فائدة العمل الإيجابي
إنك بكل هذا العمل الإيجابي، تقيم توازنًا داخل نفسك بين تأثيرات العالم عليك والتأثير الروحي.
أما أن يأتي الشيطان ليحاربك. فلا يجد حولك انجيلًا، ولا مزمورًا، ولا صلاة ولا هذيذًا ولا تأملات روحية ولا اجتماعات، ولا أصوامًا، ولا مطانيات، ولا اعتراف، ولا تناول... فماذا يكون حالك إذن؟ وكيف تستطيع أن تقاوم الخطية بلا سلاح؟!
تكون حينئذ مثل مدينة يحاربها العدو، وهي بلا جيش، بلا أسلحة، بلا تحصينات...! خذ هذه قاعدة. وضعها أمامك: كل إنسان تجده ساقًا في الخطية، لابد أن تكون قد مرت عليه فترة، وهو بعيد عن العمل الإيجابي، سواء من جهة الوسائط الروحية، أو من جهة العمل الإيجابي في حياة الفضيلة ومحبة الله...
وهكذا تكون الخطية قد أتته، وهو غير مستعد لها. أو اتته وهو في حالة ضعف أو فتور. انظروا إن الرب قد قال:
" صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت" (متى24: 20).
" في شتاء " في حالة البرودة الروحية ولا " في سبت " في وقت لا تعمل فيه عملًا من الأعمال. وكلا الأمرين يذكرانا بالبعد عن العمل الإيجابي الروحي...
لذلك كن متيقظ القلب باستمرار. وليكن زيتك في مصباحك. وكما قال الرب في هذا الاستعداد. وكلا احقاؤكم ممنطقة، ومصابيحكم موقدة" (لو12: 35). اهتم بالعمل الإيجابي الروحي الذي يمنحك قوة لمقاومة الخطية. املأ مخازنك من الروحيات. لكي لا تقوى عليك السنوات العجاف بكل ما فيها من جوع وقحط. واحتفظ بحصاتك في مقلاعك. حتى إن ظهر أمامك جليات. يمكنك أن تتقدم إلى الصف وأنت تقول في ثقة " اليوم يحسبك الرب قي يدي" (1صم17: 46).
ولا تقصر جهادك على مقاومة السلبيات فقط، فإنها عمل مضن. وإنما بالعمل الإيجابي تنال قوة يمكنك بها التصدي للخطية. وليكن الرب معك...