الأمانة في القليل
لعل إنسانًا يقول: الطريق الروحي طريق طويل. كيف أصل إلى نهايته؟!
كيف يمكنني أن أصل إلى القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب؟
وكيف أصل إلى الكمال المطلوب منى؟ والجواب على ذلك سهل وممكن وهو:
كن أمينًا في القليل، يقيمك الرب على الكثير.
فهذه هي طريقة الله، وهذا وعده. وهكذا سيقول للناس في يوم الدينونة (متى25: 21، 23). إذن هذا كل ما عليك. وليس عليك أن تفكر في نهاية المطاف مرة واحدة. بل أعرف تمامًا أن أطول مشوار أوله خطوة.
كن أمينًا في الخطوة الأولي، يقيمك الله على باقي الخطوات.
كن أمينًا في هدفك الروحي، يدبر لك الله الوسيلة.
كن أمينًا من جهة النية، يقيمك الله على العمل.
إن الشيطان قد يصعب لك الطريق ويعقده، ويضع أمامك مخاوف تصور لك الكثير المطلوب منك والذي لا تستطيعه، لكي يوقعك في اليأس. أما الرب فإنه يطلب منك مجرد الأمانة في القليل. أما الكثير فإن الرب هو الذي سوف يقيمك عليه. ولذلك جميل أن المزمور الكبير يبدأ بعبارة:
طوباهم الذين بلا عيب في الطريق (مز119: 10).
يكفي أن تكون سائرًا في طريق الرب بلا عيب. هذا هو ما يريده منك. أما الوصول إلى نهاية الطريق، فاتركه هو يدبره. يبدو هو: متى؟ وكيف؟