ما يساعد على السقوط بالفكر
والسقوط بالفكر تساعد عليه أمور أخري منها الاسترخاء، والفراغ والضعف، والاستسلام، ومحبة الحكايات، والرغبة.
1 – فإن حورب الإنسان بفكر خاطئ، وبقي في حالة فراغ واسترخاء، لابد أن يشتد الفكر عليه، وقد يقوي بسهولة على إسقاطه.
لأنه في حالة الفراغ ينفرد الفكر بالإنسان، بلا مقاومة، وبلا دفاع.
وقد قيل في الأمثال: "عقل الكسلان معمل للشيطان" وقيل عن هذه الحالة في الإنجيل إن الشيطان يأتي إلى هذا البيت، فيجده مزينًا مكنوسًا، فيذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أشر منه، فتدخل وتسكن هناك (لو11: 24، 25).
لذلك احترس في قوت فراغك من الأفكار التي تأتي إليك.. والأفضل أنك لا تترك فكرك في حالة فراغ.
إن العلق من طبيعته أنه دائمًا يعمل، وهو في انشغال مستمر، إما بأمور هامة، وإما بأمور تافهة... ولكنه لا يتوقف.
2 – ففي حالة الاسترخاء، قد يفكر في أي موضوع، وقد يعبر على عديد من القصص والأخبار والأفكار..
هنا قد يستغل العدو استرخاءه فيلقي إليه بفكر خطية أو بفكر يؤول إلى خطية.. دون أن يشعر.
وهنا ينبغي أن يستيقظ الإنسان لنفسه، ويطرد هذا الفكر بسرعة، قبل أن يستقر ويستمر..
ويحسن في حالة الاسترخاء، أن تشغل نفسك بشيء هادئ بسيط، لا يقود إلى خطية.
والاسترخاء معناه إراحة الأعصاب وليس معناه إلقاء النفس إلى الأفكار..
3 – قلنا إنها تساعد على السقوط بالفكر أيضًا حالة الضعف الروحي، التي لا تقدر على المقاومة فتستسلم للأفكار.
لذلك إن وجد الإنسان الروحي أنه في حالة ضعف، عليه أن يهتم بنفسه بالأكثر، ويكون في حالة حرص مشدودة، ويراقب نفسه بكل قوة، ويقدم لها في نفس الوقت كل الأغذية الروحية التي تقويها وتنتشلها من ضعفها.
احترس جدًا من حالات الضعف، واهرب أثناءها من كل مسببات العثرات والأفكار..
ولعله عن أمثال هذه الحالة، قال الرب: "صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء، ولا في سبت" (مت24: 20)..
" في شتاء" حسب الرمز – تعني فترة البرودة الروحية التي لا حرارة فيها. و" في سبت" أي فترة الراحة والاسترخاء... فكلًا الأمرين لهما خطورتهما. على أنني أقول لك في هذا:
4 – مهما كنت ضعيفًا، لا تستسلم.
اثبت في قتالك مع عدو الخير، إلى أن تأتيك قوة من فوق، فتنتشلك مما أنت فيه، وتنتهر الشيطان من أجلك.
وذلك كما حدث لهوشع الكاهن الذي بسببه قال ملاك الرب:
" لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب... أليس هذا شعلة منتشلة من النار" (زك3: 2).
والضعف ليس حجة للسقوط، إنما هو حجة لطلب المعونة، التي بها تقاوم الشيطان.
أما كيف تقاوم الفكر، فهذا ما أريد أن أحداثك عنه في المقال المقبل..
5- لا تكن في داخلك محبًا للحكايات الخاطئة.
لأنك إن كنت هكذا، فستجد لذة في تأليف قصص خاطئة تؤذيك روحيًا، تشبع رغبات خاطئة داخل نفسك.
وهنا تكون الخطية في داخلك، نابعة منك، من (مواهبك)! وكثيرون من هواه تأليف القصص! إما يبدأون بها، أو أن الشيطان يلقي إليها بفكر، فيؤلفون عليه حكايات طويلة لا تنتهي..
وتكون الأفكار مجرد عمل إرادي، لإشباع رغبات خاطئة...
مثل فكر انتقام، أو زنا، أو أحلام يقظة...