03 - 02 - 2014, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 131 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الاهتمام بالروح الاهتمام بالروح هو الناحية الإيجابية اللازمة لحفظ التوبة. فما ذكرناه عن طرد الكنعانيين من الأرض، وعدم التعريج بين الفرقتين، والفصل بين النور والظلمة، إنما يصل الحرص من الناحية السلبية. أما الاهتمام بالروح فيمثل العمل الإيجابي. لأن الروح القوية يمكن أن تحفظ الإنسان طاهرًا. لذلك يلزم أن يهتم الإنسان بروحه، كما هو يهتم بجسده. يهتم بالاثنين معًا، ويحتفظ النظام والتوازن بينهما. ويراعي هذه القاعدة: إن العناية التي تبذل لأجل احدهم، ينبغي ألا تضر الآخر. أقول هذا لأن البعض ربما في اهتمامه بالجسد وصحته، يمنعه عن الصوم، وهكذا يضر بروحه. وكثيرًا ما يقع آباء وأمهات في هذا الخطأ في تربية أولادهم، وكأنهم يربون أجسادًا فقط بغير أرواح..! إننا في تربية الحيوانات إنما نهتم بأجسامهما، فإما أن نعمل علي تقويتها لأجل الشغل، آو نعمل علي تسمينها لأجل الذبح. ولكن هل نفعل نفس الأمر بالنسبة إلي الإنسان، فنربي له جسدًا لكي يأكله الدود. عار أن نهتم بالجسد الإنساني فقط. لذلك اهتموا بصحة أولادكم جسديًا، واهتموا أيضًا بصحتهم الروحية. وكذا بصحتكم. إن صحة الروح نافعة للروح وللجسد أيضًا. فإذا مرضت الروح، يمكن أن يمرض الجسد معها، وبعض أمراض الجسد ترجع إلي أمراض روحية. وإن كان مرض الروح يضر الجسد، فليس بالضرورة أن مرض الجسد يضر الروح. بل علي العكس غالبًا ما ينفعها. إن أشد أمراض الجسد يمكن أن تنفع الروح، وتقود الإنسان إلي التوبة، وإلي الصلاة، وتوقظ نفسه ونفوس الذين حوله، وتعلمهم الزهد في الحياة. اهتم إذن بصحة روحك أكثر مما تهتم بصحة جسدك. لا تكن حنونًا جدًا علي جسدك، بينما تهلك روحك فإن السيد المسيح طلب عكس هذا، حينما قال "إن كانت عينك اليمني تعثرك، فاقلعها والقها عنك.. وإن كانت يدك اليمني تعثرك، فاقطعها والقي عنك" (متى 5: 29، 30). وأرانا بهذا أن الروح هي الأهم. ومن أجلها تضحي بالجسد.. روحك هذه هي صورة الله ومثاله. وهي غالية عنده جدًا. من أجلها تجسد. ومن أجلها بذل دمه الطاهر علي الصليب. إذن ثمن روحك هو دم المسيح، وكل ما تحمله المسيح من الأم لأجلك. روحك أيضًا وحيدة، لا يوجد لديك غيرها. إن فقدت كل شيء، وإن ربحتها ربحت كل شيء. إنها أغلي من العالم كله. لذلك قال الرب "ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطي فداء عن نفسه" (متى 16: 26). روحك هذه، لا يستطيع أحد أن يؤذيها، إلا أنت! قد يتمكن إنسان من أن يحبس جسدك. ولكنه لا يستطيع أن يحبس روحك حتى في السجن تبقي طليقة. وقد يستطيع إنسان إن يقتل جسدك، ولكنه لا يقدر أن يقتل روحك.. روحك عنصر سماوي. هي التي تعطي الحياة للجسد. إذا اهتممت بها يمكن؟ أن ترفع الجسد إلي فوق، وتجعله في حالة روحية سامية وتصير أنت شبه ملاك أرضي.ينبغي إذن أن تهتم بها، حتى لو ضعف جسدك في سبيل ذلك. فهوذا الرسول يقول "أن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 6). إنساننا الخارجي هو هذا الجسد. والداخلي هو الروح.. هذا الجسد شبهه الرسول بخيمة نحن ساكنون فيها (2 كو 5: 1). والأهم أن الساكن في الداخل هو الله. ليتنا إذن نهتم بأرواحنا هذه، حتى لا تخطئ الجسد معها.. أنت تغذي جسدك كل يوم. فيجب أن تغذي روحك أيضًا. إن الروح تتغذي كما يتغذي الجسد. يقول الرب "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني" (يو 4: 34) وتتغذي الروح أيضًا "بكل كلمه تخرج من فم الله (متى 4: 4). فهل روحك تتغذي بكلام الله وبصنع مشيئته. وتأخذ هذا الغذاء كل يوم؟ الجسد يتغذي بثلاث وجبات كل يوم. في أول النهار وفي السماء وما بينهما. فهل تحرص أن تعطي روحك غذاءها مرات كل يوم أم تهملها فتضعف؟ والجسد يتناول أنواعًا متعددة من الأغذية ليستوفي كل العناصر اللازمة. إنك تعطيه غذاء كاملًا فيه المواد الدهنية والسكرية والكربوهيدراتية، وفيه البروتينات والفيتامينات والمعادن.. وتحرص ألا ينقصه شيء مما يلزمه من الصلوات والتسابيح والتأملات والقراءات الروحية والمطانيات؟ وهل تعطيها ما يلزمها من محبة الله؟ وهل هذا الغذاء تأخذه كل يوم، ودفعات في اليوم؟ مع باقي الأغذية الأخرى.. وأنت لا تكتفي بان تعطى جسدك غذاء كل يوم، ومرات في اليوم، وعناصر متنوعة متكاملة. وإنما في غذائه أيضا: تعطيه طعامه بكميات كافية، بقدر ما يحتاج من سعرات حرارية. فهل تعامل روحك بنفس المعاملة؟ هل تعطيها من الصلوات ما يشبعها، ام تصلى دقائق معدودة وتسأم؟ وهل تعطيها من القراءات الروحية ما يشبعها من الكتاب المقدس وسير القديسين والموضوعات الروحية؟ أم أنت غير مواظب وغير مهتم، ولا يهمك أن تستوفى الروح غذاءها، بينما هي تجوع وتعطش إلى البر (متى 5: 6). والجسد لا يكتفي بكل الكميات والأنواع السابقة من الطعام شهيته. أن يكون الطعام جيد الطهي المذاق لتقبله شهيته. فهل أنت تقدم لروحك أطعمة جيدة حسنة المذاق، أم تقدم لها صلوات سريعة بلا فهم بلا عاطفة بلا حرارة بلا روح وممزوجة بطياشة الفكر؟ هل تظن هذه الصلوات يمكن أن تستفيد بها الروح؟ وهل أنت تقدم لها قراءات بلا تأمل بلا عمق بلا فهم بلا تطبيق؟ أتستطيع الروح أن تهضم هذا الغذاء وتستفيد به لنموها؟ وهكذا في باقي الوسائط الروحية.. اهتم إذن بروحك، واعلم أنه: كما تضعف الجسد ويمرض لقلة الغذاء، كذلك الروح أيضًا. الجسم يهزل لقلة الغذاء، والروح تفتر وتفقد حرارتها. ما أكثر الذين يصابون بأنيميا روحية أو بهزال روحي. وكما يمرض الجسد لسوء التغذية وبالعدوى، كذلك الروح تمرض بهذه جميعها. وتحتاج إلى وقاية وحصانة كما يحتاج الجسد تمامًا. و الجسد إذا مرض يحتاج إلى أطباء، وكذلك الروح. وأطباء الروح هم آباء الاعتراف والمرشدون الروحيون. الأدوية الروحية معروفة وكثيرة، ويحتاج إلى تناولها كل من يشعر بنقص في ناحية معينة. ونحن نقول للرب في القداس الغريغوري "ربطتني بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة".. ونقول له "أيها الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا.." لاشك أن الجسد يلاقى من الإنسان اهتمام كبيرًا لا تلاقيه الروح. ولذلك فإن أحد الآباء قرأ في سفر الجامعة قول الحكيم: رأيت عبيدًا على الخيل، ورؤساء ماشين على الأرض كالعبيد (جا 10: 7). فقال إن العبيد الراكبين على الخيل هم الأجساد التي نكرمها أزيد مما يلزم. والرؤساء الماشين على الأرض كالعبيد هم الأرواح التي لا تجد إكراما كالأجساد، بل تجد إهمالا من كل ناحية.. الروح التي لها السيادة بحكم طبعها ن نهملها حتى تفقد سلطتها وتخضع للجسد، وتمشى على الأرض كالعبيد..! |
||||
03 - 02 - 2014, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 132 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
تغذية الروح إننا نهتم بالجسد فنعطيه غذاءه. ونجمله بالزينة. و كما يتزين الجسد ويلبس، ينبغي أيضًا أن تتزين الروح، والروح تتزين بالفضائل، زينة الروح الوديع الهادئ كما يقول الرسول (2بط 3: 4). وتلبس "لباس العرس" (متى 22: 11، 12) وتلبس "لباس العرس" (متى 22: 11، 12). الذي يستحق لابسوه الدخول مع الرب في ملكوته. وتلبس البز (الحرير) الذي هو تبررات القديسين (رؤ 19: 8) وتقف أمام الله في ثبات بيض.. فهل أنت تزين روحك بكل ثمار الروح (غل 5: 22). أم تقف أمام الله عريانًا مثل كنيسة لاودكية (رؤ 3: 17). واعرف أن كل زينة الجسد من الخارج لا تنفع، كما يقول المزمور: كل مجد ابنة الملك من داخل (مز 45) مع أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة"، فلتقف روحك في اليوم الأخير بكامل زينتها أمام الله "كعروس مزينة لعريسها" (رؤ 21: 2). ومن جهة لباس الروح، ما أجمل تلك العبارة التي قيلت عن المعمودية "لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3: 27)، يوم خرجت الروح من المعمودية في أكمل بهائها.. ويضاف إلى هذا أيضًا: ما تلبسه الروح من أكاليل، نتيجة لجهادها وانتصارها. فما الذي تلبسه روحك من كل هذا؟ هل أنت مثل تابوت العهد الذي كان مصفحًا بالذهب من الداخل ومن الخارج (خر 25: 11)؟ *وفى الاهتمام بالروح، ضع أمامك هذه الوصايا: 1- اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد (غل 5: 6). 2- امتلئوا بالروح (أف 5: 18). 3- حارين في الروح (رو 12: 11) و هكذا تعبد الله بالروح (في 3: 3). وتصلى بالروح، وتريل بالروح (1كو 14: 15).وتثمر ثمار الروح (غل 5: 22)، عالما أن "من يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 8). إن سرت هكذا يمكنك أن تحفظ توبتك ولا ترجع إلى الوراء.. أعط روحك غذاءها. أما جسدك فأعطه ما يقوته، لا ما يشتهيه. إن تقويتك لروحك تحفظ من السقوط.. إن التجارب والإغراءات والحروب الروحية يتعرض لها الكل. ولكن يثبت الأقوياء روحيًا كالبيت على الصخر (متى7: 24، 25). هؤلاء الذين تغذت أرواحهم بكلمة الله، وقويت بكل التداريب الروحية، وأصبحت لها خبرة بحروب الشياطين، وقدرة على قتالهم.. صاروا أقوياء من الداخل، كمدن محصنة. ولكن لماذا يسقط البعض؟ يسقطون، لأنه لا توجد مقاومة في الداخل، ولا حصانة. كمرض يهاجم بلدة بأسرهم، فيصمد له الأقوياء، ويقع الضعفاء. إن كان الأمر هكذا، حاول إذن أن تتقوي بالروح، حتى إن أتتك الخطية، لا تجد قبولًا ولا تجد استسلامًا، فتعبر وتمضي.. كون لك رصيدًا روحيًا ينفعك في السنوات العجاف.. غالبية الذين يسقطون، والذين ينتكسون بعد توبتهم، اكتفوا بترك الخطية في بدء التوبة. وفي نفس الوقت تركوا أرواحهم بلا تغذية، بلا تقوية، بلا عناية، حتى أصبحت في حالة من الضعف تجعلها سهلة السقوط. أما أنت فلا تكن هكذا.. فلتكن لك وسائط روحية تربطك بإله، تسير عليها في نظام وبمواظبة. ولتكن لك الاجتماعات الروحية، والأصدقاء الروحيون، والقراءات الروحية، وجو روحي يحيط بك من كل ناحية، مع الأب الروحي وإرشاداته وتوجيهه.. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 133 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
دع التوبة تستوفي نصيبها من الانسحاق 1- مما يساعد على حفظ التوبة، أن تستوفي نصيبها من الانسحاق. وذلك حتى يدرك الإنسان تمامًا بشاعة الخطية ومرارة نتائجها، ويختبر عذاب الضمير، فلا يعود إلى الخطية مرة أخري.. ولقد تحدثنا في باب سابق عما يصحب التوبة من شعور بالخزي، مع حزن ودموع، كما في قصص القديسين.. وكذلك ما يصحب الانسحاق من بعد عن المتكئات الأولي، ومجالات القيادة التي تجعل الإنسان ينسى خطاياه. غير أن البعض للأسف الشديد، يحاول من بدء توبته أن يقفز سريعًا إلى الفرح، دون أن يعبر على مرحلة والندم والحزن، ناسيًا أن الفرح هو مرحلة متأخرة، لا يختطفها لنفسه، إنما يمنحها الرب للذين اثبتوا بانسحاقهم صدق وثبات توبتهم.. التائب الذي يسرع إلى الفرح، سهل رجوعه إلى خطاياه القديمة. أما فهو سور متين يحمى التوبة، ويحفظ القلب يقظا الانسحاق بحفظ التائب في تواضع القلب. والنعمة تعمل في المتواضعين وتحفظهم من السقوط. وطالما يكون التائب منسحقًا، فإنه يتذكر ضعفه وسقوطه، هذا يدعوه إلى الاحتراس الدائم. أما الشيطان فبحرصك على سرعة الفرح، ليقودك إلى اللامبالاة. يشعرك انك خرجت نهائيا من دائرة الخطية، وتقدست وتجددت، ولم يعد للخطية سلطان عليك، لأنك محروس ومحفوظ بالنعمة. وهكذا يجعلك لا تبالي..! حقا إن النعمة تحفظنا ولكنها لا تلغى إرادتنا، ولا تجعلنا مسيرين نحو الخير. فماذا يحدث إذا لم نتعاون نحن مع عمل النعمة فينا؟ لذلك إن دعيت على الفرح، قل أنا لا لأستحقه.إن أنعم الله عليك بهجة خلاصه (مز 50)، فلتكن هذه البهجة سببا لمزيد من الانسحاق، مع توبيخك لنفسك.. في نظام الآباء الأول، كانت هناك قوانين عقوبات شديدة. و نتيجة لهذه العقوبات، كان كل تائب يشعر بمقدار الخطأ الذي وقع فيه فينسحق قلبه ويشعر استحقاقه حتى لدخول الكنيسة. وفي ذلك الزمان كانت الكنيسة أكثر قداسه، وكان المؤمنون أكثر جدية وتدقيقا في حياتهم. ولما وقفت تلك العقوبات دخل الاستهتار إلى نفوس كثيرين. فيا ليت كل تائب يضع أمامه قول القديس أبا مقار الكبير "أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك".. لأننا إن كنا نندم على خطايانا كما ينبغي، فإن الندم على الخطية، سيساعدنا على عدم الرجوع إلى الخطية. إذ كيف نرجع إلى ما نندم عليه.. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 134 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
النكسة الروحية | المفاهيم الخاطئة عن الروحيات وعن محبة الله 2- ومن أسباب النكسة الروحية، والرجوع إلى الخطية، المفاهيم الخاطئة عن الروحيات وعن محبة الله.. كثيرا ما يركز البعض محبة الله وغفرانه ومسامحته، تركيزا ينسيهم صلاح الله وقداسته، وينسيهم مخافة الله أيضًا. فلا يكون عندهم الخوف الذي يدفعهم إلى الحرص. وإن سقطوا لا يندمون كثيرا. معتمدين على محبة الله. وهكذا تصبح الخطية سهلة أمامهم.. ومن المفاهيم الخاطئة أن يظن البعض أن الاعتراف، هو مجرد أن يذكر خطاياه للكاهن ويأخذ عنها حلا وينتهي الأمر.. دون أن يقرن الاعتراف بالتوبة الصادقة، وبالندم الشديد، وتبكيت النفس، والعزيمة الصادقة على ترك الخطية والبعد عن كل أسبابها.. إن سهولة الاعتراف، ربما تكون سببًا في رجوع الإنسان إلى الخطية. ومن المفاهيم الخاطئة أن يظن الإنسان أن التوبة مجرد تغيير سلوك، من تصرف خاطئ إلى حياة الفضيلة، دون التركيز على وجود علاقة مع الله.أما أنت فقل: لو أنني أعطيت كل الفضائل من غيرك يا رب، لا أريدها. إنني في توبتى أريدك أنت. وما الفضيلة سوى تعبير عن التصاق بك.. هل أقول أعطيك قلبي كمجرد طاقة تطل بها على مشاعري؟ كلا، بل أعطيك في هذا القلب كل الحب، لأحيا معك وأثبت فيك. فالتوبة ليست هي وصولي إلى الفضيلة، إنما وصولي إليك. بهذا الوضع يمكن للتوبة أن تثبت.. التوبة المؤسسة على محبة الله والالتصاق به. فإن محبة كما قال الرسول "لا تسقط أبدا" (1كو 13: 8). وكل قيل في سفر النشيد "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7). |
||||
03 - 02 - 2014, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 135 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
نسيان وعود الله 3- ومن أسباب النكسة الروحية أيضًا: نسيان وعودك لله. تلك الوعود التي قلتها للرب يوم توبتك. وربما تكون قد قطعت مع الله بتفاصيل معينة! لذلك إن حوربت بالخطية ارفضها، وتذكر مواعيدك عهودك. قل "أنا قد اتفقت مع الله. ولا يمكن أن ارجع في عهودي معه. لقد وعدت. أريد أن أكون رجلًا حسب حسب وصية الكتاب "تشدد وكن رجلًا" (1مل 2: 2). لا تكن مثل الأرض التي ألقيت فيها البذار وأتت الطيور فالتقطتها.. أو أحاطت بها الأشواك فخنقت ما قد نما فيها. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 136 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الضمير الواسع 4- ومن أسباب النكسة الروحية أيضًا: الضمير الواسع. ذلك الضمير الذي يتسع لكل شيء، يبرر كل شيء، ويبلغ الجمل (متى 23: 24). وقد يساعده عقل يكون في خدمة كل انحراف تحارب به النفس، فيقدم الأدلة والبراهين، وربما الآيات وقصص القديسين، لكي يؤيد بجهالة كل رغبة خاطئة للنفس.. لذلك يعوزك الإرشاد المستمر حتى لا تنحرف. ضع نفسك تحت قيادة إرشاد حكيم. وتذكر أن "الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر". وقد قال أحد القديسين إن أعظم سقطه لشاب هي: أن يسلك حسب هواه". وقال الحكيم "على فهمك لا تعتمد" (أم 3: 5). والمرشد يحفظ التوازن في حياة التائب. فلا يجعله يغالى في الكآبة التي قد توقعه في قطع الرجاء. كما لا يغالى في طلب الفرح والبهجة، فيقوده ذلك إلى اللامبالاة. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 137 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
خطيتي أمامي في كل حين | تذكر الخطايا سؤال إلى أي مدى ننفذ عبارة "خطيتي أمامي كل حين" (مز 50) هل معنى هذا أن نتذكر خطايانا باستمرار؟ الجواب المفروض أن نتذكر باستمرار أننا خطاة وتكون خطايانا أمامنا كل حين، لكي تجلب لنا الاتضاع وانسحاق القلب، وتشعرنا بضعفنا فنزداد حرصاً ونطلب معونة الله بالصلاة.. أما إن كان التذكار يعيد إلينا الخطية، فلنمتنع عنه.. متذكرين ما نقوله في القداس الإلهي: "تذكار الشر الملبس الموت". وحسب تعليم الآباء، من الصالح لنا أن نبعد عن تذكر الخطايا الشهوانية والخطايا الانفعالية، لأن تذكرها قد يعيد إلينا حروب الخطية. فإن تذكرنا خطية شهوانية، لا ندخل قد تفاصيلها لأنها معثرة. خطية الزنا مثلا، لا يجوز للتائب أن يتذكر تفاصليها وخطوات ارتكابها، لئلا تعود إليه شهوة الخطية مرة أخرى. حتى إن لم تحاربه الشهوة في أول مرة يذكر فيها هذه التفاصيل، يمكن أن تحاربه فيما بعد. ومثل شهوة الزنا أيضًا، شهوة العظمة والمناصب، وشهوة المتكآت الأولى، وما يتبع كل ذلك من أحلام اليقظة. فإن دخل التائب في تفاصيل آمالي هذه وأحلامه، وما كان يشتهيه من أوضاع ومراكز وشهوة وتقدم على الآخرين وحب للمديح والكرامة، ما أسهل أن ترجع إليه هذه المشاعر مرة أخرى، وتدغدغ حواسه، ويطيش فيها بلذة، وربما تكون سبب لأحلام من هذا النوع. لذلك فخطية الحسد، لا يجوز الدخول في تفاصليها. إذ سيتذكر من كان يفوقه في شيء ما، أو يتمتع بشهوة كان هو يريدها ولم يستطع.وهذه التذكارات تعيد إليه حروب شهواته القديمة، بل قد تعيد مشاعر عدم محبة نحو ذلك المحسود.. وبالمثل خطايا الغضب من إساءات ومظاهرها، وما تحرك في القلب من المشاعر الغيظ أو الحقد أو الرغبة في الانتقام. إن تذكر التائب هذه التفاصيل، ربما يشعر أنه بدأ يسخن من الداخل وينفعل، بدلا من أن يتبكَّت على غضبه! هذا عن دخل في التفاصيل. على أية الحالات، فليكن الإنسان رقيبًا على مشاعره. الخطايا التي يذكرها أو يذكر تفاصيلها بطريقة ألمية تعيده إلى مشاعر الخطية، فليبعد عنها. أما التذكار الذي يجلب له الندم والدموع وانسحاق القلب، فليستمر فيه مادام هو داخل مشاعر التوبة. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 138 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
قراءات التائب للفائدة الروحية أنا إنسان حديث العهد بالتوبة. ما هي القراءات التي تنصحني بها لفائدتي الروحية في هذه الفترة؟ وعن أي شيء أمتنع؟ الجواب أبعد عن القراءات المعثرة، والتي تجلب الفتور وإدانة الآخرين. وكذلك القراءات التي تثير فيك الجدل، أو حب التعليم، أو الشعور بالتفوق وسِعة الاطلاع. وأيضًا القراءات التي تبرد حرارتك الروحية، وتجفف دموعك، وتدخلك في جو من اللهو والهزل.. ومن النافع لك جدًا قراءة سير القديسين. وكذلك شخصيات الكتاب المقدس - لأن هذه القراءات تقدم لك مثاليات عملية تشتاق أن تحيا مثلها، فتعطيك طاقة وحرارة روحية. وكذلك تنفعك قراءة الكتب الروحية والكتب النسكية. لأنها تنير لك الطريق، كما أنها تحفظ فركك في جو روحي نقي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).والمهم أن تختار الكتب التي لها عمق، والتي تتأثر أنت بها، وتدفعك إلى الالتصاق بالله، وتبكتك على خطاياك، وتفتح أمامك آفاقًا سامية، وتجعلك تتضع مهما بلغت في توبتك. ومن النافع لك أيضًا قصص قديسي التوبة. مثل سيرة القديس أوغسطينوس واعترافاته، وسيرة القديس يعقوب المجاهد، والقديس الأنبا موسي الأسود وغيرهم. وكذلك سير القديسات التائبات مثل مريم القبطية، وبيلاجية، ومرثا، وأدوكية، ومريم ابنة أخي إبراهيم المتوحد.. ومن الكتاب المقدس تخير لك فصولًا معينة تتأثر بها. مثل سفر الجامعة، وسفر الأمثال، ويونان، ويؤئيل، وسفر التثنية.. ومن العهد الجديد: الرسالة إلى فيلبي، وإلى أفسس، والرسالتين إلى كورنثوس، وإلى تيموثاوس. واكتب في مذكرة الآيات التي تأثرت بها لتحفظها.. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 139 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
التداريب الروحية ومحبة الله سؤال أيهما أصلح لي في فترة التوبة: التداريب الروحية، أم الدخول في محبة الله بقوة تجعل الطريق قصيرًا؟ الجواب في هذه النقطة، ليس جميع الناس نوعًا واحدًا. البعض ينعم عليه في توبته، بمحبة ملتهبة في قلبه، تكسح أمامها كل الضعفات السابقة وكل الخطايا والنقائص. على أن هناك من يشق طريقة وسط صخر، ويحتاج إلى جهاد كبير تقاوم به كل خطية، بتداريب قاسية شديدة، وبسهر منتبه جدًا على خلاص نفسه، مثلما نبه القديس بولس العبرانيين قائلًا: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب12: 4). وهنا يدرب الإنسان نفسه، ويحاسبها كيف سلكت في كل تدريب. والتداريب عاش فيها القديسون أيضًا في الأمور الخاصة بحياتهم الروحية وبنموهم الروحي. فيقول القديس بولس الرسول: "لذلك أنا أيضًا أدرب نفسي، ليكون لي دائمًا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع24: 16). وقال أيضًا "في كل شيء.. قد تدربت أن أشبع وأن أجوع، أن أستفضِل وأن أنقص" (في4: 12). لذلك حسبما يمنحك الرب، هكذا أسلك. إن أشعلك بالحب، سر في طريق الحب.. وإن قادك خطوة خطوة بجهاد وتعب، جاهد أنت أيضًا واتعب، لكي تصل.. |
||||
03 - 02 - 2014, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 140 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الأصدقاء القُدامى سؤال هل تظن أنه من السهل التخلص من الأصدقاء الذين عشت بينهم سنوات طويلة قبل التوبة، بعشرة لاصقة بالقلب وعلاقة عميقة، وكانوا موضع ثقتي وعندهم أسراري.. كيف أتركهم؟ الجواب صديقك الحقيقي، هو رفيقك في طريق الملكوت، يشترك معك في الحياة الروحية، ويشجعك عليها، وتشجعه أنت أيضًا. أما كل علاقة أو عشرة خارج محبة الله، فينبغي التخلص منها. لأن الرب يقول "من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني، فلا يستحقني.." (مر10: 29).فإن كان أصدقاؤك القدامى يعثرونك، أو يقودونك بعيدًا عن حياة التوبة، ابعد عنهم، بالقناع وفي حزم. إن استعطت أن تجذبهم معك إلى التوبة، فلا مانع. وإن لم تستطيع، فاجعل علاقتك بهم سطحية. وإن كانوا خطرًا عليك، فينبغي أن تفضل علاقتك بالله على علاقتك بهم. حتى إن وجدت صعوبة، احتمل من أجل الرب. وتذكر أن إبرآم أبًا الآباء، لما دعاه الرب ترك أهله وعشيرته وبلده وسار وراء الله (تك12: 1). وأنت أيضًا، لتحفظ بتوبتك، أرتك من أجل الله كل من يعوقك.. |
||||
|