كيف نمجد الله بأجسادنا
أولًا: باشتراك الجسد مع الروح في عملها.
الروح مثلًا تصلى، والجسد يشترك معها في الوقفة الخاشعة، وفى رفع اليدين، وحفظ الحواس، وفى الركوع والسجود.. نقول ذلك لأن البعض يخطئون ويظنون أن الله "إله قلوب" فقط، فلا يهتمون باشتراك الجسد!! وقد يصلون وهم جلوس، وربما وهم مستلقون الفراش!!
أو بعض الأجانب الذين لا يخلعون أحذيتهم في دخولهم إلى الهيكل ناسين قول الكتاب "اخلع حذاءك من قدميك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه موضع مقدس" (خر5:3)، (يش15:5).
2- نمجد الله بتعب الجسد في الخدمة.
كما قال الرسول عن خدمته"في أتعاب في أسهار في أصوام" (2كو15:6) وأيضًا "في الأتعاب أكثر.. بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار في البرية، بأخطار في البحر.. في تعب وكد، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارًا كثيرة، في برد وعرى.." (2كو23:11-27).
آباؤنا كانوا في خدمتهم وفى بذلهم كالشمعة التي تذوب لكي تضئ للآخرين،لذلك نوقد الشموع أمام أيقونات القديسين، لأن حياتهم كانت نورًا، ولأنهم بذلوا أنفسهم في خدمتهم وعبادتهم.
3- آباؤنا الشهداء لاشك مجدوا الله بأجسادهم.
ولذلك فالكنيسة ترفع الشهداء فوق درجات القديسين الآخرين، لأنهم تألموا كثيرًا من أجله. وكما يقول الكتاب "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد معه أيضًا" (رو17:8).
4- أما نحن، فعلى الأقل فلنمجده بتعب الجسد.
كان القديس الأنبا بولا يتعب كثيرًا بالجسد في نسكه وفى جهاده الروحي، حتى ظهر له الرب وقال له "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا". فرد القديس "وماذا يكون تعبي إلى جوار ما بذلته لأجلنا يا رب".
5- إننا نمجد الله أيضًا عن طريق طهارة الجسد.
حتى يستريح روح الله في داخلنا،إذ يجد أجسادنا هياكل مقدسة له.. وحتى بطهارة الجسد نقدم للناس الصورة الإلهية، وأيضًا نستطيع التقدم إلى الأسرار المقدسة، ونتطهر بها أيضًا..
ومن مظاهر هذه الطهارة العفة، والحشة.