الطيبة والقوة
كان السيد المسيح طيب القلب جدًا. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 19، 20). وفي نفس الوقت كان في منتهى القوة. شخصيته قوية. كان قويًا في كلامه، إقناعه، في محبته، في تأثيره على الآخرين..
كان طيب القلب، يحب الأطفال ويحتضنهم ويحنو عليهم، ويتكئ تلميذه يوحنا في صدره، ويدافع عن المرأة الخاطئة. وفى نفس الوقت لم تفارقه هيبته.
سمح للشيطان أن يجربه. ولما زاد عن حده، انتهره فمضى (مت 4).
سمح للجند أن يقبضوا عليه. وفى نفس الوقت لما قال لهم "أنا هو" سقطوا على الأرض من هيبته (يو 18: 6)،المفروض في الآباء والمدرسين أن يكون في طبعهم الحنو، وتكون لهم أيضًا الهيبة.
وليس من الصالح أن حنوهم يفقدهم هيبتهم.
الهيبة لازمة لحفظ النظام وحفظ القيم. والحنو لازم حتى يطيع الناس بدافع من الحب، وليس بدافع من الرعب.