رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" وبعدَ ذلكَ دخلَ موسى وهرون وقالا لفرعون: هكذا يقول الرب إله إسرائيل أَطلِق شعبي ليُعيِّدوا لي في البرية، فقالَ فرعون: من هوَ الرب حتى أسمع لقوله فأُطلق إسرائيل، لا أعرف الرب وإسرائيل لا أُطلقهُ " (خروج 5 : 1 – 2). هذا هوَ قصد الله لشعبه منذُ البداية. أطلق شعبي.. أحببت اليوم أن نتأمَّل معًا بموضوع هام للغاية، وهوَ موضوع القيود التي تُرهق وتُتعب كافة المؤمنين، وتستنزف طاقتهم، وتُعطِّل عليهم الحياة المُفرحة التي أرادها الرب لكل أولاده، كما تُعطِّل ٱستخدامهم. قال الرب لفرعون أطلق شعبي ليُعيِّدوا لي في البريَّة... إنَّ قصدْ الله الأوَّل من إطلاقنا من قيودنا، من العبودية، أن تكون أيامنا، أعياد وأفراح، حتى ولو كنَّا نمرّ في برية إعدادنا للخدمة، فالبرية التي يقودنا إليها الرب أحيانًا، لكي يُعدَّنا، يُنقِّينا ويُدرِّبنا، ليست هيَ القيود، فالرب يسوع المسيح، قادهُ الروح إلى البرية قبلَ بدء خدمتهُ، لكنهُ لم يكن لديه قيود... بل حتى ولو كنَّا في هذه البرية، التي سنزورها مرارًا كثيرة ما دمنا في هذا الجسد، ينبغي أن تكون أيامنا أعياد مُفرحة، دون قيود ودون أحمال، هذا هوَ قصد الله لكل أولاده. دع هذه الكلمات تنغرس في داخلك، لكي تُطالب الله بحقوقك في المسيح، غير خائف أو مُعتبر وكأنَّ الله غير مهتم بأن يُحرِّرك من كل قيودك ويُطلقك، أو ليست مشيئتهُ لكَ أن تكون مُحرَّرًا بصورة كاملة ودائمة. وقصد الله الثاني، أن يُحرِّرك من كل قيودك وأحمالك، لكي لا تتعطَّل خدمتك، في حقل الله، لأنَّ فرعون ولما عرف أنَّ الشعب يطالبون بإطلاقهم، طلب من مُسخِّريهم أن يزيدوا عليهم الأثقال والأعمال حتى لا يعودوا يُطالبون بالذهاب لكي يعبدوا الرب إلههم. كثير من الأثقال، وكثير من القيود، تمنعك من الإنشغال بعمل الله، ويكون عندها إبليس قد حقَّقَ هدفهُ المزدوج: - قلـق، خـوف، ٱكتئـاب، خطايا جنسية، محبة المال، خطايا مُتكررة، إدمان بمختلف انواعه (كحول.. سجائر..)، وإلى ما هنالك من قيود أخرى يعرفها كل واحد منَّا، تأتي على حياتك بالتعب والإرهاق، وتمنعك من التمتُّع بالحياة مع الله. - تعطيلك عن خدمة الرب. وعدونا إبليس، عدو شرس، قوي، سيتمسَّك فينا بقوة، ويرفض إطلاقنا، لأنهُ يكرهنا ولا يريدنا أن نتمتَّع بكل ما أعدَّهُ الله لنا، ويخاف منا إن تحررنا أن نُستخدم من الله، ونعمل مع الله لامتداد ملكوته وتقويض مملكة الظلمة. ألله لم يُنكر أنَّ إبليس قوي. لكنَّ الخبر السار في هذا الصباح هوَ: " هكذا قال رب الجنود: أنَّ بني إسرائيل وبني يهوذا معًا مظلومون وكل الذين سبوهم أمسكوهم، أبوا أن يُطلقوهم، لكنَّ فاديهم قوي، رب الجنود ٱسمه، فهوَ يتولَّى دعواهم ليُريح الأرض ويُزعج سكان بابل، سيف على الكلدانيين يقول الرب وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حُكمائها، سيف على المُخادعين فيصيرون حمقjى، سيjف علـى أبطالهـا فيرتعبـون... لأنَّ إسرائيل ويهـوذا ليسا بمقطوعين عن إلههما، عن رب الجنود، وإن تكن أرضهما ملآنة إثمًا على قدوس إسرائيل " (إرميا 50 : 33 - 55 : 5). نعم، إنَّ إبليس يُمسك بنا بقيود كثيرة، وأثقال كثيرة، ويرفض أن يُطلقنا، لكـــن... فادينا قوي، رب الجنود ٱسمهُ، وكما أزعجَ فرعون وسكان مصر، بضربات كثيرة، وكما أزعجَ سكان بابل والكلدانيين، سيُزعج إبليس، ويضربه بالسيف، لكي يُطلقنا، لأننا كما كان شعب الله، غير مقطوع عن إلهه بالرغم من كل معاصيه، فنحنُ أيضًا لنا وعد بأننا لسنا يتامى، ولو كانَ لدينا معاصٍ كثيرة، فالرب يُريد أن يُطلقنا ويُتلف النير عن أكتافنا... إن نحنُ تجاوبنا مع رسالته لنا في هذا الصباح، وأقبلنا إليه، صارخين لهُ لكي يُريحنا من أحمالنا، فهوَ الذي قالَ: " تعالوا اليّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، إحملوا نيري عليكم وتعلمّوا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم، لأنَّ نيري هيِّن وحملي خفيف " (متى 11 : 28 – 30). عندما تأتي إليه، واثقًا بمحبته لكَ، بقصده نحوك، وبقدرته، سيُزيل عنك كل نير غريب، ويضع عليكَ نير واحد، نيرهُ هوَ، الذي يقول الرب عنهُ أنهُ هيِّن وخفيف، لأنه سيكون معك تحت هذا النير، وهوَ من سيحمل هذا النير فلا تشعر أنتَ بثقله. لكــــن... بالإضافة إلى ثقتك بمحبته وبقصده وبقدرته على إتلاف كل نير يُتعبك ويُرهقك، ينبغي أن يكون داخلك إصرار جدِّي وحقيقي وعملي، بأنك فعلاً تريد أن تتحرَّر من كل قيد ونير وحمل ثقيل. لاحظ معي هذه الكلمات التي قالها موسى لفرعون عندما طالبهُ بإطلاق الشعب: " فتذهب مواشينا أيضًا معنا، لا يبقى ظلف... " (خروج 10 : 26). رفضَ موسى أن يبقى ظلف واحد من أظلاف المواشي في أرض مصر، أرض العبودية، والأثقال والقيود. وهكذا نحن، ينبغي أن يرى الرب إصرارًا في قلوبنا، أننا فعلاً نريد أن لا يبقى قيد واحد في حياتنا، ولو كانَ بقدر ظلف، أو ثعلب صغير... كلمات معبِّرة قالها العريس لعروسته التي ترمز إلى كل واحد منا وإلى الكنيسة: " حوِّلي عنِّي عينيك، فإنهما قد غلبتاني... " (نشيد الأنشاد 6 : 5). عندما تُصرّ على الرب لكي يُحرِّرك، وتُركِّز عينيك عليه بإصرار، ستسمعهُ يقول لكَ، حوِّل عينيك عنِّي لقد غلبتني، وسوفَ تراه يصنع لكَ خصيصًا معجزات وآيات لم يصنعها لأحد من قبل، لكي يُطلقك ويُحرِّرك، ويُتلف النير الذي يُرهق أكتافك، لذا فأنا أدعوكَ في هذا الصباح، أن تغلب الرب بتركيز عينيك عليه، قـل لـهُ: " جمهور كبير، يُحاصرني، قيود كثيرة وقاسية، أحمال ثقيلة سلبت فرحي في الحياة معك ومع عائلتي، وعطَّلتني عن الإستخدام، ولستُ أعلم ماذا أفعل، لكـن نحــوك عينيَّ "، كما فعل يهوشافاط، وسترى جحافل الأعداء التي تُحاصرك وتُقيِّدك، وتُتعبك، تتقاتل مع بعضها البعض، فلا يبقى منها أحد، وتُفتِّش في الأيام التي تلي، عنها فلا تجدها: " لا تخف لأني معك، لا تتلفَّت لأني إلهك، قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري، أنهُ سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك، يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون، تفتش على منازعيك ولا تجدهم، يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم، لأني أنا الرب إلهك المُمسك بيمينك القائل لكَ لا تخف أنا أعينك ". (إشعياء 41 : 10 – 13). هل لاحظتَ هذه الكلمات، كلا شيء يكون محاربوك القدماء، تُفتِّش عليهم فلا تجدهم، لأنَّ الرب أمسكَ بيمينك وأخرجك من أرض مصر، أرض العبودبة، أرض الظلم، والسخرة، والأحمال والقيود. فقط ركِّز عينيك على الرب، وليكُن في قلبك إصرار وجديَّة، بأنك تريد التحرر من هذه القيود، غير متمسك بأي واحدة منها !!! وأخيرًا... تنبيه هام للغاية أيضًا. إن لم تتحرَّر بصورة فورية من كل قيودك هذه، لا تفشل أبدًا، ولا تعتقد أنَّ الرب غير مهتم لأمرك. لأنَّ هناك قيود كثيرة، قد مضى عليها في حياتك وقت كثير، وقد أصبحت كحصون قوية، وهيَ تحتاج إلى وقت، وإلى تعاملات خاصة من الله. تقول كلمة الله: " وسارَ بكَ في البرية الشاسعة المخيفة، حيثُ الحيَّات الهرمة المُسنَّة... " (تثنية 8 : 15). نعم فهناك، حيَّات هرمة ومُسنَّة، مضى عليها وقت طويل، حتى أصبحت مُسنَّة، وقد تحتاج إلى وقت، لتتخلَّص منها، كما تقول كلمة الله أيضًا: " إذا حاصرتَ مدينة أيامًا كثيرة مُحاربًا إياها لكي تأخذها... " (تثنية 20 : 19). بمـا معنـاه أنـهُ هنـاكَ مدن أو قلاع محصَّنة وقوية قـد تحاصـرها لوقت قبل أن تتمكَّن مـن ٱحتلالها، هـذا الكلام الرمزي لهُ معنى ومغزى روحي، فهذه القيود القديمة، تحتاج إلى حصار لمدة معينة، ثم تسقط، ولا بدَّ أن تسقط، لأنَّ رب الجنود معنا، فليُعلِّمك الروح القدس تكتيك الحروب مع العدو، لترى كل المدن والقلاع المحصنة تسقط الواحدة تلوَ الخرى، كما حصلَ بسور أريحا، لأنهُ لا يعسر أمر على الرب، إنما وأعود وأكرِّر، ينبغي أن يكون في قلبك، صدق وإصرار عملي بأنك ترفض بقاء أي قيد أو أي عادة سيئة في حياتك، وتريد وتكافح وتُركِّز عينيك على الرب لكي يُحرِّرك... يقول الرسول بولس هذه الكلمات المُعبِّرة: " لأننا وإن كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نُحارب، إذ أسلحة مُحاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر الى طاعة المسيح، ومستعدِّين لان ننتقم على كل عصيان، متى كَمُلَتْ طاعتكم " (2 كور 10 : 3 – 6). إذًا كما سبقَ وذكرنا بعض الآيات من العهـد القديم، التي تؤكِّد وجود مدن محصنة، وقلاع، وحيَّات هرمة ومُسنَّة، ها هوَ الرسول بولس يؤكِّد لنا في العهد الجديد، وجود حصون في حياتنا ينبغي هدمها، والذي سيهدمها هوَ نحن مستعينين بقوة الرب، لأن أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله، ويتم هذا عندما نُبرهن لله أننا نريد ونُصرّ، وذلك من خلال طاعتنا الكاملة والصادقة والمُصرَّة لهُ. ويوضح بولس الصورة أكثر عندما يقول أيضًا: " كل الأشياء تحلُّ لي لكن ليس كل الأشياء تُوافق، كل الأشياء تَحلُّ لي لكن لا يتسلَّط عليَّ شيء " (1 كور 6 : 12). يرتقي بولس هنا إلى درجة أعلى، ليُخبرنا عمَّا ينبغي أن تكون عليه حياة المؤمنين، المدعوين لخدمة الرب، أولاد الله. كل الأشياء تحلّ لنا، وبالطبع لم يقصد بولس كل الأشياء بالمُطلق، لأنَّ الزنا والسرقة والقتل والكذب و... لا يحلّ لنا قطعًا، لكـن الأشيــاء العاديـة المسموحة، مثل الطعام، النوم، مشاهدة التلفاز وأي نشاطات أخرى مشابهة، لكـــن... حتى هذه الأشياء لا يجب أن تتسلَّط علينا وتصبح قيدًا مؤذيًا في حياتنا، لا نستطيع العيش من دونها أو التوقف عنها... أحبائي: دعوة واضحة من الرب لنا في هذا الصباح، يريد أن يرانا أحرار من كل قيود وأثقال تُرهقنا، تُتعبنا، تسلب فرحنا، وتُعطِّل ٱستخدامنا من قبل السيد. دعوة لكل واحد منا، وبقيادة الروح القدس لإجراء جردة دقيقة على ضوء كلمته لنا في هذا الصباح، ليكتشف ما هيَ القيود والأحمال التي تُرهقهُ، تسلبه فرحه ونومه ربما، وتُعطِّل ٱستخدامهُ من قبل السيد، ودعوة لموقف قلب صادق ورافض لبقاء هذه القيـود فـي حياتنا، حتى التي تبدو أنها تحلّ لي كما قالَ بولس، وصرخة كصرخة موسى " لا يبقى ظلف واحد في أرض العبودية "، ودعوة لطاعة كاملة للرب تُعطيه الحرية لتحريرنـا من كل قيودنا، وإصرار من كل قلبنا وتركيز لعيوننا على الرب حتى ترغمه أن لا يهدأ قبلَ أن يراك مُتحرِّرًا، مُنطلقًا، حتـى لو كنتَ في البرية، تحيا أيامك كأعياد دائمة مُفعمة بالفرح، فرح الرب. وتصرخ أخيرًا: حرَّرتني... أطلقتني. |