رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثـق بـي !!! يقولها الرب لكَ في هذا الصباح.. فهل تستطيع؟ مشهد من فيلم تلفزيوني، شاهدتهُ منذُ حوالي السنتين، ومن ذلكَ التاريخ وحتى اليوم، ما زال الروح القدس يُذكِّرني فيه مرارًا عديدة، إلى أن جاء اليوم لكي أشارككم بهِ. يتلخَّص ذلكَ المشهد، بفتاة كانت في غرفة وإلى جانبها إحدى شقيقاتها على ما أذكر، ويقف وراءَها مباشرةً أبوها، وكان شخصًا كبيرًا في السن، قوي البنية، وكانت تلكَ الفتاة تمرّ في مشكلة كبيرة، أصابتها بالإحباط والفشل الشديدين، وكانت تبكي بكاءً مرًّا، وعلى ما يبدو أنَّ الجميع كانَ قد تخلَّى عنها. فتقدَّم منها أبوها، وقال لها: " لا تخافي، يُمكنك أن تعتمدي عليَّ بكل شيء، فقط ثقي بي ". وكانَ صوته جهوريًّا، ويدل على أنهُ شخص يُمكن الإعتماد عليه، وخرجت تلكَ الكلمات من فمه بطريقة، لا يُمكنك عند سماعها أن لا تثق بهِ. ثمَّ أخذها بينَ ذراعيه، وضمَّها إلى صدره، وكانت تخرج من عيونه إشارات توحي بأنهُ رجل جدير بالثقة، فارتسمَ على ملامح تلكَ الفتاة بعد أن سمعت من أبيها تلكَ تلكَ الكلمات، شعورًا عميقًا بالأمان والثقة بهِ.. وفجأة تكلَّم الروح القدس إلى قلبي قائلاً: " هل سمعت كلمات هذا الأب، كم هيَ جدِّية وواثقة؟ وهل رأيت ملامح هذه الفتاة التي توحي بالشعور بالأمان والثقة عندما قالَ لها أبوها هذه الكلمات وضمَّها إلى صدره؟ فهل تستطيع أن تُصدِّق وترى أنَّ الآب السماوي يقف إلى جانب كل واحد منكم عندما يمر بأي أزمة ليقول لهُ هذه الكلمات؟ وهل تستطيع أن تُلقي رأسك على صدره، وتثق فيه، وتشعر بالأمان بأنهُ سيفي بوعده، وسيُحقق كل ما يقوله لك؟ ". وتفاجأت أنهُ في أغلب الأحيان، لا أستطيع أن أرى الآب السماوي إلى جانبي عندما أمر في أزمات وضيقات مُعيَّنة، أو إن صادفَ ورأيتهُ يقف إلى جانبي، فالمشكلة تكون بأنني لا أستطيع أن أشعر بالأمان والثقة بهِ، بالقدر الذي يجعلني أطمئن بأنني أستطيع الإعتماد عليه في حلّ كل مشاكلي، وتعجبت كثيرًا من ذلك !!! لكن منذُ ذلكَ الحين، وكلما مررت بأي مشكلة، وشككت للحظة بأنَّ الرب بعيد عني، يأتي الروح القدس ويذكرني بتلك القصة، ويُبكِّتني قائلاً: " إن كان الآباء الأرضيين يقفون إلى جانب أولادهم عندما يمرون في محنهم، فكم بالحري الآب السماوي يقف إلى جانب أولاده عندما يمرون بمحن معينة "، وبالمختصر المفيد وفي هذا الصباح، أريد أن أنقل إليك سؤالاً موجهًا لكَ من الآب السماوي يقول: هل تثق بي؟ هل تثق بمن قال عنهُ الرب: " أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنهُ خبزًا يُعطيه حجرًا، وإن سألهُ سمكة يُعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تُعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه " (متى 7 : 9 – 11). نعم هل تثق بهِ؟ كلمة استخدمها الرب عدة مرات عندما كانَ على أرضنا هذه.. وأنا أريد أن أذكرك فيها في هذا الصباح، واثقًا أنَّ الروح القدس سيزرع في قلبك إيمان مختلف بهذه الكلمات، لكي تأتي بثمر جديد في حياتك، ثمر يُغيِّر حياتك من الحزن إلى الفرح.. من النوح إلى التسبيح.. من البكاء إلى الضحك.. من الخوف والقلق إلى الإيمان والثقة.. من العوز إلى البحبوحة.. من المرض إلى الشفاء.. من الإحباط والفشل إلى النجاح.. من الشك إلى اليقين... كلمات ربما قرأتها مرارًا كثيرة، وأصبحت بالنسبة لكَ مجرَّد عبارات تقرأها وترددها، لكن في هذا الصباح الروح القدس يقول لنا، أنَّ كلمة الله حيَّة وفعَّالة، وأمضى من كل سيف ذو حدِّين، ولو أعطيتها الفرصة اليوم فهيَ سوف تخترق إلى مفرق النفس والروح، لكي تُحرر نفسك من كل ما كانَ يمنعها من تصديق الله والثقة بهِ، لكي ترى آياته ومعجزاته تتحقق في حياتك من جديد.. اسمعهُ معي يُردِّد تلكَ الكلمة مرارًا عديدة: " وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحًا على فراش، فلمَّا رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: ثق يا بني، مغفورة لكَ خطاياك " (متى 9 : 2). " وفـي الليلـة التالية وقف بهِ الرب وقال: ثق يا بولس، لأنَّكَ كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا " (أعمال 23 : 11). " لأنَّ الجميع رأوه واضطربوا، فللوقت كلَّمهم وقال لهم: ثقوا. أنا هوَ، لا تخافوا " (مرقس 6 : 50). " قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام، في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم " (يوحنا 16 : 33). " وبينمـا هـو يتكلم جاءَ واحـد مـن دار رئيس المجمع قائلاً له: قـد ماتـت ابنتـك، لا تُتعب المعلّم. فسمـعَ يسـوع وأجابـه قائلـاً: لا تخف. آمن فقط (أو ثق) فهيَ تشفى " (لوقا 8 : 49 – 50). ثق يا أيها المفلوج.. ثق يا بولس.. ثقوا أيها التلاميذ.. ثق يا رئيس المجمع.. وماذا كانت النتائج؟ المفلوج شفي.. بولس شَهِدَ للرب في كل المسكونة وكان محميًا.. الريح هدأت ونجا التلاميذ من الغرق.. ابنة رئيس المجمع قامت من الموت.. أمَّا الآن فماذا عنكَ أنت؟ هل أنتَ مفلوج؟ أم مُهدَّد؟ أم رياح الضيقات تعصف عليك وتضرب سفينة حياتك؟ أم هناك موت في حياتك أو في حياة عائلتك؟ موت في كل ما تقوم به.. الحل واحد، ويتمحور كلهُ حول كلمتين صغيرتين في هذا الصباح: ثق به !!! نعم كلمتين فقط، لكنهما كالسمكتين اللتين وُضعتا بين يدي الرب يسوع، فتحولتا إلى أعداد كبيرة وأشبعت جموع كثيرة، وهاتين الكلمتين الصغيرتين " ثق به " إن وضعتهما فـي هـذا الصبـاح بين يدي الرب، ستتحولان إلى معجزات كبيرة تُشبع حياتك وحياة عائلتك، وحياة كل من هم حولك. والآن تعالَ معي لنتعلَّم من يسوع، ماذا فعلَ عندما أحاطت به مواقف وكلمات ضد الثقة والإيمان بعمل الله. عندما كان الرب ذاهبًا ليشفي ابنة رئيس المجمع، جاءَ قوم من بيت رئيس المجمع يقولون: " ماتت ابنتك، فلا حاجة إلى إزعاج المعلم. فتجاهلَ يسوع كلامهم، وقالَ لرئيس المجمع: لا تخف. آمن فقط (أو ثق) فهيَ تشفى " (مرقس 5 : 35 – 36). لاحظ معي ما فعلهُ الرب.. تجاهلَ كل الكلمات التي تعاكس الثقة والإيمان بعمل الله !!! وهذا هوَ المطلوب منكَ في هذا الصباح، لكي ترى المعجزة أو المعجزات التي تريدها، تتحقق في حياتك... تجاهل كل ما يُعاكس أو يُناقض وعود الله، وثق بهِ فقط.. هل يقول لكَ الأطباء لا مجال للشفاء من هذا المرض؟ هل تقول لكَ الظروف لا مجال للتخلُّص من هذه المشكلة؟ هل تقول لكَ الديون والأقساط المدرسية ومتطلبات المعيشة لا مجال للتسديد، فالأبواب مقفلة ووضع البلد صعب؟ هل يقول لكَ قيد النجاسة والزنى، أو قيد مشاهدة الأفلام الإباحية لا مجال للتحرر، لقد حاولت الكثير ولم تنجح، وستمضي كل عمرك كما أنت؟ هل يقول لكَ قيد التدخين والإدمان على الخمر أو الطعام بطريقة مؤذية لا مجال للتحرر؟ هل يقول لكَ قيد الحزن والإكتئاب وصغر النفس، والشعور بالذنب أو التقصير لا مجال للتحرر؟ هل يقول لكَ قيد القلق والخوف، ستمضي كل عمرك مرتعب، لا مجال للتحرر؟ هل يقول لكَ قيد الغضب والبغض وعدم الغفران، لا مجال للتخلص منَّا مهما فعلت؟ وهل.. وهل.. وهل.. هناك أمور كثيرة تقول لكَ لا مجال؟ المطلـوب أن تفعـل كما فعلَ يسوع " تجاهل " كل هذه الكلمات التي يأتي بها إليك إبليس أو إنسانك العتيق، واسمع كلمة الرب لكَ في هذا الصباح يقول كما قالَ لرئيس المجمع: " لاتخف، ثق بي فقط ". واكمِلْ المشوار معهُ لتصل إلى مكان الموت، وتَمسَّك بالرب، والقِ رأسك على صدره، واثقًا بهِ، مطمئنًا لما سيقوم به، وانظر إليه يمد يده، ويقيم من الموت كل ما قد مات في حياتك أو حياة عائلتك، كما مدَّ يده منذ ألفي سنة وأقام تلكَ الفتاة التي ماتت، واسمع كلماته القوية التي ما زالت تُدوِّي في الأرض والسماء: " طليثا قومي.. يا صبية أقول لكِ قومي "، ودع قوة هذه الكلمات، مصحوبة بمسحة جديدة في هذا الصباح من قوة الروح القدس، الذي جاء لينقل لكَ ما فعله يسوع، نعم دعها تُزلزل كل قوة مُعاندة من العدو تقف في وجه ثقتك وإيمانك بالرب، لترى يده الجبارة تُحرِّك الكون كله، وتُغيِّر الظروف والأوقات والأزمنة من أجلك أنتَ فقط، لأنه يحبك ويريد كل الخير لكَ، ولأنه لديه للموت مخارج، فقط ثق به !!! وأخيرًا مقارنة مفيدة.. واستنتاج مفيد.. أثق أنهما سيغيران حياتك، لكي تغدو واثقًا كل الثقة بمن أحبك ومات من أجلك.. كنتُ أتساءَل مرارًا عديدة، وقد تكون مثلي تساءَلتَ مرارًا عديدة في المواقف نفسها.. قد تقع في مشكلة مُعيَّنة، فتذهب إلى أشخاص مقتدرون تثق فيهم، وتطرح عليهم مشكلتك، فتسمع منهم كلمات مطمئنة تعدك بأنك تستطيع الإتكال عليهم، لأنهم سيسددون احتياجك مهما كان، فتعود إلى بيتك والقلق والخوف قد رحلا، فتنام مطمئنًا وواثقًا بأن مشكلتك قد انتهت، وهذا ما حصل مع تلكَ الفتاة عندما سمعت كلام أبوها المطمئن.. لكنَّ العجيب في الموضوع، هوَ أنهُ كيفَ يُمكن لكلام بشر أن يزرع فينا الطمأنينة ويُزيل من قلوبنا الخوف والقلق والهمّ، بينما كل وعود الله وكلامه لنا لا يمكنها أن توقف خوفنا وقلقنا، مع العلم أنهُ لو قارنَّا أي شخص مهما علا شأنه، ومهما كبرت إمكانياته، بالله، لوجدناه أنهُ لا شيء، ولو قارنَّا محبة الكون كلها بمحبة من ضحىَّ بابنه الحبيب من أجلنا ونحنُ ما زلنا خطأة بعد، لوجدنا محبة الكون تلكَ نفاية، لكننا بالمُقابل، نثق بالمخلوق ولا نثق بالخالق !!! وهذا ما يجرح قلب الرب، ولهذا جاءت الكلمة لتقول أنهُ دون إيمان لا يُمكن إرضاؤه.. لكن الكلمة تقول أيضًا أن الرب: " لا يُعاملنا حسب خطايانا ولا حسب ذنوبنا يُجازينا. كارتفاع السماء عن الأرض ترتفع رحمتهُ على خائفيه. كبُعد المشرق من المغرب يُبعد عنَّا معاصينا. كرحمة الأب على بنيه يرحم الرب أتقياءَهُ، لأنهُ عالمٌ بجبلتنا ويذكر أننا ترابٌ " (مز 103 : 10 – 14). الآية المفتاح في هذا المقطع: الله يعرف جبلتنا ويذكر أننا تراب، ويعرف أننا بشر نميل دومًا إلى تصديق الأمور التي نراها بأعيننا ونلمسها بأيدينا ونسمعها بآذاننا، ويصعب علينا تصديق ما لا نراه بأعيننا وما لا نلمسه بأيدينا وما لا نسمعهُ بآذاننا.. لكنَّ الخبر السار في هذا الصباح، أنَّ الرب العالم بكل هذا لم يقف مكتوف الأيدي تجاه هذا الواقع، بل أمَّنَ لنا كل ما نحتاجهُ قبل أن يُطلق كلماته الأخيرة علـى الصليب قائلاً: " قد أُكمل ". قالَ الرب يسوع لتلاميذه عندما كانَ على هذه الأرض: " فمتى جاءَ روح الحق أرشدكم إلى الحق كله، لأنهُ لا يتكلم بشيء من عنده، بل يتكلم بما يسمع ويُخبركم بما سيحدث. سيمجدني لأنهُ يأخذ كلامي ويقوله لكم. وكل ما للآب هوَ لي، لذلكَ قلتُ لكم: يأخذ كلامي ويقولهُ لكم " (يوحنا 16 : 13 – 15). تأمل معي بدقة بكلمات الرب، قال لتلاميذه مرتين، أنَّ الروح القدس سيأخذ كلام الرب ويقوله مجددًا للتلاميذ، ويقوله لنا في هذه الأيام، مع أنَّ الرب قال للتلاميذ الكلام الذي أراد أن يقوله لهم، وأعطاهم كل الوعود، وعندما جاءَ الروح القدس إلى أرضنا بعد صعود الرب، لم يأتِ بأي كلام جديد، بل فقط كانَ يقول لنا كلمات الرب، فلماذا؟ وبعد كلام الرب، جاءَ الرسول بولس ليقول لنا أيضًا: " وما نلنا نحنُ روح هذا العالم، بل نلنا الروح الذي أرسلهُ الله لنعرف ما وهبهُ الله لنا. ونحنُ لا نتكلم عليها بكلام تعلمهُ الحكمة البشرية، بل بكلام يُعلِّمه الروح القدس " (1 كور 2 : 13). أيضًا الروح جاءَ ليُخبرنا ما نلناه من الله، بالرغم من أنَّ كل هذا مُدوَّن لنا في كلمة الله الموجودة بين أيدينا، فأيضًا لماذا؟ جوابنا جميعًا في المزمور 103، الذي أدرجنـا منـهُ ما نحتاجه من كلمات: " لأنهُ عالمٌ بجبلتنا ويذكر أننا ترابٌ ". نعم الرب يعلم بجبلتنا، ويذكر أننا تراب، لا نستطيع أن نفهم ونصدق ونثق بكلماته ووعوده لنا، فنأتي إليه وننال كل ما نحتاجه، ولأنهُ عالم بجبلتنا هذه، ولأنه جُرِّبَ في كل شيء، ولأنهُ يرثي لضعفنا، أرسل لنا الروح القدس لكي يُخبرنا ويُذكِّرنا بما قاله الرب، وبما يقوله لنا كل يوم، ولكي يُساعدنا أن نثق بالرب ونؤمن به، فتتحقق كل وعوده في حياتنا... أحبائي: الحرف يقتل لكنَّ الروح يُحيي. قد تكون سمعت عظات كثيرة، أو قرأت كتب ومقالات روحية كثيرة، تفوق بعددها المئات، وكلها تدعوك للإيمان بالله وبوعوده والثقة به، وقد تكون جاءت بعدها ظروف وحروب وضغوطات، أصابتك بالإحباط والفشل، ولم ترَ أي شيء من وعود الله يتحقق في حياتك حتى الآن.. وقد تكون أصبحت كمريض بركة " بيت حسدا "، مضى على معاناتك ثمانية وثلاثين عامًا، لكنَّ الوضع لم يتغيَّر، وقد أصبحت كل دعوة موجهة إليك للإيمان بوعود الله والثقة بهِ، دعوة ثقيلة ومُرهقة، لم تعد تعيرها أي انتباه بسبب كل الفشل والإخفاق الذي عانيت منهما.. لكن في هذا الصباح أنا أدعوك ولمرة بعدْ.. لمرة بعدَ أن قرأت هذا الكلام، وعرفت أننا بشر ضعفاء، تراب، ميالين أن نُصدق ما نرى وما نلمس، وميالين أن نرفض ما لا نرى وما لا نلمس، نعم نحن تراب، لكن الرب يقول لكَ اليوم أنا عالم بجبلتك، وعالم أنكَ تراب، ولا يُمكنك بقوتك أن تثق بي، ولهذا أرسلت لكَ الروح القدس لكي يقول لكَ ما قاله يسوع، ويذكرك كما يذكرك في هذا الصباح بكل ما وعدتك به، ويساعدك من جديد أن تثق بي.. أعطه الفرصة ولو لهذه المرة.. وكما فعلَ الرب يسوع، تجاهل.. تجاهل.. تجاهل.. كل ما قالته لكَ الظروف المُعاكسة لكلمة ووعود الرب.. واسمعه وتحت مسحة من الروح القدس، الجاهز اليوم خصيصًا لينقل لكَ كلمات الرب.. نعم اسمعهُ يقول لكَ: " لاتخف. ثق بي فقط.. "، واكمِلْ اليوم برفقة الروح القدس الرحلة مع الرب، لتصل معه وسط الجموع والحشود التي تعيق مسيرتك ربما.. تصل معهُ إلى مكان الموت الموجود في حياتك.. إلى الغرفة الساكن فيها هذا الموت.. وربما تكون هذه الغرفة مقفلة لم تعد ترغب بفتحها.. لا بأس افتحها اليوم ليدخل الرب إليها ويصـرخ فـي داخلهـا: " طليثا قومي.. يا صبية أقول لكِ قومي "، وترى نفسك تقترب من صدره من جديد، تُلقي رأسك عليه، تطمئن لوعوده، وتثق بأنه وحدهُ القادر والذي يريد أن يحلّ كل مشاكلك مهما كانت.. فتنعم بسلام عميم لم تختبره من قبل.. لا تتأخر عن القيام بذلك ولو لمرة بعد.. قُمّ وتشجع وقل له في هذا الصباح: " أثق بكَ ". |