منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 01 - 2014, 04:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الضيقات والضربات
هناك أناس لا توقظهم المحبة، ولا التوبيخ الهادئ، وإنما يحتاجون إلى لطمة قوية توقظهم، فيرجعون إلى الله كإنسان في حالة سكر، لا يمكن أن يفيق بأن تربت على كتفه في وداعة وتدعوه أن يصحو.. أو مثل فرعون الذي احتاج إلى ضربات شديدة، فكان يفيق ويقول:
(أخطأت إلى الرب.. صليا إلى الرب إلهكما، ليرفع عنى هذا الموت) (خر 10: 16) (أخطأت.. الرب هو البار، وأنا وشعبى الأشرار) (خر 9:270) ومشكلة فرعون إنه كان يعود فيغلبه طبعه، ولم تكن يقظته نابعة من توبة حقيقية.
ولعل اخوة يوسف، مثال للذين ساعدتهم الضيقة على اليقظة.

الضيقات والضربات
لقد تآمروا على أخيهم يوسف، وباعوه كعبد، وخدعوا أباهم يعقوب وادعوا أن وحشا قد افترس يوسف. وفي كل ذلك لم يتوبوا، ولم يفيقوا لأنفسهم. ولكنهم لما وقعوا في ضيقة شديدة عند شراء القمح ، وأتهمهم الحاكم بأنهم جواسيس، وحبسهم ثلاثة أيام، وأمرهم بإحضار أخيهم الصغير (بنيامين) ليثبتوا صدق كلامهم. حينئذ أفاقوا بسبب هذه الضيقة، وتذكروا خطيتهم إلى يوسف (وقالوا بعضهم لبعض: حقا أننا مذنبون إلى أخينا الذى رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة.. وأجابهم رأوبين قائلا: ألم أكلمكم قائلا لا تأثموا بالولد، وأنتم لم تسمعوا ؟ فهوذا دمه يطلب) (تك 42: 21، 22) كذلك لما دبر يوسف أن يوجد طاسه الفضى في متاع بنيامين الصغير الذي ضمنوه لأبيهم الشيخ، وقرر يوسف أن يأخذ منهم بنيامين ، قال يهوذا ليوسف (ماذا نتكلم؟ وبماذا نتبرر؟ الله قد وجد إثم عبيدك) ( تك 44: 16) بالضيقة تذكروا ذنبا مرت عليه سنوات طويلة.. كم من شخص كأخوة يوسف، إذا أصابته ضيقة يستيقظ ضميره، ويقول (هذا ذنب فلان الذي ظلمته أو ذنب فلان الذي صرفته والدمع في عينيه، ولم أشفق.. ؟! ).
ومن أمثلة الذين أيقظتهم الضيقات، الإبن الضال:
لم يستيقظ ضميره وهو حياة المتعة، ينفق ماله بعيش مسرف، ويلهو مع أصحابه.. ولكنه لما افتقر واعتاز، وأشتهى الخرنوب الذي تأكله الخنازير ولم يجد.. حينئذ أمكن لهذه الضيقة أن توقظه. فيقول الكتاب إنه (رجع إلى نفسه) وقال (كم من أجير عند أبى يفضل عنه الخبز وأنا هنا أهلك جوعا؟! أقوم وأذهب إلى أبى..) (لو 15: 17). وهكذا قادته الضيقة إلى اليقظة وإلى التوبة، وعاد إلى أبيه.
مثال آخر أيقظته الضيقة، هو يونان النبى.
لقد هرب من وجه الرب، ولم يطعه في الذهاب إلى نينوى. كل هذا وضميره لم يحركه. وحتى عندما ركب سفينة إلى ترشيش، وهاجت الأمواج على السفينة حتى كادت تنكسر، وصرخ ركاب السفينة كل واحد إلى إلهه.. على الرغم من كل هذا لم يتحرك ضمير يونان، بل (نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا) (يون 1: 5) مما اضطر رئيس النوتية إلى أن يوبخه قائلا (مالك نائما. قم أصرخ إلى إلهك، عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك). ولكن يونان لم يصرخ إلى إلهه. متى استيقظ إذن وصرخ إلى إلهه؟ حدث هذا حينما وقع في الضيقة الكبرى، وابتلعه الحوت، فاكتنفته المياه، وأحاط به الغمر، وأعيت فيه نفسه حينئذ (صلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت) وصرخ إلى الرب، ونذر، وقال للرب الخلاص (يون 2).
هناك من لا توقظه الضيقات الصغيرة، بل ضيقة مرة توقظه.
كما حدث ليونان النبى، الذي لم تكن الأمواج الشديدة كافية لإيقاظه، فاحتاج إلى حوت يبلعه لكي يفيق إلى نفسه. ولو أننا نلاحظ في قصة يونان أن اليقظة التي سببها ابتلاع الحوت له، لم تكن يقظة كاملة أو دائمة. فعلى الرغم من أنه أطاع الرب بعدها وذهب إلى نينوى، إلا أن طبعه عاد فغلبه، واحتاج إلى عمل الهى آخر ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
ومن أمثلة الضيقات التي توقظ الضمير أحيانا: الأمراض والأحداث:
إن ساعة واحدة مؤلمة من مرض قاس مستعصى، قد توقظ الخاطئ وترده إلى الله، أكثر من ألف عظة، وبخاصة المرض الذي يهدد بالموت، أو المرض الذي يطول ويبدو أن الأطباء
قد عجزوا عن علاجه.. في المرض يشعر الإنسان بضعفه، فيلجا إلى الله. وهنا يبدأ التفكير في أن يصطلح مع الله . فيستيقظ من غفوته، ويعود إلى الله مصليا، طالبا منه العون والشفاء وسواء في ذلك: المرض الذي يصيب الشخص نفسه، أو المرض الذي يصيب واحدا من أحبائه..
ولعل هذه اليقظة من الأسباب التى لأجلها سمح الله بالأمراض...
مارأوغريس البنطي ST EVAGRIS المرشد الروحى العظيم.. وتدخل في نطاق الأمراض أيضا الأوبئة الفتاكة، التي تهلك بالمئات والآلاف، فيغشى كل فرد منها على حياته، ويشعر أن دوره في الموت ربما يأتى اليوم أوغدا..وهكذا يصحو إلى نفسه ويتوب مستعدا لأبديته. ولعل البعض يذكر وباء الكوليرا الذي أصاب إن الخاطئة التي ادعت على القديس مقاريوس أنه أخطأ معها، وأنها حملت منه: هذه لما تعسرت جدا في الولادة، واشتدت الأوجاع عليها حتى قاربت الوفاة، عرفت أن هذه الضيقة إنما هى ضربة لها من الله، فاستيقظت لنفسها، واعترفت إنها ظلمت ذلك البار، وأخبرت باسم الشاب الذي أخطأ إليها بالحقيقة. وتوجد حوادث أخرى مماثلة قد سجلها التاريخ..
ولعل الله قد سمح لهذه الخاطئة وأمثالها بآلام الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب، كما القديس بولس الرسول عن خاطئ كورنثوس (1كو 5: 5). ولعل من القصص المعروفة في التاريخ: المرض المستعصى الذي أصاب الشماس أوغريس، وفشل كل أنواع العلاج فيه. وأخيرا قالت له القديسة ميلانيا (إنى أرى يا ابنى، أن هذا المرض ليس مثل باقى الأمراض. فاخبرنى ما هو سببه في حياتك) وهنا صحا أوغريس إلى نفسه وصارح القديسة بمشكلته الروحية. وقاده هذا المرض ليس فقط إلى اليقظة الروحية، وإنما وصل به أيضا إلى الرهبنة فصار من آبائها ومرشديها المعروفين. وتحول من أوغريس الذي تتعبه الخطيئة، إلى القديس مصر سنة 1948.. حقا كان في أيامه سبب يقظة لكثيرين وما نقوله عن الأمراض، يمكن أن نقوله أيضا عن بعض الأحداث الأخرى التى يتعرض لها الإنسان، ويحتاج فيها إلى معونة من فوق، كما قال الرب ( ادعنى في وقت الضيق، أنقذك فتمجدنى) (مز 50: 15).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كانت مصر كلّها غارقة في الحزن والضربات تذرف الدموع وتقرع صدرها
موسى والضربات العشر
- الضيقات والضربات للبابا شنودة
نُعمي والضربات المُوجعة
6 إبريل "الجبهة" للإخوان: انتظروا المزيد من الدروس والضربات


الساعة الآن 11:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024