محبة المديح
المديح شيء، ومحبة المديح شيء آخر. وقد يُمدح الإنسان ولا يُخطئ، ولكنه لو أحب المديح يكون قد أخطا.
آباؤنا الرسل مُدحوا، والقديسون والشهداء مُدحوا أيضًا. ولكن كل هؤلاء لم يخطئوا. فليس الخطأ في أن يسمع الإنسان مديحًا، وإنما في أن يحب هذا المديح ويُسر به حينما يسمعه.
هناك نوعان من الناس لا يهوون المديح:
أولهما نوع يهرب من المديح الذي يأتي إليه. سواء كان مديحًا من الناس، أو مديحًا من الشياطين، أو من نفسه.
والنوع الثاني يتمادى في الهروب من المديح والكرامة، حتى أنه ينسب لنفسه عيوبًا كثيرة. وحتى يُظهر عن نفسه جهالات ونقائص تحط من قدره. ولو أدى الأمر أن يُقال فيه ما ليس فيه. وهذا النوع توجد عنه قصص كثيرة في سير الرهبان والراهبات.