منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 01 - 2014, 04:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

المتكبر يبرر ذاته

باستمرار يدافع عن نفسه. لا يحب مطلقًا أن يبدو في صورة الخاطئ. هو دائمًا "بار في عيني نفسه". ويريد أيضا أن يكون بارًا في أعين الناس. وإن نبهه أحد إلي خطأ واضح، ربما يحاول أن يغطيه بالكذب أو بالأعذار، بعيدًا عن الاعتراف والتوبة.
أبونا آدم لم يعترف بخطيئته، بل حاول أن يبرر ذاته. وهكذا فعلت أيضًا أمنا حواء (تك 3). ونحن ورثنا عنهما تبرير الذات.
المتكبر يبرر ذاته
الخاطئ يضيف إلي خطيئته التي يبررها، خطيئة التبرير.
وما أكثر الحيل التي يلجأ إليها المتكبر في تبرير ذاته: منها إلقاء التبعة على غيره، أو على الظروف المحيطة. ومنها الإنكار، أو وإدعاء القصد السليم، أو الناس لم يفهموه على حقيقته. وغير ذلك من الأسباب التي تخرج جميعها عن النطاق الروحي..!
المتكبر يبرر ذاته
المتكبر يبرر ذاته
ما أصعب كلمة "أخطأت" على المتكبر.. إنها تجرحه..
وقد يقولها أحيانًا إن كانت تجلب له مديحًا! أو إن كانت صورة الاتضاع الزائف ترضي كبرياءه.. ولكنه في داخله لا يشعر إطلاقًا بأنه قد أخطأ. تخرج الكلمة من فمه وليس من قلبه. وقد يقول كلمة "أخطأت" -إن قالها- بلون من السياسة، وليس بروح الاتضاع..
المتكبر يبرر ذاته
المتكبرون لا يعترفون، وإنما يدينون غيرهم، ليستروا أنفسهم.
لابد أن يكون غيرهم هو المخطئ، إذ ليس من المعقول أن يكونوا هم المخطئين! كما لو كانوا معصومين في كل تصرفاتهم!
لذلك فالمتكبر كثير الجدل والنقاش لتبرير ذاته.
التعامل معه ليس سهلًا. والتفاهم معه ليس سهلًا.
التفاهم عنده ليس معناه أن يفهم رأي غيره أو يقبله. إنما تفاهمه مع الغير، معناه أن يقبل هذا الغير رأيه ويقتنع به..
وإن لم يقتنع غيره برأيه، قد يثور ويغضب. ويعالج الموضوع بأعصابه، مادام لم يستطع معالجته بالرأي والفكر والإقناع.
المتكبر يبرر ذاته
لهذا فإن الغضب زميل للكبرياء، يلازمها كثيرًا وتلازمه.
وفي كل ذلك يفقد المتكبر وداعته. بعكس الإنسان المتواضع، فإنه إنسان رقيق لطيف وديع، سهل التعامل مع الآخرين. لذلك فهو محبوب من الكل. يخضع لهم بروح الحب فيكسبهم. وإن صادفته مشكلة يحلها بوداعة الحكمة (يع 3: 13).
أما المتكبر، فإنه لا يخطئ فقط من الناحية الروحية، بل من الناحية الاجتماعية أيضًا، إذ يفقد محبة الكثيرين بسبب كبريائه.
المتكبر يبرر ذاته
والمتكبر في تبريره لذاته يبعد عن حياة التوبة.
لأنه كيف يمكن أن يتوب إنسان، إن كان باستمرار بارًا في عيني نفسه؟! فهل يحتاج الأصحاء إلي طبيب؟! (مت 9: 12). أو كيف يستطيع هذا المتكبر أن يصلح أخطاءه، إن كان باستمرار يبررها؟! وكأنه بلا خطية!
أنت لا تترك خطأ من الأخطاء، ما لم تعترف أولًا بينك وبين نفسك أنه خطأ، أما إذا اعتقدت أنك على صواب، فسوف تبقي حيث أنت، لا تغير في نفسك شيئًا..
المتكبر يبرر ذاته
إن مشكلة العزة بالنفس والكرامة والكبرياء الذاتية، هي التي تعوق الإنسان عن الاعتراف بأخطائه، حتى أمام أب اعترافه!
قد يعترف ببعض الخطايا التي لا يخجله ذكرها، ويخفي الباقي، أو يمر عليه مرورًا عابرًا، أو يشير إليه من بعيد، أو يقوله دمجًا، أو يقوله ويبرره.. وقد لا يعترف إطلاقًا، ويتحول اعترافه إلي شكوى ضد غيره. وكأنه أمام أب الاعتراف يعترف بخطايا غيره وليس بخطاياه هو!
المتكبر يبرر ذاته
وفي تبرير الإنسان لذاته، قد يسمي خطاياه بأسماء فضائل!
فقد يسمي ما يقع فيه من خبث ومكر ودهاء، بأنه لون من الحكمة! وقد يسمي تدليله الخاطئ لأطفاله بأنه حب وحنان، بينما يسمي قسوته بأنها حزم وتربية، ويسمي إدانته للآخرين وثورته الخاطئة على الأوضاع، بأنها غيرة مقدسة ورغبة في الإصلاح.. وهكذا مع باقي التصرفات..
علي أن أخطر ما في تبرير الذات وما في المكابرة، أن يبدأ المتكبر المخطئ في أن يفلسف أخطاءه ويبررها فكريًا ليقنع الناس بها!
وهنا يوجد جوًا من البلبلة الفكرية، حتى يحار البعض أين هو الحق؟! إن تبرير الذات في تصرفاتها هو تبرير سلوكي يتعلق بالشخص نفسه وحده،أما تبريرها فكريًا، فهو يتعلق بالقيم والمبادئ، ويأخذ اتجاهًا عامًا.. لذلك فإن التبرير الفكري للأخطاء له خطورة كبيرة. فإن الحق ليس هو الهدف فيه، وإنما الذات. ويندفع الشخص فيه متأثرًا بعوامل نفسية.
المتكبر يبرر ذاته
المتكبر -في تبريره لذاته- كل ما يهمه هو رأي الناس فيه، ولا يهمه مصير هذه الذات في الأبدية، مركزًا على توقير الناس لها!
فهو يدافع عن نفسه، ويدافع عن أفكاره وتصرفاته. ويشرح، وقد يعثر الغير في شرحه. وهو لا يهتم بشيء من ذلك. إنما المهم عنده هو أن تخرج ذاته بريئة سليمة بعيدة عن اللوم.
وقد يؤدي تبريره لذاته ودفاعه عنها، إلي اتهام الغير أو تجريحه ولا بأس لديه من ذلك، مادام ذاته هو تصل إلي تبرير يرضيها..
المتكبر يبرر ذاته
وفي تبرير الذات في أخطائها الفكرية، وقع البعض في البدعة أو في الهرطقة وأصروا على ذلك، إذ منعتهم كبرياؤهم من الاعتراف بالخطأ.
في تبرير أخطاء الذات، يفقد المتكبر كل سلطان عليه، ويتولي قيادته روح الكبرياء وعزة النفس.
المتكبر يبرر ذاته
والعجيب أن الذين يبررون ذواتهم، قد يصلون طالبين مغفرة خطاياهم. وهم في داخل أنفسهم لا يرون أنهم خطاة في شيء!!
في الحقيقة أن تبرير الذات لا يفيدها، إنما تفيدها التوبة.
لأن التوبة تنقي الذات، بينما التبرير يعمل على تغطية الذات مع بقائها في أخطائها. والتوبة تعني كشف الذات ومعرفة أخطائها، وتبكيتها على هذه الأخطاء. ولكن المتكبر للأسف الشديد، ترفض ذاته أن تنكشف وأن تعترف بالخطأ. فيبقي بعيدًا عن التوبة.
المتكبر يبرر ذاته
إن الذي يظن في نفسه أنه شيء، يكبر في عيني نفسه، ويريد أن يكبر في أعين الناس. وربما يكبر في علاقته مع الله، ويقع بذلك في التجديف! كما حدث مع الشيطان وكثير من الملحدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان الذي يبرر ذاته بمختلف الأعذار، هو إنسان يرفض أن يتوب
الرّب ذاته يُظهر لهم نفسه أي يُعلن الرَّبّ ذاته
الذي يريد أن يكبر ذاته يعمل على تحقيق ذاته في كل شيء
المتكبر يبرر ذاته باستمرار يدافع عن نفسه
يعنى ايه ربنا أخلى ذاته وأخلى ذاته فى إيه ؟


الساعة الآن 10:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024