رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاحساس بصغر النفس عند الأطفال (1)
(الدكتور جيمس دوبسون عالم نفس ومُرشد في الحياة العائلية وتربية الأطفال- مؤسس منظمة التركيز على العائلة Focus on the Family). هناك أربعة معوقات شائعة تجعل طفلك يشك في قيمته كشخص حتى عندما يُحَب بعمق. أولاً: تبلُّد إحساس الوالدين: إن جسدي يقشعر عندما أرى أحد الوالدين وهو يحطم ثقة ابنه بنفسه عندما لاينتبهوا لما يقولونه في حضوره. لذلك فالشخص الحكيم هو الذي يدرك أن تقدير الانسان لذاته هو أكثر الصفات الانسانية القابلة للكسر، ومتى كُسرت فإن إعادة بنائها يكون صعباً للغاية. إن حساسية الوالدين يجب أن تكون مرهفة خاصة في الأمور التي تتعلق بالجمال الجسدي أو الذكاء، فهذان هما أكثر الموضوعات حساسية، والتي لا يمتلك الأبناء حصانة كافية ضدها، وهذا مايدفع الأهل لانتقاء برامج التلفزيون أو المجلات التي يهتم بها أبنائهم. الحساسية كلمة جوهرية وهي تعني التوافق مع مشاعر وأفكار طفلك، والاستماع إلى تعليقاته، ثم التصرف بطريقة تتناسب مع ما استخلصناه منهم. ثانياً: الارهاق والضغوط الزمنية: الأب يعمل في عدة وظائف أو لساعات طويلة، والأم ليس لديها دقيقة فراغ واحدة، فغداً مساء عندها ضيوف على العشاء، وليس لديها سوى الليلة لتجهيز الطعام، وترتيب المنزل وهي تعاني من صداع نصفي يؤلم رأسها، فتعد عشاء سريعاً لأطفالها، وعندما يأتي ابنها بورقة يطلب رأيها فيما رسمه، تلقي نظرة خاطفة عليها، وتهمهم بعبارات استحسان بينما ذهنها بكل تأكيد مشغولاً بأمر آخر. وفي طريقها تلاحظ اللعب المتناثرة في كل مكان، وقد سُكبت الألوان على الأرض.. وهنا تنفجر غاضبة وتصرخ في وجه ابنها بانفعال لدرجة تُشعره بالرعب. تُرى هل هذا هو المسلسل اليومي في حياتك؟ بالتأكيد الجواب عند الغالبية العظمى: نعم. لكن هل تعرفون من هو الخاسر الحقيقي بسبب أسلوب الحياة السريع هذا؟ إنه ذلك الطفل الصغير الذي يفتقد أباه طوال النهار، وعندما يعود يلاحقه للعب الكرة، لكن الأب يكون منهكاً، والأم مشغولة فيلجأ إلى جهاز التلفزيون ليجلس أمامه لساعات يشاهد أفلام الكرتون التي لاهدف لها. والسؤال الآن: لمَ كل هذه العجلة؟ ألا تعرف أن أبناءك سيكبرون سريعاً، وأنه لن يتبقى لك حينها سوى ذكريات مشوشة عن تلك السنين التي كانوا بحاجة فيها إليك؟ لذا لايصح إدراج الأطفال في جدول مزدحم، فالأمر يحتاج الكثير من الوقت لتصير أباً أو أماً مؤثراً لأطفال صغار. أنت تحتاج لوقت تقرأ لهم فيه كتباً جيدة. أو تلعب معهم، أو تستمع إليهم. إن الحياة المزدحمة تقود إلى الارهاق، والارهاق يقودنا إلى توتر الأعصاب، وهذا مايجعلنا غير مبالين، واللامبالاة يفسرها الطفل بأن والديه لايحبانه حقاً، ولا يقدران أهميته كشخص. ( يتبع..) |
|