![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجربة الملك لم تكن التجارب التي تعرض لها السيد المسيح علي الجبال هي مجال للاختيار، بل هي بالحق مجال للانتصار. كان – وهو في البرية – "ممتلئًا من الروح القدس" (لو 4: 1). لقد بارك طبيعتنا البشرية، وأعطنا نعمة الانتصار والقدرة علي الانتصار. وقد استخدم أيضًا في انتصاره قوة الكلمة الإلهية، وعبارة (مكتوب) التي قابل بها كل تجربة... في تجربة الخبز قال للشيطان "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (مت 4: 4) (تث 8: 3). وفي تجربة جناح الهيكل، قال له "مكتوب أيضًا: لا تجرب الرب إلهك" (مت 4: 7) (تث 6: 16). في تجربة الملك هذه، قال له أذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه تعبد" (مت 4: 10) (تث 6: 13). إنه يعطينا مثالًا عن الانتصار باستخدام كلمة الله، وبالامتلاء بالروح القدس. ولكن ماذا كانت تجربة الملك؟ يقول الكتاب إن الشيطان أخذ السيد إلي جبل عال، وأراه جميع ممالك الأرض ومجدها، وقال له "لك أعطي هذه كلها إن خررت وسجدت لي "فانتهره الرب... ولعله يقول له: إنك من سبط الملك. فماذا يمنع من استخدام الملك في أن تقوم برسالتك علي خير وجه؟ وهي وسيلة سهلة.. تستطيع أن تصدر القوانين والأنظمة التي تغير بها الكون، وتلغي بها الوثنية، وتمنع الرذائل، وتنشر الخير، وتبني الملكوت... يسلطه الملك.. ![]() ولكن الرب رفض هذا رفض أن يسير الناس في طريق الخير عن طريق السلطة والمر والقانون. إنه يريد أن يحبوا الله من أعماق قلوبهم وأن يحبوا الخير ويفعلوه عن رضي، وليسوا مرغمين علي ذلك بالقانون. إنه لا يريد أن يكون الإنسان مسيرًا ولو في طريق الخير، إنما يريد له نقاوة القلب التي بها يفعل الخير بتلقائية الحب. فالسلطة قد تؤدي إلي مظهرية نقية خارجية. وقد يكون القلب غير ذلك تمامًا مملوءًا بالشهوات والخطية. طريق النقاوة الداخلية طري طويل وصعب ولكنه أكثر ثباتًا من الطاعة الخارجية. إن الرب يريد أن ينبع الخير من داخل قلب الإنسان، وليس عن طاعة وقهر. بحيث يكون الخير بالنسبة إليه عملًا من أعمال الحب، بكامل إرادته، وليس ضرورة وجبرًا، واضطرارًا وإرغامًا. وهكذا رفض السيد تجربة الملك، ليس فقط علي الجبل، بل في مرات كثيرة أخري. فبعد معجزة إشباع الجموع، يقول الكتاب "ولما رأي يسوع أنهم مهتمون بأن يأتوا ليختطفوه ويجعلوه ملكًا، انصرف إلي الجبل وحده" (يو 6: 15). وتكرر الأمر في يوم الشعانين، إذ استقبلوه كملك في أورشليم ولكنه رفض هذا الملك، لأنه لم يأت ليملك ملكًا عالميًا، بل ملكًا روحيًا علي القلوب. لذلك قال: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36). وهكذا عاش المسيح علي الأرض بلا لقب، بلا سلطة عالمية مجرد معلم ينشر الروحانية والحب وسط الناس. لا يستخدم السلطة وإنما يستخدم الإقناع. وتدخل كلماته إلي القلوب في عمق. يدعو الناس إلي الإيمان والتوبة وإلي الملكوت، بخدمه الكلمة وليس بالمر. بالعمل الداخلي وليس بالضغط الخارجي... إن الله لا يحب مطلقًا، أن يتبع الإنسان طريق الخير عنوة، بل اختيارًا. وكان هذا هو أسلوبه في العهد القديم أيضًا: انظروا ماذا قال الرب في آخر سفر التثنية، نفس السفر الذي استخدمه سيدنا يسوع المسيح في الرد علي الشيطان في التجربة علي الجبل، يقول الرب للشعب في سفر التثنية: "أنظر قد جلعت اليوم امامك الحياة والخير، والموت والشر... أشهد عليكم اليوم السماء والأرض. قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فأختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك، إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته.." (تث 30: 15- 20). إذن الإختيار موضوع امام الإنسان وليس السلطة. وحسب اختياره تكون المكافأة أو العقوبة. هذا من جهة الإنسان. أما عن الملك بالنسبة إلي السيد المسيح، فله معني آخر: من جهة لاهوته، هو يملك كل شيء كما قيل في المزمور "للرب الأرض وملؤها، والمسكونة وكل الساكنين فيها" [مز 23 (24)1]. أما عن ناسوته، فقد قيل عن ملكه في المزمور: " الرب ملك علي خشبة" (مز 95). علي الصليب صار ملكًا، حينما اشتري الكل بدمه، فصاروا له. وفي ذلك قال الرسول "لأنكم قد اشتريتم بثمن" (1 كو 6: 20). وهذا ما فعله الرب في الفداء: دفع الثمن، واستخلص الفريسة كلها من يد الشيطان الذي كان يدعي "رئيس العالم" (يو 16: 11). وفي سفر الرؤيا دعي الرب "ملك الملوك ورب الأرباب" (رو 19: 16). ولكن بالمعني الروحي وليس بالمعني الذي أراده الشيطان. ومازالت تجربة الملك تطارد المسيح حتى بعد صعوده إلي السماء وذلك في ما يسميه البعض بالملك الألفي. إذ يتصورون أن المسيح سيأتي ليحكم علي الأرض ألف سنة!! بينما ملك المسيح لا يمكن أن يكون ملكًا أرضيًا مثل القياصرة والأباطرة! إنه رفض أن يجلس علي عرش في الهيكل، فهدفه لم يكن العرش، إنما تطهير الهيكل... أنه يريد أن يملك علي القلوب. وليس ان يملك بالتيجان مسكين هيرودس الملك الذي ظن أن المسيح كان اعلي وأسمي من الملك الرضي. وكل ممالك الأرض ومجدها التي اهتم الشيطان بإظهارها،لم تكن لها قيمة في نظره. ولم يكن لها الإغراء الذي يراه محبو العالم وما فيه من تعظم المعيشة (1يو 4: 16). الذي أخلي ذاته من عظمة السماء، هل من المعقول أن تعزيه عظمة أرضية؟! هذا الذي جاء وديعًا ومتواضع القلب (مت 11: 29). وعاش خلال فتره تجسده علي الأرض "وليس له اين يسند رأسه" (لو 9: 58). مسكين هذا الشيطان الذي يظن أن عبارة "ممالك الأرض ومجدها "يمكن ان تغري هذا الذي يقول "دفع إلي كل شيء من أبي (مت 11: 28) "دفع إلي كل سلطان في في السماء وعلي الأرض" (مت 28: 18). علي أننا نجد في كلمات الشيطان عبارة يحسن ان نقف عندها لنري ما فيها من زيف... وهي: |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() شكرا يا غاليه ماري للمشاركه الجميله
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور
|
||||
![]() |
![]() |
|