أية حكمة تقتني؟
القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا
"وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له" (يع 1: 5)
يظن البعض أن الحكمة تخص الشيوخ.. قد يكون هذا صحيحا على حكمة الأيام، أما الحكمة النازلة من فوق "فهي أولا طاهرة، ثم مسالمة، مترفقة، مدعنة، مملوءة رحمة وأثمارا صالحة، عديمة الريب والرياء" (يع 3: 17)
فهي لا تعرف السن ولا العلم.. فسليمان الحكيم صار أحكم الكل في زمنه وكان شابا صغيرا لأنه طلبها بإتضاع فوجدها.. لهذا كتب قائلا: "لأن من يجدني يجد الحياة وينال رضى من الرب" (أم 8: 35)
وهناك نوع من الحكمة أقرب للمكر والدهاء والخبث.. يقول عنه يعقوب الرسول: "ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هي أرضية نفسانية شيطانية" (يع 3: 15)، قد تنجح الإنسان على الأرض زمنا.. ولكنها تلقي به للهلاك أخيرا كحكمة أخيتوفل (2صم 16- 17)
وبدون الحكمة الحقيقية يضل الإنسان ويتعثر.. قد يفقد هدفه فيهلك.. وقد يتعثر في قراراته فيدفع ثمنا غاليا.. وقد يدخل طرق فاسدة فيضل ويضلل كثيرين معه..
حكمة السقوط والقيام:
لابد من الفشل - أحيانا- إنه جزء من رصيد الإنسان الحكيم.. لابد من الخطأ.. ولكن هل نتعلم الدرس؟!
أحبائي لا تنهاروا مع الأخطاء.. بل لتكن بداية جديدة لحياة أكثر استقامة وجدية..
كثيرون بدأوا حياتهم بأخطاء ضخمة.. لكنهم تعلموا الحكمة من الخطأ..
موسى صار حليما جدا.. بعدما قتل يوما إنسانا في غضبه..
يعقوب صار قديسا.. بعدما تمرر سنينا من كذبه ومؤامراته..
بولس صار كارزا.. بعدما كان مضطهدا ومجدفا وقاتلا لأتباع المسيح..
إن الحكيم لا يهزمه الفشل، بل يستخدمه لمزيد من النجاح "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (مي 7: 8)