منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 01 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

المتكبر يرتفع فيسقط

شرح القديس أوغسطينوس أن المتكبرين يبيدون كالدخان، فقال:
الدخان يرتفع جدًا إلي فوق. وفيما هو يرتفع يتبدد وينتهي.
بعكس اللهيب الذي لا يرتفع كالدخان، ولكنه يبقي بقوته.
وقال هذا القديس في تفسير المزمورين 37، 73.
يقول المزمور "رأيت الشرير مرتفعًا إلي فوق، وقائمًا أعلي من أرز لبنان" (مز37: 35). فلنفترض إذن أنه مرتفع إلي أعلي، وأنه متشامخ فوق الباقين. ولكن ماذا بعد هذا؟ يستطرد المرتل فيقول عنه: "عبرت عليه، فإذا هو ليس بموجود. طلبته فما أمكن أن يعثر له على مكان".. تمامًا كما لو كان دخانًا، هذا الذي عبرت عليه.

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
قيل أيضًا عن مثل هذا في المزمور إنه سيفنون ويتبددون مثل الدخان. يقول "فنوا مثل الدخان، فنوا" (مز7: 20).. تمامًا مثل الدخان الذي يتبدد فيما هو يرتفع إلي فوق.. فهو في ذات صعوده إلي اعلي، ينتفخ إلي حجم اكبر. وعلي قدر ما يعظم حجمه، تنحل مادته.. وهكذا تلاحظ أن نفس عظمته كانت قاضية عليه. لأنه كلما ارتفع وامتد غلي أعلي، تزداد رقعته ويخف، ويقل ويضيع ويضمحل.
هكذا أعداء الله: عندما يبدأون أن يتمجدوا ويرتفعوا، سريعًا ما يفنون تمامًا كالدخان.."
[القديس أوغسطينوس]
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
هنا ونذكر أشخاصا، حينما تعينهم النعمة، ويجدون أن حياتهم قد تغيرت إلي أفضل، يفتخرون قائلين: "حياتي قد تغيرت وتجددت. صرت إنسانا آخر". ويشرحون اختباراتهم للناس، بطريقة "كنت.. وأصبحت.."!
وإذ يفتخر الشخص بارتفاعه، تبعد عنه النعمة، فيسقط.. ليته يتذكر قول الكتاب في ذلك:
"من يظن انه قائم، فلينظر أن لا يسقط" (1كو 10: 12).
إن كنت قائمًا، فلا تظن قيامك وضعًا دائمًا لا يتغير. وتذكر القديسين الذين سقطوا. وهكذا يتضع قلبك، وتحترس لنفسك.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إن الاتضاع يحفظك، لأن الرب قريب من المنسحقين بقلوبهم.
فالإنسان المتضع: إذ يعترف بضعفه، فإنه يخاف فيحترس ويدقق. وهكذا يبعد عن العثرات فلا يسقط. أما المتكبر فيعتز بقوته ولا يبالي، فتضربه الخطية من حيث لا يدري.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إن الشيطان له خبرة آلاف السنين في محاربة بني البشر.
وقد يجدك محترسًا من خطية معينة، فلا يحاربك بها. ولكنه يهاجمك من جهة أخري ظننت نفسك فيها قويًا، يسقطك..
وربما لا يحاربك إلي فترة طويلة، حتى تظن أنك قد ارتفعت فوق مستوي الحروب، وتستهين بالاحتراس، .وحينئذ يرجع إليك وأنت غير مستعد في ارتفاع قلبك هذا. وإذا تسقط، تتأكد أنك لست فوق السقوط!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
لا تظن إذن أن السقوط هو فقط للمبتدئين!
وانك لست من المبتدئين! بعد أن قطعت شوطًا في الحياة الروحية.
فإنك عندما كنت متضعًا ومحترسًا، كنت تصلي بحرارة طالبًا من الله أن يهبك معونة لكي لا تسقط. أما الآن فأنت لا تصلي لأجل هذه المعونة، بل ربما تطلبها لأجل الآخرين فقط المعرضين وحدهم للسقوط، وليس أنت! وهكذا تبقي بلا معونة فتسقط..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
تأمل ماراسحق في عبارة "قبل السقطة تكون الكبرياء" فقال:
علي قدر ظهور العظمة في النفس، على قدر ما تكون السقطة، ويكون الانكسار المسموح به من الله. فإن الله لا يرفض الإنسان ويتخلي عنه، إلا إذا وجد عقله متفاوضًا مع أفكار العظمة.
فالذين يخرجون عن طريق الاتضاع، يتعرون من المعونات الإلهية ويسقطون.. فالمتعظم بالمعرفة يُهمل، فيسقط في فخاخ الجهل المظلمة.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إن داوم الإنسان على الكبرياء، حينئذ يبتعد عنه الملاك المعتني به، الذي إذا ما كان قريبًا منه، حرك فيه الاهتمام بالبر. ولكن بابتعاده عنه، يقترب منه المحتال، ولا يدعه يدرك شيئًا من عمل البر.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
حقًا، أليس ارتفاع القلب هو سقطة الشيطان..
يقول له سفر حزقيال "قد ارتفع قلبك" (خر28: 1)."أرتفع قلبك لبهجتك. أفسدت حكمتك لأجل بهائك" (حز28: 17).
ويقول عنه سفر إشعياء "أنت قلت في قلبك: أصعد إلي السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصعد فوق مرتفعات السماء. أصير مثل العلي. لكنك انحدرت إلي الهاوية، إلي أسافل الجب" (أش14: 13- 15).
لم يقنع بما كان له من مجد، فاشتهي مجدًا أكبر. ففقد ما كان له. وهكذا الإنسان الأول: اشتهي مجد الألوهية، ففقد مجد بشريته!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
العجيب أن غالبية المتكبرين يدعون أنهم غير متكبرين.
وهذا بلا شك من كبريائهم، إذ أنهم على الدوام يبررون ذواتهم. وبهذا يقعون في خطية أخري هي تبرير الذات.
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة - الوداعة
من كتاب حياة التواضع والوداعة -التواضع واحترام الآخرين
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
من كتاب حياة التواضع والوداعة - علاقة الاتضاع
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025