منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 01 - 2014, 05:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,813

تداريب على الفضائل
خذ مثالًا هو الصوم، من جهة السلوك الخارجي، والعمل الداخلي.
ليس الصوم هو مجرد فضيلة خارجية خاصة بالجسد وحده. كأن يمتنع الجسد عن تناول ما يشتهيه من الطعام، مع قهر نفسه على الانقطاع كليه عن الطعام فترة معينة، إنما ينبغي أيضًا أن يمنع نفسه عن الأخطاء. ويتمشى منع النفس مع منع الجسد.
فإن كان لم يصل إلى هذا المستوي الروحي في داخله فليس معني هذا أن يكسر صومه ويفطر!

تداريب على الفضائل
وإلا يكون قد انحل جسدًا وروحًا! بل عليه أن يدرب قلبه من الداخل، ليتمشى مع صوم الجسد من الخارج، ولو بالجهد وبالوقت وبالتدريب، إلى أن يصل بنعمة الرب. وبهذا يمكننا أن نضع قاعدة روحية للتوازن بين المستويين الداخلي والخارجي، وهي هذا:
إن كان أحد المستويين مرتفعًا، والآخر منخفضًا، فأرفع المنخفض إلى مستوي المرتفع. ولكن لا تكتف مطلقًا بأن تسلك حسنًا من الخارج. فالله ينظر إلى قلب. إنما جاهد باستمرار أن تنقي قلبك، وأن يكون كل سلوكك الخارجي السليم مجرد تمهيد أو تدريب للعمل الجواني.
وكثيرًا ما تكون التنقية الخارجية وسيلة للتنقية الداخلية..
مثال ذلك شاب، تحاربه في داخله أفكار شهوانية جسدية ومشاعر نجسه لا تتفق مع حياة العفة، وربما تسبب له أحلامًا دنسة تتعبه.. أتراه يستطيع أن يسلك من الخارج هكذا، ليكون خارجه تمامًا كداخله؟! كلا بلا شك، وإلا فإنه يضيع نفسه، ويضيف إلى خطايا الفكر والقلب، خطايا العمل والحس والجسد!
مثل هذا، عليه أن يحترس جدًا من الخارج. وهذا الاحتراس الخارجي يساعده على النقاوة الداخلية، مع عدم الاكتفاء بالحرص الخارجي..
لذلك لا تيأس مطلقًا. ولا تقل: ما فائدة النقاوة الخارجية، إن كنت في داخلي دنسًا؟! وما فائدة عفة الجسد، إن كانت روحي زانية؟!
هذه حرب من الشيطان ليوقعك في اليأس وفي الخطية.

تداريب على الفضائل
إن صمودك الخارجي يعني رفضك للخطية. أضف إليه صمودًا آخر ضد الأفكار. وثق أن الله لابد سيرسل نعمته لمعونتك...
ومن أجل أمانتك من الخارج، سيعينك الله من الداخل، مادمت تطلبه وتستغيث به.
كن أمينًا في هذا القليل الذي هو الخارج، فيقيمك الله على الكثير الذي هو النقاوة الداخلية.
ولكن في نفس الوقت لا تهمل الوقت داخلك، فالله يريد القلب. جاهد في داخلك، أيضًا..
ادخل في حرب الأفكار في الداخل، كما انتصرت في حرب الجسد والحواس من الخارج..
وسيتعاون الأمران معًا. احتراسك من الخارج، سيمنع عنك حروبًا داخلية كثيرة. وعلى الأقل سوف لا تحارب في ميدانين في وقت واحد. وحرصك الخارجي سيدخل عنصر الحصر في حياتك، ويدربك على الحرص من الداخل أيضًا. ثم يضاف إليها معونة تأتيك من فوق، يرسلها الله مكافأة على أمانتك...
إن الأشخاص المبتدئين، قد يكتفون بالانتصار في الحروب الخارجية، لكنهم يتدرجون بعد ذلك إلى الدخول في الحروب الداخلية وهي أصعب ولكنها أعمق جدًا، وتوصل إلى نقاوة القلب والفكر. وبذلك يصبح القلب مسكنًا لله.
ونقاوة القلب تعني رفضه للخطية وكراهيته لها. والوصول إلى ذلك يساعده تمامًا في الانتصار على الحروب الخارجية، إذ لم يعد لها سلطان عليه.
حتى إن جاءته الخطية في حلم، وهو ليس في وعيه، يكون عقله الباطن متنبهًا لها تمامًا، ورافضًا لها. وهكذا لا يمكن أن يخطئ في أحلامه، لأن قلبه وعقله يرفضانها. وإن حدث أن الخطية ضغطت عليه جدًا في حم، بإلحاح شديد للتنفيذ، لابد حينئذ سيسقط، لأن قلبه يرفض أن يخطئ. وينطبق عليه قول الرسول:
"ولا يستطيع أن يخطئ" ( 1يو3: 9). ويبرر الرسول ذلك بقوله: "لأن زرعه يثبت فيه" ويقول عنه أيضًا أنه" يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" (1يو5: 18).
هذا من الناحية السلبية، من جهة الخطية. فماذا أيضًا من الناحية الإيجابية؟ نقول:
إذا تنقي القلب، تكون كل أعماله الفاضلة دوافعها روحية، ومن أجل الله وحده..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تداريب صوم العذراء
بعض تداريب عن التواضع
الفضائل وأشباه الفضائل
تداريب متنوعة:
- تداريب في ضبط النفس


الساعة الآن 12:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024