أعضاء خاطئة
قد لا يخطئ الجسد كله، ولكن يخطئ عضو واحد منه، فيدنس الجسد كله، ويدنس الروح معه أيضًا.
خذوا اللسان كمثال، وهو عضو صغير.
ولكن كما يقول القديس يعقوب الرسول "هكذا اللسان أيضًا، وهو عضو صغير ويفتخر متعظمًا. هوذا نار قليلة، أي وقود تحرق. فاللسان نار، عالم الإثم.. الذي يدنس الجسم كله. ويضرم دائرة الكون ويضرم من جهنم" (يع5:3،6).
انظروا كم هو عدد الخطايا، التي يقع فيها الإنسان نتيجة لسقطات اللسان، كما يقول الكتاب "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (مت37:12).
بل باللسان يتنجس الإنسان، كما يقول الرب ".. بل ما يخرج من الفم، هذا ينجس الإنسان" (مت11:15).
وكما نذكر دنس اللسان، نذكر دنس العين أيضًا.
فأن كانت محبة العالم هي عداوة لله كما قال القديس يعقوب الرسول (يع4:4).. فهوذا القديس يوحنا الرسول يقول "إن أحب أحد العالم، فليس فيه محبة الأب،لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (يو15:2،16).
شهوة العين التي وقعت فيها أمنا حواء، لما نظرت إلى الشجرة فإذا هي"بهجة للعيون، وشهية للنظر" (تك6:3).
وما أكثر الخطايا التي تقع فيها العين.
حينما نظر الإنسان نظرة شهوة،أو نظرة غضب أو حقد، أو نظرة حسد أو انتقام، أو نظرة كبرياء أو استهزاء بالغير، أو ينظر نظرة ماكرة، أو نظرة قاسية.. وتتعدد الخطايا، وتظهر صورتها واضحة في العين.
وما أكثر الأعضاء الأخرى التي تخطئ..
اليد التي تسرع إلى الضرب، أو إلى القتل، أو إلى السرقة، أو إلى خطايا أخرى عديدة.
والقدم التي تسرع إلى أماكن الخطية.
أو ملامح الوجه، التي تظهر عليها الكبرياء، أو الغضب، أو القسوة..
لهذا كله ولغيره، تحدث الكتاب عن إخضاع الجسد.