أهمية العمل الإيجابي في مقاومة الخطية
كل إنسان في بناء حياته الروحية يواجه أمرين هامين: أحدهما هو مقاومة الخطية في غيره من الناس. لكي يشارك في نقاوة المجتمع الذي يعيش فيه. إنها حياة صراع ضد الخطية والشيطان. تمثل الجانب السلبي من الحياة الروحية.
أما الجانب الإيجابي في الحياة الروحية، فهو بناء النفس والروح بالفضيلة والحياة مع الله ومذاقه بالفضيلة والحياة مع الله ومذاقه الملكوت. فيذوق محبة الله والتمتع بعشرته في حياة مقدسة.
إن الذي يجعل حياته كلها مقاومة للخطية، لاشك أنه يتعب كثيرًا، لأن حياته ضائعة في صراع مع الخطية التي قال عنها الكتاب إنها " طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26) وفي صراع مع الشيطان الذي هو عدو قاس وشرير لا يرحم. وفي نفس الوقت هو مختبر للنفس البشرية على مدي الآف السنين. يعرف ضعفاتها ونقائصها. ويعرف كيف يسقها...
لاشك أن هذا العمل السلبي شاق وصعب. وقضاء الحياة فيه أمر يرهق النفس ارهافًا قد لا تحتمله.
فالصراع مع أجناد الشر الروحية ليس أمرًا سهلًا. لأن الشيطان وإن كان قد فقد طهارته ونقاوته وقداسته السابقة. إلا أنه لم يفقد طبيعته كملاك. بكل ما في هذه الطبيعة من قوة وبكل ما لها من إمكانيات...
ماذا إذن؟ هل يترك الإنسان هذا الجانب السلبي؟ هل يترك مقاومة الخطية؟! كلا، بلا شك فإن هذا يكون استسلامًا لها...؟
والرسول يعاتب أمثال هؤلاء ويقول " لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).فالمفروض في الإنسان أن يقاوم الشيطان والخطية والجسد بكل ما له من قوة، وبكل ما منحه الله من نعمة، ويستمر صامدًا إلى آخر نسمة من حياته.
أنما السؤال هو: لماذا تكون مقاومة الخطية صعبة؟ لماذا قال كثير من الآباء إن الحياة الروحية تبدأ بالتغصب وقهر النفس؟
إنها تكون هكذا صعبة إن كانت خالية من العمل الإيجابي... إن كانت مجرد صراع... " الروح يشتهي ضد الجسد، والجسد يشتهي ضد الروح. وهذان يقاوم أحدهما الآخر (غل5: 17). ولماذا هذا الصراع؟ ذلك لأن محبة الله لم تدخل إلى القلب، ولم تستقر فيه بعد وكيف تدخل محبة الله إلى القلب؟... تدخل بالعمل الإيجابي.