طبيعة واحدة للكلمة المُتجسِّد
إنها طبيعة واحدة μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη ولكن لها كل خواص الطبيعتين:
كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت. فيها الناسوت لم يصر لاهوتًا، بل ظل ناسوتًا، ولكنه ناسوت الله الكلمة. والكلمة لم يتحول إلى ناسوت، بل بقى كما اللاهوت مع الناسوت في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة، بدون انفصال.
ولم يحدث انفصال بين اللاهوت واللاهوت الناسوت في موت المسيح.
وكما نقول في القسمة السريانية عن موته "انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. وهكذا نفسه وهى متحدة باللاهوت ذهبت إلى الجحيم، لتبشر الراقدين على الرجاء.. وتفتح لهم باب الفردوس وتدخلهم فيه. وبقى جسده في القبر متحدًا باللاهوت.
وفى اليوم الثالث أتت نفسه المتحدة بلاهوته، لتتحد بجسده المتحد بلاهوته وهكذا صارت القيامة.
وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات، أن يخرج من القبر وهو مغلق وعلية حجر عظيم. وأمكن أن يدخل التلاميذ والأبواب مغلقة (يو19:20).
فهل دخل من الأبواب المغلقة بلاهوته أم بناسوته؟ أليس هذا دليلًا على وحدة الطبيعة. ومن هذا الذي خرج من القبر؟ أهو لاهوته أم ناسوته، أم هو المسيح الكلمة المتجسد؟
إننا لا نتحدث هنا عن طبيعتين منفصلتين: إله، وإنسان. فهذا التعبير يدل على اثنين لا واحد. وتعبير اثنين لا يدل مطلقًا على اتحاد.
فالاتحاد لا يقسم إلى اثنين.
وأنا أحب أن استخدم عبارة الاتحاد للتكلم عن الذي حدث في بطن العذراء. أما بعد ذلك فنسميها وحدة الطبيعة. كذلك تعبير اثنين يوحي بالانفصال أو إمكانيته.