رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهل نشعر بوجود الله حالا بها ، فنحترم بيته ووجوده!! بقلم أبونا بيسنتى جرجس : على رصيف كورنيش سياحى بالمدينة الجميلة سيدنى جلس ثلاثة من مواطنى أستراليا الأصليين ، يرتزقون بعزف الموسيقى البسيطة على مزمار (هورن ) ، ويقدمون عروضا شعبية من التراث . من بين العروض كانت هذه الفقرة التى إشتهروا بها ، وضع الثبات ، مكونين لوحة ثابته ، لا يطرفون العين ولا يرمشونها لفترات طويلة ، ويغيرون الوضع ببطء شديد غير ملحوظ وبحرفية عالية ، فإن عدت إليهم بعد ساعة قد تلاحظ ...بعض التغيير فى الصورة أردت إختبار قوة ثباتهم ، فتسللت خلفهم ولقط لى أحد الأصد...قاء بعضا من الصور معهم ، ثم تظاهرت بأننى أستغل وضع الثبات الذى إتخذوة وأمسكت بزجاجة المياه الخاصة بأحدهم وكأننى سأقوم بسرقتها ، ومضيت طريقى فعلا بضعة خطوات متباعدا ومنتظرا رد الفعل بأن يستوقفنى أحدهم أو يحاول أن ينادى منبها بإيقافى ، ولكن لم يفعل ، كان هدفهم الثبات وعدم الحركة ، فأعدت الزجاجة متعجبا . يفعلون هذا من أجل لقمة العيش ، أما عم " أبسخيرون " قرابنى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بإحدى قرى مصر فكان يفعل من أجل شعوره الكامل بحضور الله . لقد أصيب هذا القديس المعاصر ب " خراج " أثر حقنة ملوثة ، كان كهلا مسنا ، فلم يحتمل جسده الضعيف النحيل ، إرتفعت درجة حرارته جدا ، وإرتعش جسده ، ولكنه ظل أمينا لقانون صلواته لا يهملها أبدا . حاول الأصدقاء من شعب الكنيسة علاجه ، وأحضروا الطبيب لفتح الخراج وتنظيفه ، ولكنه كان كطفل صغير ، يبكى مرتعبا من فكرة الجراحة ، ويرفض بشدة ، وهنا تنبه أبونا الكاهن إلى فكرة : " هل تعلمون يا أحبائى أن عم أبسخيرون يحترم وقفة الصلاة جدا ، فلو عضه ثعبان وهو يصلى فى الكنيسة ، فلن يتحرك أبدا " هكذا قال أبونا لمحبى الرجل ، وفعلا ، أتوا بالطبيب ليلا ، وتسللوا إلى الكنيسة وعم أبسخيرون ممسكا بأجبيته مصليا صلاة نصف الليل ، لم يتحرك ولم يلتفت إليهم ، تقدموا ، ورفعوا ثيابه القروية البسيطة وهو منتصبا يصلى ، ولم يهتز الرجل ، بل إستمر مرددا مزاميره وكأنه تمثال ثابت ، إلا من دموع جرت على خديه غزيرة بعد أن شعر بالمؤامرة ، وهكذا تم فتح خراجة وتنظيفه . تذكرت قصة عم أبسخيرون التى حكاها لى والدى ، عن رجل كنا نسمعه يتكلم مع السيدة العذراء ونحن أطفالا ، وهو يخبز القربان ، وتذكرته وأنا أرى هؤلاء الأسترال فى ألعابهم وعروضهم من أجل لقمة العيش ، وقارنت بين إحترامهم للقمة عيشهم ، وبين ما نفعله نحن أثناء الصلاة ، وبكيت على حالنا فى الكنائس اليوم ، وهل نشعر بوجود الله حالا بها ، فنحترم بيته ووجوده!! |
|