صداقات الإنترنت
لقد ساهمت التكنولوجيا في تسهيل حركة الحياة اليومية والاتصالات التي كانت تستهلك وقتاً وجهداً كبيراً, وساهمت في الانفتاح على العالم والتعرّف على أماكن وحضارات وأخبار العالم حولنا، وتدخّلت التكنولوجيا في العلاقات الإنسانية وانتشرت العلاقات عبر الإنترنت من صداقات وحوارات ومشاركات قد تتطوّر وتصل إلى الارتباط والزواج. وهذا ما سنطرحه في موضوعنا هذا ونتعرّف على إيجابياته وسلبياته قدر المستطاع:
من إيجابيات الحوارات عبر الإنترنت أنها تعطي مساحة من الحرية حيث يُفصح الإنسان عما يجول بداخله دون أية تحفّظات, حيث أنّ الطرف المقابل لا يعرفه شخصياً وليست له أية اتصالات بمحيط الأسرة, فنجد الفتاة تتمتع بإقامة حوار أو صداقة حرّة مفتوحة بلا رقيب ولا مساءلة مع شاب لا تعرفه، ومن يملك شخصية سويّة ومتوازنة يستفيد من هذه العلاقات وينمّي خبراته ويدخل إلى عالم أوسع لا يمكن أن يصله بدون هذه الوسيلة.
أما سلبيات هذا النوع من العلاقات هو وجود أشخاص كاذبين لا يتمتعون بأخلاقيات معينة فيؤثرون سلباً على الطرف الآخر ويحتجزونه في دوّامة من الخداع، وتكون العلاقة سلبية لا يخرج منها هذا الآخر إلا بتجربة مريرة ووعود كاذبة وخصوصاً الفتيات اللواتي لا يوجد لهنّ مساحة من الحرية داخل حدود المجتمع والعائلة.
من المعروف أنّ العلاقات المباشرة تكسب الفرد مهارة التواصل الجيد واللباقة في التصرف واكتساب قوة في الشخصية، أما صداقات الإنترنت فهي تجعل الإنسان يتقوقع على نفسه ويخاف من المجتمع الخارجيّ لأنّ الجلوس طويلاً أمام الكمبيوتر يساهم في تعزيز الانطواء على النفس والوحدة، حيث أنّ عملية التواصل الجيد تحتاج إلى جميع الحواسّ مثل النظر واللمس وإيحاءات الجسد عند الغضب مثلاً أو الفرح. لذلك لا مانع من إقامة بعض العلاقات الجيدة عبر الإنترنت, ولكن بشرط عدم التمادي فيها والاستغناء عن العلاقات المباشرة والاتصال بالمجتمع المحيط بنا.