مهاجمة المظاهر الخارجية في العهدين
لقد هاجم السيد المسيح محبة المظاهر الخارجية. وذلك في توبيخه الكتبة والفريسيين المرائين،" لأنكم – الكتبة والفريسيون المراؤون – تنقون خارج الكأس والصحفة، وهما من داخل مملآن اختطافا ودعارة". وقال لهم أيضًا: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ." (إنجيل متى 23: 27).
ونفس الوضع كان في العهد القديم.
إذ أنه لم يقبل المظاهر الدينية من اليهود، كالاحتفالات بأوائل الشهور والأصوام والصلوات والبخور والذبائح، مع عدم نقاوة القلب..!
فقيل في سفر إشعياء: "لماذا لي كثرة ذبائحكم – يقول الرب -... لا تعودوا تأتون بتقدمه باطلة. البخور هو مكرهة لي... رؤس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي. صارت على ثقلًا. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، أستر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع... أيديكم ملآنة دمًا" (إش1: 11 – 15).
إن الله يهمه القلب قبل كل شيء، وليس المظاهر الخارجية.
ولذلك فإنه قال،" فوق كل تحفظ قلبك، لن منه مخارج الحياة" (أم4: 23) وقال أيضًا: "يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي" (أم23: 26).
فالفضائل التي لا تنبع من القلب ومن الحب، مرفوضة من الله..
لأن الله لا يحب المظاهر الخارجية. إنه يريد حقيقة الإنسان من الداخل. يريد مشاعره وعواطفه ومحبته، وليس مجرد عمل خارجي لا قيمة له.
الصلاة من قلب نقي، أو من قلب منسحق، هي صلاة مقبولة. أما صلاة الأشرار فمرفوضة.
لهذا قبل الله صلاة العشار، ولم يقبل صلاة الفريسي الممزوجة بالكبرياء والافتخار وإدانة الآخرين. كذلك لم يقبل صلوات هؤلاء الذين قال لهم: "أيديكم ملآنة دمًا" (إش1: 15) كما أن الكتاب قال في وضوح: "ذبيحة الأشرار مكرهة للرب" (أم15: 8)" ذبيحة الشرير مكرهة، فكم بالحري حين يقدمها بغش" (أم21: 27). وقال أيضًا: "من يحول أذنه عن سماع الشريعة، فصلاته أيضًا مكرهة" (أم28: 9).
لذلك ينبغي التركيز على النقاوة الداخلية، التي هي المصدر الحقيقي لكل نقاوة من الخارج.