المحبة والمخافة
نحن نحب الله. ولكن محبتنا له لا تمنع فضيلة المخافة، ومعاملتنا لجلاله الأقدس بكل ما يستحق من مهابة وتوقير.
نحبه ونسجد له. ندخل إلى الكنيسة بحب وفرح. وفي نفس الوقت للرب "أما أنا فبكثرة رحمتك، أدخل إلى بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك".
نحب كتابه المقدس ووصاياه ونقول له فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة (مز 119). ومع ذلك يصيح الشماس قبل قراءة الإنجيل "قفوا بخوف من الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس".
نعامل الله كأب، ولكن في السموات.
تمتزج المحبة والمخافة.. وتتحول إلى حب بمهابة.
لأن هناك كثيرين في إيمانهم بمحبة الله، يفقدون مخافتهم له، وبالتدريج يتحولون إلى الاستهتار والاستهانة، حتى ألأنهم يتحدثون مع الآباء بغير توقير..
ما أكثر الآيات عن مخافة الله. إن نسيناها يقول لنا الرب: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29).
أما عبارة "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو 4: 18)،الخوف هنا أي الرعب. ولكنه ليس الخوف بمعنى المهابة. فنحن في صلاة الشكر في كل يوم نقول "أمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام مع مخافتك"..