الأمانة في المحبة
تقول: أريد أن أصل إلى المحبة الكاملة، فأحب الله من كل قلبي ومن كل فكري (تث6: 5) وأحب الناس كلهم حتى أعدائي. وأحب الخير. فهل من الممكن أن أصل إلى ذه الفضيلة التي تبدو صعبة؟ أقول لك: ابدأ بالقليل، تصل إلى الكثير...
إن كنت أمينًا في حفظ فضيلة (مخافة الله)، حينئذ يقيمك الله على فضيلة المحبة.
وذلك لأن " بدء الحكمةمخافة الرب" (أم9: 10). فإن كنت أمينًا في مخافة الله، وبذلك تحفظ وصاياه، يقيمك الله بعدئذ على " المحبة التي تطرح الخوف خارج" (1يو4: 18). لأن الأمانة في درجة توصل إلى درجة أخري أعلى منها..
تقول: وكيف أحفظ الوصايا، وأنا أحب العالم؟! وهناك وصايا، قلبي يحب ما هو ضدها!! أقول لك: ابدأ بالتغصب نفسك على عمل الخير.
وإن كنت أمينًا في التغصب، ستصل حتمًا إلى محبة الخير.
لأن المحبة، محبة الله ومحبة الخير، قد لا تكون نقطة البدء، وإنما نتيجة لعمل روحي طويل. فأغصب نفسك على عمل الخير. وإذ تمارسه، ستجد فيه لذة، وحينئذ تحبه وتعمله حبًا بدون تغصب. وهكذا يكون الله قد أقامك على الكثير.
كذلك إن كنت أمينًا في محبة أخيك الذي تراه، ستصل إلى محبة الله الذي لا تراه (1يو4: 20).
ابدأ إذن بهذا القليل وهو محبة الناس، تصل إلى الكثير الذي هو محبة الله. ولكن لعلك تقول: كيف أصل إلى محبة الناس، وفيهم أعداء ومقاومون؟! كيف يمكنني أن أصل إلى محبة الأعداء؟ أنك تصل بنفس القاعدة: وهي كن أمينًا في القليل.
كن أمينًا في محبة أقربائك، تصل إلى محبة معارفك.
لأن القلب الذي تعوده على المحبة، سيأتي وقت تنزع منه الكراهية تمامًا. فتصبح العداوة من جانب واحد فقط. هي في أعدائك وحدهم، وليست فيك...