روى الراهب انه ذات يوم مرض القديس ارسانيوس فتوجه اليه كاهن المنطقه واحضره الى الكنيسه وفرش له حصيره (وفى المصادر القبطيه قيل انه وضع له فروه خروف لينام عليها ) وجاء راهب لزيارته فراه راقدا على الحصيره والوساده تحت رأسه فتضايق فى نفسه وقال هاهو ارسانيوس راقدا على هذه الاشياء . فانتحى به الكاهن جانبا وقال له سرا * ماذا كنت تشتغل فى مدينتك قبل الرهبنه فاجابه راعيا للغنم ثم سأله الكاهن وما نوع الحياه التى تحياها فقال له كانت حياه كلها تعب وحاجه شديده فقال له الكاهن وما نوع حياتك الان ( فى الدير ) اجد كل شىء وعندى اكثر مما احتاج فرد عليه الكاهن * انظر الى مركز ارسانيوس عندما كان فى العالم كان ابا لملوك ( كمعلم لابنى الملك البيزنطى ثيؤدوسيوس وهما اركاديوس و هونوريوس الذان حكما من بعده ) وكان عنده الف خادم (عبيد ) يلبسون ملابسا مطرزه بالذهب وقلائد حول اعناقهم وكانوا يرتدون الحرير عندما يقفون قدامه وكانت له اغلى الارائك وانعم الوسائد . ويضيف الكاهن واما انت فقد كنت راعيا للغنم ووسائل الراحه التى لم تتمتع بها فى العالم متوفره لديك هنا اما هذا الرجل ( ارسانيوس ) فليست له هذه الكماليات التى كان يتمتع بها فى العالم والان انت فى راحه بينما هو فى تعب
فأنفتح ذهن الراهب وعبر عن ندمه بقوله * سامحنى يا ابى انى قد اخطأت حقا ان هذا هو الواقع فعلا فقد وصل القديس ارسانيوس الى الاتضاع الحقيقى بينما وصلت انا الى درجه عاليه من الراحه الجسديه كما يقول الكتاب .
+لو حكمنا على انفسنا ماحكم علينا +