رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المربي والتربية الجنسية 1- التربية الجنسية ليست معلومات وحقائق مجردة يقدمها الوالدان أو المدرسون أو غيرهم من المربين للمراهقين لكنها خبرة يتلمسها المراهق منذ طفولته خلال احتكاكه بوالديه. فالأسرة هي المدرسة الأولى التي تضع الأساس لكل المفاهيم الروحية والاجتماعية والإنسانية والجنسية في حياة الطفل. يستطيع الطفل أن يدرك ما في قلبي الوالدين، إن كانا يتبادلا الحب الحقيقي والتقدير المتبادل والاهتمام الداخلي نحو بعضهما البعض، أم أن حياتهما الزوجية تتوقف عند حدود حجرتهما الخاصة. إن دفء الحب الزوجي هو المعلم الأول الفعّال في تقديم حقائق التربية الجنسية السليمة فيدرك المراهقون معنى الحياة الزوجية المقدسة وامكانية تحقيقها عمليًا. بدون هذا الحب يبحث المراهق خارج أسرته عن الحب فيخلط بينه وبين الشهوة واللهو الجنسي. إن ديمومة الحب الزوجي بين الوالدين بالرغم مما تجابهه الأسرة من متاعب وصعوبات هو السند الحقيقي للمراهقين. فيما يلي بعض تعليقات لمراهقين أوردها Josh McDowell (18): (ماما، بابا. أشكركما على بقائكما معًا في السِّراء والضرَّاء "thick & thin"... لقد علمتماني الحب ما هو؟ إنه تعهد! أشكركما معًا). (شكرًا، إذ غرستما فيّ صورة صحية للنفس بحبكما لبعضكما البعض وحبكما لي كثيرًا... الأمر الذي أعانني بالحقيقة أن أحب الغير وأن أتطلع إلى الزواج. أشكركما على حفظكما للحب متجددًا وعامًلا كل يوم. بملاحظتي لزواجكما عبر كل هذه السنوات عانيت حقيقة حب الله). (بابا، أشكرك من أجل بقائك معنا خلال الجحيم الذي كان في بيتنا، خلال مرض ماما وانهيارها وثورتنا نحن. إنني لم أعرف أحدًا مثلك). (أشعر أنني مبارك بالله الذي جعلكما والديّ. إنكما أفضل مثلين للوالدية، وللحياة الزوجية وفوق الكل للحياة المسيحية. ليتني أستطيع أن أتمم ما علمتاني إياه). (أشكركما، لأن حبكما لبعضكما البعض هو نموذج رائع لأخوتي ولي في علاقاتنا المستقبلية). (أقدّر على وجه الخصوص حب والدي لوالدتي ولنا نحن الأبناء - فإن هذا يجعلني أتحقق بأن الله لا بد أن يكون بالحقيقة أبًا عظيمًا). من هذه التعليقات وأمثالها يتضح دور العلاقات المتبادلة بين الوالدين في حياة المراهقين. إن قامت هذه العلاقات في المسيح يسوع تحمل الحب الحقيقي والاحترام المتبادل، يكتشف المراهقون "الحياة الجديدة في المسيح" معلنة في حياة والديهم لا خلال العبادة فحسب أو داخل الكنيسة، أو أمام الزائرين، لكنها حياة مُعاشة ليلًا ونهارًا، لها انعكاساتها المفرحة في كل تصرف،بهذا يخدم الوالدان المراهق ويجتذبانه إلى السيد المسيح، متجاوبًا مع روحه القدوس، فينشأ عضوًا حيًا يقدس الحياة بكل جوانبها بما فيها الجنس والحياة الزوجية. 2- يليق بالمربي -الأب أو الأم أو المدرس- أن يقدم الحقائق الجنسية بأمانة وإخلاص وحق، وفي نفس الوقت تُقدم بحكمة بما يناسب عمر الشخص وظروفه الخاصة وبيئته الخ... فالإجابة التي تقدم لطفل في السادسة من عمره عن سؤال معين تختلف عن تلك التي تقدم لمراق عن ذات السؤال؛ ولكن كلا الإجابتين يجب أن تمثلا الحقيقة دون خداع. بمعنى آخر يلزم على المربي أن يعرف كيف يبسط ذات الحقائق ويقدما لكل سن بما يناسبه، وفي نفس الوقت يعرف ما هي حدود المعرفة التي يقدمها دون أن تثير فيه حب استطلاع نحو أمور تفوق ادراكه. هذا مع مراعاة ضرورة استخدام تعبيرات بطريقة قدسية تحفظ فكر المستمع نقيًا وطاهرًا وبسيطًا. 3- لما كانت هذه الحقائق تمس الحياة الإنسانية ذاتها لذا فإن عنصر الثقة في المربي له فاعليته الكبرى وأثره على حياة أبنائنا. فإن اكتشف المراهق في بدء حياته أن والديه قد خدعاه في تقديم بعض معلومات خاطئة أثناء طفولته. فلكي ينشأ المراهق في تربية جنسية سليمة يلزم أن يكسب الوالدان ثقته وصداقته منذ طفولته، يتدربا كيف يحاورانه بروح الحب والاعتزاز دون استخفاف بآرائه. 4- التربية الجنسية هي جانب من جوانب الحياة الإنسانية المتكاملة، ترتبط هذه التربية بحياة المربي الروحية. فكل مربٍ لا يحمل فكرًا روحيًا بنًاء يعجز عن تحقيق هدفه، لأنه يقدم معلومات مجردة قد تكون حقائق صادقة لكنها بلا روح ولا حياة. إن كان المراهق يحتاج إلى نعمة إلهية لمساندته على الحياة المقدسة، فدور المربي هو تقديم هذه النعمة المجانية متجلية في حياته، هذه التي يتحسسها المراهق ويتلامس معها ليعيشها هو أيضًا. المربي هو المثل العملي يراه المراهق ليتمثّل به عمليًا. 5- يليق بالمربي أن يدرك حقيقة رسالته، ألا وهو التوجيه والمساندة بالحب والصداقة، لا السيطرة وإصدار الأوامر. (علينا أن نعاون الفتى (أو الفتاة) في قيادة زورقه قيادة حكيمة، فليس لنا أن نأخذ عنه الدِفة والمجداف... علينا أن نساعده في استيضاح وجهته ونعهد إليه بالخرائط والبوصلة، ونلفت نظره إلى المعابر الخطرة ومواطن التهلكة (19)). إذ قام (20) J. McDowell بتبويب بعض إجابات المراهقين قدم لنا عدة فصول رائعة من كلمات المراهقين أنفسهم تكشف عن حاجتهم لتوجه والديهم بالحب والحكمة، جاء بعضها تحت عنواين: + "لتحبانني!" (ماما، بابا، إني محتاج أن أعرف أنكما تحبانني وتقبلاني). + "إصغيا لي!" (فقط تلما معي... إصغيا إليّ... حاولا أن تفهماني). + "لتثقا فيّ!" (محتاج أن أعرف أنكما تثقان فيّ وتصدقانني). + "تحدثا معي مبكرًا!" (تحدثا معي مبكرًا وبكثرة، إخبراني ما أنا محتاج أن أعرفه). _____ |
|