتحدث أيضًا عن الكنائس بكونها مثل جزائر. في موضع آخر يقول الكتاب: "جزائر كثيرة رجعت إليّ" (راجع إش 42: 10، 12؛ حك 2: 11)[4]. * "الرب قد ملك، فلتبتهج الأرض" لتبتهج الأرض، الأرض التي كانت قبلًا في أيدي ملوك كثيرين وقد صار لها ملك واحد. "ولتفرح الجزائر الكثيرة"... يمكننا القول أن جزائر كثيرة لولايات منفصلة أو دول المؤمنين، أو نفسرها بأنها كنائس فردية، أو جزائر، تُجلد وتُضرب من كل الجوانب وذلك بواسطة أمواج البحر العظيمة الصاخبة، هكذا فإن الكنائس تُصدم بعواصف تجارب متنوعة دون أن تُنزع من أساسها[5]. القديس جيروم القديس أثناسيوس الرسول العلامة ترتليان الآن لتبتهج الأرض (مز 96: 11،؛ 97: 1)، ولتهتز البشر فرحًا! ليدوِّ الجو بأناشيد البهجة، وليُطرح الليل الحالك الظلام الكئيب ومعطفه الحدادي، لا بل بما أنه تلألأ، فليقتدِ بلمعان النهار، بومضات النور. ها إن المدينة الحية التي للرب إله القوات قد رُفعت إلى الأعالي، والملوك يأتون بتقدمة مُتعذر تقديرها من هيكل الرب، من صهيون الشهيرة (مز 68 :30) في أورشليم العليا، التي هي حرة، وهي أمهم (غل 4: 26). وأولئك الذين أقامهم المسيح رؤساء على كل الأرض، أي الرسل، يواكبون والدة الإله الدائمة البتولية[7]. الأب يوحنا الدمشقي [FONT=""]2. التهليل والجالس على السحاب[/FONT] السَّحَابُ وَالضَّبَابُ حَوْلَهُ. الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّهِ [2]. إن كانت الشركة مع ذاك الذي صلب وقام من الأموات تهبنا خبرة الحياة المُقامة وسط كل الظروف التي تبدو قاسية، حتى وإن كان الإنسان أشبه بجثة هامدة وسط الأموات داخل القبر، فإنه من جانب آخر يتهلل، لأنه يصير أشبه بسحابة نيرة حاملة للسيد المسيح ينبوع الفرح. يقول المرتل: "السحاب والضباب حوله". يتشبه المؤمن بالسيدة العذراء التي يتنبأ عنها إشعياء النبي قائلًا: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة (بهية)" (إش 19: 1). لقد حملت السيد المسيح وانطلقت به إلى مصر، فارتجفت أوثان مصر من وجهه. في لحظات التجلي ظهرت سحابة منيرة. هكذا يليق بالمؤمنين أن يصيروا أشبه بسحابة منيرة تعكس بهاء السيد المسيح القادم في يوم الدينونة على سحابة منيرة. بمعنى آخر يصير المؤمنون الحقيقيون سحابًا منيرًا حاملًا المسيح النور الحقيقي. أما الضباب الذي حوله فلا يعني أن الظلمة في الرب، وإنما هي في عيون الأشرار كالقشور التي سقطت من عيني شاول الطرسوسي عند قبوله الإيمان (أع 9. عدم الإيمان كما الشر يحجبان الرؤية، فلا يرون المسيح النور، بل ولا يطيقان رؤيته، كمريض العينين الذي لا يطيق رؤية الشمس. "العدل والحق قاعدة كرسيه" [2]. ليس ما يجعل من المؤمن أشبه بالسحابة المنيرة مثل السيد المسيح الذي هو البرّ والحق. * المجد لذاك الذي نثر نوره في الظلمة، ووجه إليه اللوم في حاله المخفي، وغطى مقدساته[8]. القديس أفرام السرياني إنه يدعو الذين يؤمنون به كرسيه، إذ يجعل منهم كرسيًا له، تجلس الحكمة عليهم، لأن ابن الله هو حكمة الله. إننا نسمع من عبارة أخرى في الكتاب المقدس تأكيدًا قويًا لهذا التفسير: "نفس البار كرسي الحكمة" (أم 12: 23؛ 1 كو 1: 24)[9]. القديس أغسطينوس القديس يوحنا الذهبي الفم "السحاب والضباب حوله"، ظهر عندما أراد أن يظهر، وليس بحسب طبيعته الإلهية. "جعل الظلمة سترة حوله" (مز 18: 11). إن كان الله نورًا، فكيف يمكن للنور أن يسكن في الظلمة؟ في هذه العبارة "الظلمة" تمثل المعرفة غير الكاملة، وضعفنا، إذ لا نستطيع أن نحملق في جلاله. إن كانت الأعين البشرية في الحقيقة تعجز عن أن تتطلع في أشعة شمس هذا العالم المخلوقة والشريكة معنا في العبودية، كم بالأكثر تكون الظلال والظلمة حول شمس البرّ حيث لا يُمكننا إدراكه ولا التطلع إليه؟ نقرأ عن القديس موسى: اقترب من السحابة (خر 20: 21) لكي يرى الله، هذا لم يكن قادرًا أن يراه خارج السحابة. ويقول إشعياء: "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر" (إش 19: 1)، أي مع مريم القديسة. "على سحابة سريعة"، لأنها لم تكن مثقلة ببذور بشرية[11]. * أمران يحيطان بالرب: السحاب والضباب (الظلام)... أظن إنها ذات السحابة التي وردت في الإنجيل "وسحابة نيرة ظللتهم" (مت 5:17). هذا حدث عندما تجلي الرب وسقط التلاميذ علي وجوههم أمامه، وجاءت سحابة نيرة ظللتهم. أظن أنها تشبه السحاب الذي قيل عنه في موضع آخر: "حقك إلي السحاب" (مز 5:36)، أي حق الرب الذي قيل عنه في الإنجيل: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14). حق الله هو المسيح؛ يبلغ حتى إلي السحاب، أي إلي الرسل والأنبياء، هؤلاء الذين كانوا كالسحاب الذي أمره ألا يمطر علي إسرائيل (إش 6:5). هذا يتفق مع ما ورد في سفر القضاة حيث جزة الغنم كانت جافة بينما كان المطر ينزل علي بقية العالم. هذا يعني أن إسرائيل صار جافًا بينما كان المطر ينزل علي العالم كله. "السحاب والضباب حوله"، "هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة، وقادم إلي مصر" (إش 1:19). لتعرف ماذا يعني هذا؟ الرب قادم، الرب المخلص قادم إلي مصر حيث نعيش. قادم إلي أرض الظلمة حيث فرعون، لكنه لا يأتي إلا قادمًا علي سحابة سريعة. ما هي هذه السحابة السريعة؟ أظنها القديسة مريم التي حملت الابن بغير زرع بشر. جاءت هذه السحابة السريعة إلي العالم، وأحضرت معها خالق العالم. ماذا يقول إشعياء؟ "الرب قادم إلي مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه. الرب قادم، فترتعب أوثان مصر جدًا، ويرتطم بعضها ببعض وتتحطم. هذه هي السحابة التي حطمت معبد سيرابيس في الإسكندرية، إذ لم يحطمه قائد، بل حطمته السحابة القادمة إلي الإسكندرية (الحاملة للمسيح)... لقد عرفنا السحاب، فلنبحث الآن عن الضباب. الرب في الضباب، هو في النور وفي الضباب أيضًا. هو في النور بالنسبة للمبتدئين الذين يتحدث معهم بوضوح، لكنه بالنسبة للمتقدمين يحدثهم بطريقة سرائرية mystically فهو لا يتحدث مع الرسل كما مع الجماهير، إذ يتحدث مع الرسل بطريقة سرائرية. ماذا يقول؟ "من له أذنان للسمع فليسمع" (لو 8:8). هذا هو معني "وضباب حوله"، أي حوله أسرار. لهذا يقول في سفر الخروج عن كل الشعب كانوا واقفين أسفل، وأما موسى وحده فصعد علي جبل سيناء في ضباب سحابة ثقيل، لأن كل شعب الله غير قادر على التعرف علي الأسرار، أما موسى فكان وحده يقدر أن يفهم. لهذا يقول الكتاب: "جعل الظلمة سترة حوله" (مز 12:18)[12]. القديس چيروم * إنك، أيها الصالح في كل محبيك، لأنهم يجدونك في الدهش الذي لا يُوصف، في مجد بهاء جمالك، وفي قوة طبيعتك، وفي معرفتك التي هي أعلى من الكل. أنت موجود بكلك في كل محبيك، بكل ما لك، وفي كل واحدٍ منهم. أنت بكليتك له الكمال بغير نقصان، مع أنه لا يقدر أحد أن يمتلكك كليًا. المجد لكمالك الذي يضبط كل الكمالات، ولا يستطيع أحد منها أن يحدَّك*. الشيخ الروحاني (يوحنا الدّلياتي) [FONT=""]3. التهليل وإبادة العداوة[/FONT] قُدَّامَهُ تَذْهَبُ نَارٌ، وَتُحْرِقُ أَعْدَاءَهُ حَوْلَهُ [3]. منذ سقوط أبوينا الأولين آدم وحواء، فقد الإنسان حياة التهليل الدائمة والصادقة بسبب رعبه من عدو الخير. يقول ابن سيراخ: "بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم". وعندما جاء آدم الثاني - السيد المسيح - ظن عدو الخير أنه قادر أن يحطم ذاك الذي هو ينبوع الفرح ومصدر السلام الأبدي. دخل معه في معارك كثيرة وفشل، وأخيرًا قرر الخلاص منه بالصلب، فإذا بعدو الخير يفقد سلطانه. يقول الرسول: "إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه" (كو 2: 15). هذا ما سبق فتنبأ عنه المرتل هنا، قائلًا: "قدامه تذهب نار. وتحرق أعداؤه حوله" [3]. إذ نحمل في داخلنا الله الكلي الحب، بل الحب ذاته، يتقدمنا روح الله القدوس، ويحوط بنار كسورٍ من نار (زك 2: 5). يحرق سهام إبليس الملتهبة نارًا، المملوء عداوة، القتّال. بهذا لا يكون له فينا موضع. ينزع الله عنا روح العداوة، أي روح قوات الظلمة، لتحتل الصداقة الإلهية قلوبنا، فنصير أيقونة المسيح، ويتسع قلبنا بالحب للسماوي وخدامه السماويين كما لكل البشر، إن أمكن! هذا هو سرّ فرحنا وتهليل قلوبنا، لم تعد العداوة تسيطر علينا، بل الحب الحقيقي والسلام السماوي والفرح الدائم. * "قدامه تذهب نار". الرب طاهر "القدوس يسكن في القداسة" (راجع إش 57: 15). لا نقدر أن نكرس أنفسنا له ما لم تبيد النار رذائلنا. "ستمتحن النار عمل كل واحدٍ" (1 كو 3: 13)، "وتحرق أعداءه حوله". لا يبيد الله أعداءه كأعداء بل كأصدقاء، إذ يحرق رذائل أعدائه، فيجعل منهم أصدقاء له[15]. * إنسان القداسة لا يحتاج أن يخاف من هذه النار. ليخف الخاطي منها. هذه النار تطهر القديسين، وتحرق الخطاة. "قدامه تذهب نار". "الصانع ملائكته رياحًا، وخدامه نارًا ملتهبة" (مز 104: 4). أظن أن رسله الملائكة هم النار. إنهم ناره، يذهبون قدامه. من الذين يحرقهم الملائكة بالنار؟ هؤلاء الذين هم من خشب، وقش، وجذامة (بواقي الزرع). أما الذي هو ذهب أو فضة أو حجارة كريمة، فيذهب إلى النار لكنه يخرج أكثر نقاوة[16]. القديس جيروم بنفس المعنى النار أيضًا... المؤمنون به يجلسون على نارٍ، يتقبلون لهيب الحب. ولهذا السبب فإن الروح القدس نفسه حلّ على الرسل، ظهر ألسنة منشقة كأنها نار (أع 2: 3). إذ التهبوا بهذه النار انطلقوا إلى العالم لكي يحرقوا ويشعلوا نارًا في أعدائه من كل جانب[17]. القديس أغسطينوس أنا أعلم أيضًا إنه توجد نار ليست مطَّهره بل منتقمة... يسكبها الله على كل الأشرار، أو تلك المُعدة للشيطان وملائكته (مت 25: 41). وأيضًا النار التي تصدر عن وجه الرب وتحرق أعداءه الذين حوله[18]. القديس غريغوريوس النزينزي [FONT=""]4. التهليل والبروق المقدسة[/FONT] أَضَاءَتْ بُرُوقُهُ الْمَسْكُونَةَ. رَأَتِ الأَرْضُ وَارْتَعَدَتْ [4]. يجعل الله منا سحابًا روحيًا، لهذا إذ نتعامل مع بعضنا البعض، نصير كالسحاب الذي يسبب رعودًا وبرقًا. خلال معاملاتنا نعلن نور المسيح مخلصنا كالبرق الذي يشرق على المسكونة وينيرها، فنسمع الصوت الإلهي: "أنتم نور العالم". إن كان العالم قد صار ترابًا وأرضًا، فإن هذه الأرض ترى عمل الله فينا فترتعب، أما نحن فنتهلل من أجل نوره المشرق فينا ليبدد الظلمة. * هذه البروق تبرق فتنير المؤمنين، لكنها تحرق غير المؤمنين[19]. * "أضاءت بروقه المسكونة"... الآن، حقك للسحاب (مز 36: 5) هو بالتأكيد رمز للأنبياء والرسل، فإنه إن لم تصطدم هذه السحب معًا لا تقدر أن تعطي بهاءها، ولكن إن التقت في رعدٍ معًا، في تعليمٍ واحدٍ، فإن برقها يضيء في العالم. أتريدون أن تروا كيف أن المؤمنين يدعون سحابًا في الكتاب المقدس؟ يقول إشعياء: "وأوصي الغيم أن لا يمطر عليه مطرًا" (إش 5: 6). كان موسى سحابة، لذلك قال: "يهطل كالمطر تعليمي" (تث 32: 2). رسائل الرسل هي مطر روحي لنا. في الحقيقة ماذا يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين؟ "لأن أرضًا قد شربت المطر الآتي عليها مرارًا كثيرة" (عب 6: 7). وأيضًا: "أنا غرست، وأبلوس سقى" (1 كو 3: 6)[20]. * "رأت الأرض وارتعدت" قبل أن تثمر الأرض وتتقبل كلمة الرب، شعرت ببروق كلماته فارتعدت. تطلع الرب إلى الأرض: "الناظر إلى الأرض فترتعد" (مز 104: 32). ماذا يفيد "ارتعدت"؟ "وإلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح، والمرتعد من كلامي" (إش 66: 2)[21]. القديس جيروم ربنا يسوع المسيح أرسل رسله ككارزين مثل السحاب، ظهروا كبشرٍ وُاحتقروا؛ ظهروا كسحابٍ وأستخف بهم، حتى تتعجب من يومض منهم[22]. القديس أغسطينوس [FONT=""]5. التهليل وروح الغلبة[/FONT] ذَابَتِ الْجِبَالُ مِثْلَ الشَّمْعِ قُدَّامَ الرَّبِّ، قُدَّامَ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا [5]. كثيرًا ما يقف الإنسان أمام سطوة الخطايا، فيراها كالجبال الثابتة، من يقدر أن يزعزعها؟! لكننا إذ نحمل مسيحنا القائم من الأموات في داخلنا تذوب هذه الجبال قدامه، ويدرك الكل أنه هو الخالق سيد الأرض كلها، لن يقدر الموت ولا كل قوات الظلمة أن تقف أمامه. خبرتنا الجديدة في المسيح يسوع، وتمتعنا بنور قيامته الغالبة للموت تهبنا فرحًا داخليًا مجيدًا. * من هم الجبال (التلال)؟ المتكبرون. فإنه حتى كل شيء عالٍ يقف ضد الله، ضد أعمال المسيح وضد المسيحيين، يرتعب ويخضع. وحينما أقول ما قد قيل فعلًا "ذابت" فلا أجد كلمة تفوقها[23]. القديس أغسطينوس * بالنسبة لي، يبدو أن هذه الجبال هي قوات الشيطان. سواء كانوا جبالًا أم لا، فهم بالتأكيد أناس متكبرون. هذه النار لا تُهلك المتواضعين، وإنما المتكبرين وحدهم. كحقيقة واقعة، يندر أن تصيب البروق الذين في الوادي، لكنها تضر الذين في أعلي الجبال[25]. القديس جيروم القديس كيرلس الكبير [FONT=""]6. التهليل والحياة السماوية[/FONT] أَخْبَرَتِ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ، وَرَأَى جَمِيعُ الشُّعُوبِ مَجْدَهُ [6]. بقيامة مسيحنا ومخلصنا نتغنى مع الرسول بولس بروح التهليل والغلبة، قائلين: "وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1 كو 15: 49). نصير أشبه بالسماء، نخبر بإنجيل الخلاص وبرّ المسيح، ونشهد بالحياة المقامة أمام الشعوب عن بهجة قيامته. هكذا تخبر السماوات ببرّه، وترى جميع الشعوب مجده. * الكنيسة كلها تكرز بالمسيح، والسماء تخبر ببرّك. لأن كل المؤمنين الذين يهتمون بكسب غير المؤمنين لله، يفعلون هذا عن حبٍ، إنهم سماوات! من هؤلاء يرعد الله برهبة حكمة، فيرتعب غير المؤمن ويحذر فيؤمن. إنه يُظهر خلال البشر ما هي قوة المسيح في العالم، في مرافقة ومحاججة معهم، يقودهم إلى حب المسيح[27]. القديس أغسطينوس تبعًا لهذا، الإنسان سائح على الأرض، بالتأكيد وهو في الجسد، لكن ليس حسب الجسد، بهذا يخبر بعدل الرب. الآن، إن كان أحد يعاني من الحاجة بسبب نقص المعرفة والشكوى: "لماذا نرى في هذه الحياة الأبرار في عوزٍ وانسحاقٍ تحت ثقل المتاعب، بينما الخطاة في فيض الغنى وكل الأمور المريحة؟ إن لم يتعلم الرجل الكنسي في الكتاب الإلهي المقدس، كيف أنه في مثل هذه الحالات يكون قادرًا على البرهنة على عدل الله؟ إن كان يلهج في الناموس ليلًا ونهارًا، يكون مستعدًا أن يجيب بأن الفترة القصيرة في الضيق في العالم الحاضر يلزم مقارنتها بالمكافاءات الأبدية فيما بعد. إنه من الأفضل جدًا أن يًحتمل الفقر الاختياري من أجل الرب لفترة هذه الحياة القصيرة من أجل التمتع بغنى الحياة المقبلة، عن التنعم بالرفاهيات هنا، وتكون العذابات فيما بعد بعقوبات غير محتملة. "ترى جميع الشعوب مجده". هؤلاء الذين تعثروا أولًا في صليب الرب، فكانوا عاجزين عن التعرف عليه، حاليًا بعد أن أخبرت السماوات بعدله صارت تمجده[28]. * الإنسان الذي في السماوات لا يخاف عدل الله؛ الإنسان من السماء لا يخشى أن يعلن عدل الله. الإنسان المقدس والذي من السماء لا يخشى إله العدل. أما الخاطي فيطلب إله الرحمة[29]. القديس جيروم القدّيس يوحنا الدمشقي [FONT=""]7. التهليل والإيمان[/FONT] يَخْزَى كُلُّ عَابِدِي تِمْثَالٍ مَنْحُوتٍ، الْمُفْتَخِرِينَ بِالأَصْنَامِ. اسْجُدُوا لَهُ يَا جَمِيعَ الآلِهَةِ [7]. إذ انحرف الإنسان عن الحب الحقيقي، وفقد فرحه وسلامه، ظن في عبادة الأوثان وممارسة رجاستها بهجة وتهليل القلب. لكن الإيمان بالمخلص رد لنا أكثر مما فقدنا. أ. صارت لنا العبادة الروحية المتهللة [7]. ب. صرنا صهيون الجديدة الروحية المبتهجة [8]. ج. صارت نفوسنا بنات يهوذا، أي بنات الاعتراف بالإيمان، تتعرف على خطة الرب وأسراره وأحكامه فتبتهج به [8]. د. تدرك سمو الله الفائق، فتتمسك به وحده كمصدر الغنى والسلام والفرح [9]. يرى القديس أغسطينوس أن عبدة الأصنام الحجرية في خزي لأنهم يسجدون لحجارة ميتة. أما نحن فمسيحنا حجر الزاوية الحي الذي مات لأجلنا وقام، فأحيانا معه. أما الآلهة التي تسجد له، فهي الملائكة. وكما قال ملاك للقديس يوحنا الذي خرّ أمام ملاكٍ عند رجليه ليسجد له متعبدًا: "أنظر، لا تفعل. أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله" (رؤ 19: 10). * ليت أولئك الذين هم حجارة يخزون. لأن هذه الحجارة ميتة، أما نحن فلنا الحجر الحي. بالحق تلك الحجارة لم تعش قط، أما حجرنا فحيّ، يحيا دومًا مع الآب، وإن كان قد مات لأجلنا فهو حي، ويحيا الآن، وليس للموت سلطان عليه (رو 6: 9)[31]. القديس أغسطينوس القديس جيروم القديس أمبروسيوس سَمِعَتْ صِهْيَوْنُ فَفَرِحَتْ، وَابْتَهَجَتْ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ [8]. تشير "صهيون" إلى كنيسة العهد الجديد، و"بنات يهوذا" إلى النفوس التي تعترف بالمسيا المخلص وتؤمن به. إن كان الخزي يحل بغير المؤمنين، فالتهليل هي سمة المؤمنين، إذ يجدوا في أحكام الله بهجة ومسرة. * ماذا سمعت صهيون؟ إن كل ملائكته تسجد له... لأن الكنيسة في ذلك الوقت لم تكن بين الأمم. في اليهودية اليهود أنفسهم الذين آمنوا، ظنوا أنهم هم وحدهم ينتمون للمسيح. أُرسل الرسل إلى الأمم، وبُشر أيضًا كرنيليوس. آمن كرنيليوس واعتمد، والذين معه اعتمدوا (أع 10: 47)... "وابتهجت بنات يهوذا من أجل أحكامك يا رب" [8]. ماذا يعني: "من أجل أحكامك؟" لأن في كل أمةٍ وفي كل شعبٍ، من يخدمه مقبول لديه، لأنه ليس إله اليهود وحدهم، بل هو إله الأمم أيضًا (رو 3: 29)[34]. القديس أغسطينوس كانت نفس أيوب ابنة ليهوذا. ففي فقدان ممتلكاته تعزى هكذا: "الرب أعطى، الرب أخذ. مبارك اسم الرب! عريانًا خرجت من رحم أمي، وعريانًا أعود إلى التراب" (راجع أي 1: 21). تحول من إنسانٍ ثريٍ إلى فقيرٍ، فقد ممتلكاته مع أبنائه، وتحطم تحت ثقل العوز، والسلب. أخيرًا بلغ قمة البؤس وضُرب بالقروح عديمة الشفاء بالنسبة للإنسان، لكن يُمكن شفاؤها بواسطة الله. ما يعجز الدواء البشري عن تقديم الشفاء يمكن للصبر والإيمان أن يشفياه[35]. * هل لا تجدين ملبسًا؟ ضعي الزنابق أمام عينيكِ. هل لحق بكِ جوع؟ تذكري الكلمات التي يُطوب بها المساكين والجائعون. هل أصابكِ ألم؟ لتقرأي: "لذلك أسر بالضعفات"، و"لئلا ارتفع بفرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع" (2 كو 12: 7، 10). افرحي بأحكام الله؛ ألم يقل المرتل: "ابتهجت بنات يهوذا من أجل أحكامك يا رب" (مز 97: 8)[36]. * يُقال لنا إن بنات يهوذا ابتهجن من أجل كل أحكام الرب. لذلك فإنه إذ "يهوذا" معناها "اعتراف"، وإذ كل نفسٍ مؤمنة تعترف بإيمانها، فإن ذاك الذي يدعي أنه يؤمن بالمسيح يلزمه أن يفرح بكل أحكام المسيح[37]. القديس جيروم عَلَوْتَ جِدًّا عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ [9]. يرى القديس أغسطينوس أن صهيون فرحت وبنات صهيون ابتهجن، لأنه وإن كانت الأمم لم تتمتع بالنبوات، لكنها اكتشفت أن السيد المسيح عالٍ، واحد ومساوي للآب. إنه ليس عالٍ فوق الأصنام فحسب، بل وفوق الأبرار. هذا لا يكفي، وإنما هو عالي فوق الملائكة أيضًا. [FONT=""]8. التهليل والحياة المقدسة[/FONT] يَا مُحِبِّي الرَّبِّ أَبْغِضُوا الشَّرَّ. هُوَ حَافِظٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ [10]. أفسدت الخطية حياتنا، وحول الشر أعماقنا كما إلى جحيمٍ لا يُطاق. صرنا عبيدًا للشر، وقد جاء المخلص يمرر الخطية في أفواهنا، فنبغضها. يشرق بنور برَّه فينا، فنفرح ونتهلل. يقيم مقدسه في داخلنا، فتتحول حياتنا إلى حمدٍ لا ينقطع. * لا يستحق المسيح أن تحبوا الطمع بجانب حبكم له. إنكم تحبون المسيح، ابغضوا ما يبغضه هو... أنصتوا، أنتم تحبون المسيح، والطمع عدو المسيح، فلماذا تتكلمون مع الطمع؟ لست أقول لماذا تتكلمون معه، بل ولماذا تخدمونه؟ فإن المسيح يوصيكم أن تفعلوا أشياء كثيرة، وأنتم لا تفعلونها. الطمع يوصيكم بشيءٍ، وأنتم تفعلونه[38]. القديس أغسطينوس * "هو حافظ نفوس أتقيائه". يا لها من نتيجة رائعة! من يحب الصلاح ويبغض الشر، ماذا يستحق من قبل الرب سوى حفظه له؟ "من يد الأشرار ينقذهم". هنا يثور السؤال: إن كان الرب يحفظ نفوس أتقيائه وينقذهم من يد الأشرار، فكيف يهلك الشهداء في الاضطهاد؟ كيف حكم نيرون الظالم بالموت على بطرس وبولس في يومٍ واحدٍ، إن كان الرب يحفظ نفوس أتقيائه؟ لتصغوا بانتباه الآن. فإن الرب يحفظ نفوس أتقيائه؛ يقول نفوس، وليس أجساد. "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت 10: 28)... أقول إنه في الاستشهاد يُسفك الدم لكي تخلص النفس من التجارب، لكي تهجر فترة الحياة القصيرة وتدخل الأبدية؛ تترك الاضطهاد خلفها، وتسرع إلى ربنا يسوع المسيح لتتويجها[40]. القديس جيروم العلامة أوريجينوس فردوس الآباء فَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ [11]. يظن الأشرار في ممارستهم للشر أنهم يتمتعون بالحياة السعيدة والبهجة والفرح، وكأنهم يقتنون النور. ولا يدركون أنهم في الحقيقة يفقدون بالشر النور والسعادة. * أي نور تخشون أنكم تفقدونه (بالحياة المقدسة)؟ ألا تخشون أنكم تصيرون في الظلمة؟ ألا تخشون أنكم تفقدون النور؟ بلى لتخشوا لئلا وأنتم تخشون فقدان هذا النور تفقدون النور الحقيقي[42]. القديس أغسطينوس وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ [12]. * يليق بنا أن نفرح فقط مع أولئك الذين نراهم يمارسون عملًا يستحق تسجيله في السماء، سواء كان عمل برٍّ، أو عمل محبة أو عمل رحمة... هكذا متى رأينا الناس يتحولون عن الخطأ، ويتركون ظلمة الجهل وراءهم، ويأتون إلى نور الحق وغفران الخطايا، يلزمنا أن نفرح معهم (مز 13: 5-6؛ 40: 16؛ 68: 3)... بنفس الكيفية "بكاء مع الباكين" يلزمنا ألا نبكي مع الذين يحزنون على ميتهم أو على خسائر هذا العالم... فلا تلتصق دموعنا بدموعهم، بل بالحري نبكي مع ذاك الذي يبكي على خطاياه، هذا الذي بعدما يفعل خطأ يرجع إلى التوبة ويغسل خطأه بدموعه. يليق بنا أن نبكي مع من يتنهد ليجد نفسه في هذا الوضع، ويطلب العودة إلى المسيح، وتتعزى رغبته المقدسة بسكب الدموع[43]. العلامة أوريجينوس في النهاية يدعونا المرتل أن نفرح ونتهلل، لا بمباهج العالم، بل بالرب، والتسبيح له. يقول القديس أغسطينوس أن الذين يبتهجون بأمور العالم يفرحون في الربيع حيث الثمار الكثيرة ومباهج العالم، أما من يبتهج بالرب، فلا يعرف فصلًا معينًا من فصول السنة، بل يفرح على الدوام. * الفرح الذي بحسب شكل العالم ليس فرحًا حقيقيًا. اسمعوا النبي إشعياء: "ليس سلام قال إلهي للأشرار" (إش 57: 21)[44]. القديس أغسطينوس من وحي مز 97 جسدي ونفسي تسبحانك يا ملك الملوك! * لتملك يا رب على أعماقي كما على جسدي. بقيامتك أعلنت ملكوتك. إنك قد حررت جسدي الذي أسره ملك الظلمة. عدت بكل كياني إلى مملكتك. ليتهلل جسدي مع نفسي بك. * صرتُ كجزيرة تلطمني أمواج الضيقات من كل جانب. لكنك مادمت حالًا فيّ، أية تجارب يمكن أن تقتحمني، وأي عدو يقدر أن يحطمني؟ * بقيامتك سكن برَّك في جسدي كما في نفسي. قتلت الموت الذي قتل حياتي. أزلت العمى الذي حلّ ببصيرتي. حللت يا حكمة الآب فيّ، وجعلت مني كرسيًا وعرشًا لك! لم يعد السحاب والضباب قادران أن يحجبانك عن بصيرتي. لك المجد يا من أنرت عيني، فأراك وأتهلل بجلالك! تقيم مني سحابة منيرة وسريعة، تحملك كما حملتك والدتك إلى أرض مصر! أحملك يا نور العالم إلى إخوتي، ليستنيروا معي بك. * لست أخشى النار التي تسير قدامك. فإنها تحرق شروري ورذائلي لكي تقدسني لك. إنك نار حب عجيبة. بنارك تجتذب القلوب إليك، فهي تطهر وتقدس إلى التمام. * لتلهب قلبي بنار روحك القدوس. فلن تستريح نفسي حتى يستريح الكل فيك. ويتمتع الكل بنار حبك! * بعثت برسلك كالسحب التي تبدو كأنها بلا قوة. اخترت جهال العالم الذين بلا حكمة بشرية. صدرت عنهم بروق بهية، أضاءت المسكونة كلها. كانوا سخرية العالم، لكنهم صاروا كواكب منيرة في وسط عالم معوج ومظلم. ها أنا بين يديك، اعترف لك بجهلي وضعفي، أرشدني: ماذا تريد يا رب أن أفعل؟ * هوذا كنيستك الحقيقية صارت سماءً ثانية، إنها تخبر ببرّك، وتعلن مجدك. متى يصير العالم كله سماءً مقدسة؟! لترعد وتبرق يا رب خلال أنبيائك ورسلك ومؤمنيك. فيختبر غير المؤمنين نورك الإلهي وغني نعمتك الفائقة! * إذ تسمع صهيون الحقيقية عن قبول الأمم للإيمان تفرح، وإذ تدرك بنات يهوذا أحكامك تبتهج بخلاص العالم. هب لي روح والبهجة، إذ أسمع عن قبول الكل لك، وتمتع الجميع بخلاصك. |
|