رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحتاج لقليل من المثابرة ليكون لنا شركة قوية مع الله
الاستعجال عادة خطيرة تضرب الحياة الروحية بالشلل، فنحن جميعاً - بلا استثناء - نحتاج في البداية لقليل من المثابرة ليكون لنا العادة الحسنة والحلوة، وهي عادة الحديث مع الله باستمرار، فبقليل من الاهتمام والمواظبة يشعر الإنسان في النهاية بأنه مدفوع من محبته للقاء الشيق مع الله في حديث محبب لنفسه بدون اي اضطراب، ويزداد اشتياقة حينما يعزل نفسه عن طريق الشر الذي لا يسير أو يقف فيه (أنظر مزمور 1)، ويزداد قربه في وقت المحن والمشقات لأنه يجد نفسه يشارك مسيح الصليب ويدخل معه في سرّ مجد صليبه المُحيي، فيتذوق خبرة مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّّ، وبذلك يبدأ في خلع جسد الخطايا بكل شوائب الشرور التي كانت في نفسه، ويدخل في قوة النور البهي الذي يبدأ يبدد الظلال المتبقية والخفية في داخل قلبه فيدخل في سر القيامة ويختبر - مع المسيح - الصعود شيئاً فشيئاً، فيبصر مجد يسوع القائم بالعظمة عن يمين الآب كفعل نعمة ممنوح له في سر الآلام التي يحملها مع المسيح برضا وقبول، ويصبح الصليب فرحه الخاص لأن به يرى أمجاد لا يعرفها غير من سمعوا كلمة الرب وتمموها كوصية بإيمان حي لا يهاب المخاطر ولا يخاف لأن الرب معه بل يحمله فيه لأن بدونه لا يستطيع شيئاً... لأن هذه هي الوصية وعلامة المؤمن الحي بالله : [ حينئذ قال يسوع لتلاميذه إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ] (متى 16: 24) وفي أوقات شدة الألم والمحن والمعاناة، فأن المؤمن الذي درب نفسه على المثابرة، لن يضطرب في هذه الشدائد أبداً، عالماً تماماً أنه طالما لا يستطيع شيئاً من ذاته، فالله لن يُقصر عن أن يُعطيه القوة ليتحملها، ومهما ما كانت الخسارة فأنه يتحملها بشكر ومسرة لأنه يقبلها من يد الله الرفيعة، وهذا ما يُميز الإيمان العملي والحقيقي في حياتنا، لأننا لن نعرف معدن إيماننا إلا فقط في هذه الأوقات !!! |
|