رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير رسالة كورينثوس الاولى الاصحاح الثانى حسب الأباء وأنا لما أتيت إليكم أيها الاخوة ، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديًا لكم بشهادة اللَّه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 1 ) لم يتهيأ أحد للمعركة مثل روح بولس ، أو بالأحرى أقول ليس روحه إذ لم يكن هو نفسه مخترع هذه الأمور ، بل لا يوجد ما يعادل النعمة العاملة فيه الغالبة لكل شيء .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم – In 1 Cor., hom. 6:1 ) و قالوا ايضاً فى هذا العدد ما يدعوه بولس هنا شهادة هو اللَّه الكلمة المتجسد ، المخفي عن كل الدهور مع اللَّه ..يقوم الهراطقة بدور متهور ومتهاون في هذه الأمور ،إنهم يكرزون بتعاليمهم الشريرة ببلاغة عظيمة ، سالكين بحكمة العالم ..إنهم ينزعون عن صليب المسيح قوته .. !! ( القديس أمبروسياستر – CSEL 81:21-22 ) لأني لم اعزم أن أعرف شيئًا بينكم ، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 2 ) ينطق بولس بهذا لأنه يتحدث عن أولئك العاجزين ، عن أن يبصروا التعاليم السامية جدًا عن لاهوت المسيح .. !! ( القديس أغسطينوس – Trinity 1:12 ) وأنا كنت عندكم في ضعفٍ وخوفٍ ورعدةٍ كثيرةٍ ( كورينثوس الاولى 2 : 3 ) بماذا تقول ، هل يخاف بولس من المخاطر ؟! كان يخاف ويرتعب منها جدًا ، فمع كونه بولس إلا أنه إنسان .. !! لكن هذا ليس اتهام ضد بولس ، بل هو ضعف الطبيعة البشرية .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم ) و كلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 4 ) لو أن الأسفار المقدسة اجتذبت الناس للإيمان ، لأنها مكتوبة بفن البلاغة و مهارة فلسفية ، لكان إيماننا قائمًا بلاشك على فن الكلمات و الحكمة البشرية ، أكثر منه على قوة اللَّه .. !! ( العلامة أوريجينوس – De Principiis 4:1:7 ) لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس ، بل بقوة اللَّه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 5 ) الحكمة البشرية تجحد الصليب ، أما الإيمان فيُعلن قوة اللَّه .. الحكمة لم تفشل في إعلان الأمور التي يبحث عنها البشر ، و لكنها أيضًا تشجعهم على التشامخ من أجل ما بلغوه .. أما الإيمان فليس فقط يقدم لهم الحق ، و إنما يشجعهم أيضًا على تمجيد اللَّه .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم – In I Cor., Hom. 6:3 ) لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ، ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 6 ) الاسم الذي أعطاه للإنجيل هو ( حكمة ) بكونه وسيلة الخلاص ، الذي يتحقق بالصليب .. ( الكاملون ) هم ( الذين يؤمنون ) .. إذ هم بالحقيقة كاملون ، هؤلاء الذين يعرفون أن كل الأمور البشرية عاجزة تمامًا ، متطلعين إليها وهم مقتنعون بأن مثل هذه لن تنفع شيئًا ، هكذا هم المؤمنون الحقيقيون… بقوله ( عظماء الدهر ) هنا يعني الفلاسفة و أصحاب البلاغة .. هذه النوعية متسلطة ، ( غالبًا ما يصيروا قادة الشعب ) !! ، يدعوهم ( عظماء الدهر ) لأن سلطانهم لن يمتد بعد العالم الحاضر .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم – De Principiis 3:31 ) بل نتكلم بحكمة اللَّه في سرّ ، الحكمة المكتومة التي سبق اللَّه فعينها قبل الدهور لمجدنا .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 7 ) يشهد بولس أنه مُرسل ليُعلن عن حكمة خفية لم يعرفها عظماء هذا العالم ، و لذلك يُنعتون بُالغباء .. حكمة اللَّه مخفية لأنها ليست في كلمات بل في قوة ، يستحيل إبرازها بتعبيرات بشرية ، و إنما يُعتقد بها بقوة الروح .. سبق اللَّه فرأى خطايا العالم المقبلة ، و لذلك شرع هذه الحكمة بطريقة مربكة ، للذين يريدون يحولون حكمته إلى غباوتهم ، و أيضًا لكي ( يمجدنا ) نحن الذين نؤمن به .. !!!! ( القديس أمبروسياستر – CSEL 81 : 24 ) التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 8 ) ما هو ظاهر فيه أُحتقر ، و ما هو مخفي فيه لم يُعرف ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد .. !! ( القديس أغسطينوس – Sermons on New Testament Lessons, 37:9 ) بل كما هو مكتوب ما لم ترَ عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده اللَّه للذين يحبونه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 9 ) أسألكم حبوا اللَّه محبة صادقة ، ليس خوفا من جهنم بل رغبة في الملكوت ، و بالأكثر من أجل الأمور المقبلة عندما يطأ أعداءه تحت قدميه .. ( كورينثوس الاولى 15: 25 ) فلا يوجد بعد مقاوم ، عندما يرى الأبرار الأمور المباركة ، التي لم ترها عين ، و لم تسمع بها أذن ، و لم تخطر علي قلب إنسانٍ .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم – In 1 Tim., hom 15 ) فأعلنه اللَّه لنا نحن بروحه ، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق اللَّه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 10 ) الروح وحده يقدر أن يفحص كل شيء تعجز النفس البشرية عنه ، هذا هو السبب الذي لأجله نحن في حاجة أن نتقوى بالروح ، ما دام يخترق حتى أعماق اللَّه .. !! ( العلامة أوريجينوس – Commentary on 1 Cor. 1:10:6-10 ) لأن منْ من الناس يعرف أمور الإنسان ، إلا روح الإنسان الذي فيه ؟! هكذا أيضًا أمور اللَّه ، لا يعرفها أحد إلا روح اللَّه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 11 ) بتوزيع ثروتهم بين الفقراء .. هكذا يخزنوها في أكثر الأماكن أمانًا في كنز السماء ، إن وُجد عائق يمنعك من صنع هذا بسبب التزامات أسرتك ، فأنت تعرف نفسك أي حساب تقدمه للَّه عن استخدامك لغناك ، فإنه لا يستطيع أحد أن يعرف ما يجتاز داخل إنسان إلا روح الإنسان الذي فيه ، يليق بنا ألا نحكم في شئ قبل الوقت ، حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام و يظهر آراء القلوب ، و حينئذ يكون المدح لك من اللَّه فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا ، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً ، وَ لَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيداً لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ .. !! ( كورينثوس الثانية 4 : 5 ) ( القديس أغسطينوس – Ep. 130:8 ) ونحن لم نأخذ روح العالم ، بل الروح الذي من اللَّه ، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من اللَّه .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 12 ) روح العالم هو ذاك يقتنيه أناس متباينون ، إنه لا يعرف الحق ، ( و إنما يمكنه أن يستخدم الحدس ( التخمين ، لهذا فهو يخدع الآخرين ، كما هو نفسه ينخدع بالمظاهر .. !! ( أمبروسياستر – CSEL 81:28 ) التي نتكلم بها أيضًا ، لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية ، بل بما يعلمه الروح القدس ، قارنين الروحيات بالروحيات .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 13 ) بعض الحقائق الروحية غير واضحة وتحتاج إلى تفسير ، لكن هذا يمكن تحقيقه فقط بمقارنتها بأمور روحية أخرى .. كمثالٍ عندما أقول أن المسيح قام من الأموات ، أقارن ذلك بخلاص يونان من بطن الحوت (يونان 10:2 ) .. !! و عندما أقول أنه وُلد من عذراء ، أقارن ذلك بالحبل الذي يتم للعواقر مثل سارة ورفقة وغيرهما ( تك 1: 21-7 ؛ 21:25) .. !! ( القديس يوحنا الذهبي الفم – In I Cor., Hom. 7 : 8 ) و لكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح اللَّه ، لأنه عنده جهالة ، و لا يقدر أن يعرفه ، لأنه إنما يحكم فيه روحيًا .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 14 ) الإنسان غير الروحي هو ذاك المسرور بأفكاره ، و لا يقبل تعليم الروح و لا يفهمه .. !! ( ثيؤدورت أسقف قورش – Comm. On 1 Cor., 178 ) و هو لا يُحكم فيه من أحد .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 15 ) الإنسان الروحي قادر أن يحكم في كل شيء ، سواء كان يونانيًا أو بربريًا ، حكيمًا أو غبيًا .. و لا يمكن أن يحكم عليه أحد بسبب عمق فهمه وتجاوبه .. !! ( العلامة أوريجينوس – Comm. On 1 Cor., 144-45 ) لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه ؟! و أما نحن فلنا فكر المسيح .. !! ( كورينثوس الاولى 2 : 16 ) عندما يقود المسيح النفس لكي تدرك فكره ، يُقال إنها تدخل في حجال الملك ، الذي فيه تختفي حكمته ومعرفته .. !! ( العلامة أوريجينوس – The Song of Songs, Comm., Book 2:4. ( ACW ) ) نعمة الله الاب فلتحل على أروحنا يا ابائى و اخواتى امين |
|