البيت والثروة ميراث من الآباء
أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب ( أم 19: 14 )
ويستطرد الأستاذ تادرس فيقول :
واقعة أخري إبان حبرية البابا كيرلس. دعاني نيافة المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة ونقل إلي رغبة البابا كيرلس في ذهابي إلي مدينة الزقازيق لكي أصلح بين زوجين معروفين جدا للكنيسة، كان الخلاف تزداد حدته عندما يتدخل أحد بينهما، وكانا منفصلين (الزوجة عند أهلها والزوج في بيته) فقال لي البابا بيقول لك: روح وهو بيصلي وربنا يتمجد.
لم يكن لي إلا أن أطيع الأمر. ركبت القطار متجها إلي بلدة الزقازيق واكتشفت بمحض الصدفة أني فقدت محفظتي في زحام المحطة وبها كل النقود.. شل تفكيري كيف سأرجع إلي القاهرة مرة أخري وليس لي نقود أشتري بها التذكرة !! المهم وصلت إلي شقة الزوج قرعت علي الباب.. قدمت له نفسي وإني قادم من قبل الأنبا صموئيل، أدخلني الرجل وأخبرته إني قادم بخصوص المشكلة التي بينه وبين زوجته....
وجدت الرجل وديعا جدا ويرد بهدوء علي عكس ما وصفوه لي وقال: دي تعبتني جدا وأنا مش عارف أعمل أيه معاها !!.. قلت له أنا عايز أقابلها دلوقتي.. فرحب وقام بكل هدوء بتغيير ملابسه وقال لي هيا بنا إلي بيت أهلها وأثناء المسير تغير وتبدل وأبتدأ يعترف بأخطائه ويقول: إني أخطأت في حقها كثيرا وأسأت إليها، وأخذ يقر بعيوبه واحدة تلو الأخري ويبدي ندمه الشديد علي هذا السلوك.
" ثواب التواضع ومخافة الرب هو غني وكرامة وحياة " (أم 19: 14).
وصلنا إلي منزل أهلها وعندما فتحت الباب قالت له: " عايز إيه.. إيه اللي جابك ؟.. ومين اللي معاك ده ؟ فقال لها ده من طرف الأنبا صموئيل.. فتغيرت هي الأخري وقالت: أهلا.. أهلا تفضلوا.
عرفتها أن زوجها كان طول الطريق نادم علي تصرفه واعترف بخطئه.... توالت المفاجآت وقالت لا مفيش غلط ولا حاجة.. كلنا بنغلط.. أنا حالا سوف أرتدي ملابسي وأنزل معاكم.
لم يحدث أن تكلمنا في صلب المشكلة علي الإطلاق.. ولم نتطرق إلي المشكلة، والأغرب إنني حتي الآن لم أعرف سبب المشكلة !!
" بالحكمة يبني البيت وبالفهم يثبت، وبالمعرفة تمتليء المخادع من كل ثروة كريمة ( أم 24: 2).
وصلنا بيتهم وأكرموني تماما.. بدأت تظهر علي وجهي علامات القلق وأتذكر أني لا أملك أي نقود في جيبي.. وخرجت من عندهم الساعة التاسعة والنصف والقطار في العاشرة.. والأفكار تدور في رأسي !!
قلت له :
يابابا كيرلس يعني أنت باعتني أرجع الزوجة لبيتها وأنا مش عارف ارجع لبيتي.
" قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته " ( أم 16: 9).
لم يكن لي أي تصرف وأخذت أردد يارب اتصرف أنت.. وبينما أمر فوق الفلنكات ( شريط السكة الحديد ) شاهدت ورقة فئة العشرة جنيهات جديدة تماما ملقاة ولايراها أحد سواي رغم الزحام الشديد.
مددت يدي وأخذتها شاكرا الله وعناية البابا كيرلس ورجعت إلي منزلي مملوءا فرحا لأني تأكدت أن يد الله كانت تؤازرني بصلوات القديس العظيم البابا كيرلس السادس.
( سعيد هو الخادم الذي يتأهل بكلمة الله الذي يقتات منها كل القديسين لينطلق إلي مجاهل الأرض حاملا رسالة الفرح إلي أقوامها الذين لا تربطهم به سابق معرفة.)