خطايا اللسان
اللسان عضو صغير جدًا في جسم الإنسان, ولكن ما أضخم خطاياه التي لا تتناسب مطلقًا مع حجمه. ولذالك قال احد القديسين:
"كثيرًا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي فما ندمت قط".
فما هي خطايا اللسان اذن؟ وما مدى خطورتها حتى يندم الإنسان عليها.
أول خطورة للسان هي أن خطاياه نابعة من القلب. فالقلب الطاهر لا يلفظ سوى ألفاظ طاهرة. أما ما في القلب من خطايا, فهذه يكشفها اللسان. ولهذا يعرفون طبيعة الإنسان من ألفاظه, فلغته تظهره...ولهذا فإن خبراء السياسة -إذا أرادوا أن يعرفون بواطن إنسان- يتركونه يتكلم, وكلامه يكشفه, فيحكمون عليه.
ثاني خطورة للسان هي أن الكلمة التي تخرج منه, لا يستطيع مطلقًا أن يسترجعها. لقد حُسبت عليه..
فإن حدث ذات مرة, وزلف لسان إنسان, فجرح شعور صديق له بكلمة لا تليق.فإنه -مهما ندم على قوله- فإن تلك العبارة قد حسبت عليه, وربما لا ينساها له ذلك الصديق! مادام الأمر هكذا, فليحترس الإنسان في كل ما يقوله. وخير له أن يزن كل لفظ قبل أن ينطق به.. ويحاسب نفسه على كلامه قبل أن يحاسبه الناس علية ..
والأمر الثالث في خطورة اللسان, هو أننا سوف نقدم لله حسابًا في يوم الدين عن كل كلمة بطالة خرجت من أفواهنا.
فملكوت الله يُشترط في الذين يدخلونه أن يتصفوا بعفة اللسان وعفة الألفاظ. إذن أليس هو تدريبًا نافعًا جدًا أن ندرب أنفسنا على عفة الألفاظ ، وأن نراجع أنفسنا من جهة نوعية كلماتنا, وننقيها من كل كلمة موشية غير مهذبة... وكيف يكون ذالك؟
نبعد أولًا عن الكذب بكل أنواعه:
أي كل ما لا يتفق مع الحق والصدق. وربما من بين هذا أيضًا بعض أنصاف الحقائق التي لا تعطى صورة دقيقة عن الصدق والواقع. وأيضًا كلام المبالغة الشديدة التي تصوّر الأمور بغير واقعها. وما يتحايل البعض على تسميته بالكذب البريء, بينما هذه العبارة أيضًا غير بريئة, لأنه لا توجد أنواع من الكذب مقبولة على الإطلاق.. ومنها أيضًا عبارات المديح الزائد, والنفاق والرياء. من هنا ينبغي الحرص في مراعاة الدقة في كل ما يقوله الإنسان. وبهذا يصبح موضع ثقة من الناس.ثانيًا: البعد عن إهانة الآخرين او جرح مشاعرهم:
سواء باللفظ , أو الكتابة, أو بالدسّ والوقيعة والنميمة والغيبة. والاغتياب هو أن يتحدث الشخص بالسوء على أحد الناس في غيبته, مما لا يجرؤ أن يقوله في حضرته. وعلى العموم فإن الخوض في سيرة الآخرين والحديث عن سلوكهم والتعليق عليه, هو من الخطايا الشهيرة التي يقع فيها غالبية الناس, ويجدون وسيله لقضاء الوقت وللتسلية!!
ومن الخطيئة في العلاقات الشخصية العتاب المرّ القاسي, الذي يجرح الشعور, والذي يقصده الشاعر بقولة:
ودَعْ العتابَ فربّ شر كان أوله العتاب
إن كان الأمر هكذا, فماذا نقوله إذن عن عبارات السبّ واللعن التي يحكم عليها القانون، أو عبارات السب المغطاة التي لا يطولها القانون، ولكنها تطولها أفهام الناس ومشاعرهم فتتأذى؟!
من أخطاء اللسان أيضًا عبارات الغضب والنرفزة:
هذه التي لا يضبط فيها الشخص أعصابه, فتخرج الألفاظ منه جارحة مؤلمة مهينه, إلى جانب منظرة وهو غاضب الذي لا يقل عن ألفاظه في الإثارة. كما أن علو الصوت الصاخب لا يليق أيضًا, وكذالك حدّة العبارات وقساوتها. نعم, ما أكثر الأخطاء التي يقع فيها الإنسان في ساعة غضبه, والتي ربما يندم عليها حينما يهدأ , ولكن بعد فوات الفرصة يضاف إلى هذا ما يقوله أحيانًا في غضبه من عبارات التهديد والوعيد!
من أخطاء اللسان أيضًا الثرثرة والحديث في التافهات...
إن الله قد خلق اللسان لأجل فوائد معينة ورسالات يقوم بها, وليس لكي يستخدمه فيما لا يفيد أحدًا بل قد يفدّ!
ومن أمثلة الثرثرة الإطالة المملة في الحديث مما يتعب الأعصاب.. ومن أخطرها الحديث في التليفون في أوقات غير مناسبة, وفي موضوعات لا تهم السامع في شيء. ومحصلتها كلها هي إضاعة الوقت...
ومن أمثلتها كذلك, الفكاهات البذيئة التي لا تتفق مع الأخلاق في شيء.. وكذلك عبارات المزاح الرديء.
كذلك من أخطاء اللسان ), استخدامه في اللهو والعبث...
كأن يقضى الإنسان وقت فراغه في بعض الأغاني البطالة التي قد يكون لها تأثير سيء على خلقه, أو يقضى الوقت في كلام العبث مع أصدقائه, ويظن هذا لونًا من التسلية, ولكنها تسلية ضارة... وإذا لا يجد شيئًا يشغل به وقته, فإنه يشغله بإضاعة وقت الآخرين..!
* ومن أخطاء اللسان أيضًا, كلام الافتخار والتباهي.
والأجدر بالإنسان أن يمدحه الآخرون على ما يفعله من خير, لا أن يمدح هو نفسه ويتباهى بما قاله أو ما فعله. وغالبًا ما يكون سماع كلام الافتخار ممقوتًا من الناس، وبخاصة إذا أطاله...
من هذا كله يتضح أن خطايا اللسان ضارة بمن يقولها, وضارة بمن يسمعها. وهكذا فإن العقلاء قد فضلوا الصمت. وما أجمل قول سليمان الحكيم:
"إذا صمت الجاهل يُحسب حكيمًا".
اللسان عضو صغير جدًا في جسم الإنسان, ولكن ما أضخم خطاياه التي لا تتناسب مطلقًا مع حجمه. ولذالك قال احد القديسين:
"كثيرًا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي فما ندمت قط".
فما هي خطايا اللسان اذن؟ وما مدى خطورتها حتى يندم الإنسان عليها.
أول خطورة للسان هي أن خطاياه نابعة من القلب. فالقلب الطاهر لا يلفظ سوى ألفاظ طاهرة. أما ما في القلب من خطايا, فهذه يكشفها اللسان. ولهذا يعرفون طبيعة الإنسان من ألفاظه, فلغته تظهره...ولهذا فإن خبراء السياسة -إذا أرادوا أن يعرفون بواطن إنسان- يتركونه يتكلم, وكلامه يكشفه, فيحكمون عليه.
ثاني خطورة للسان هي أن الكلمة التي تخرج منه, لا يستطيع مطلقًا أن يسترجعها. لقد حُسبت عليه..
فإن حدث ذات مرة, وزلف لسان إنسان, فجرح شعور صديق له بكلمة لا تليق.فإنه -مهما ندم على قوله- فإن تلك العبارة قد حسبت عليه, وربما لا ينساها له ذلك الصديق! مادام الأمر هكذا, فليحترس الإنسان في كل ما يقوله. وخير له أن يزن كل لفظ قبل أن ينطق به.. ويحاسب نفسه على كلامه قبل أن يحاسبه الناس علية ..
والأمر الثالث في خطورة اللسان, هو أننا سوف نقدم لله حسابًا في يوم الدين عن كل كلمة بطالة خرجت من أفواهنا.
فملكوت الله يُشترط في الذين يدخلونه أن يتصفوا بعفة اللسان وعفة الألفاظ. إذن أليس هو تدريبًا نافعًا جدًا أن ندرب أنفسنا على عفة الألفاظ ، وأن نراجع أنفسنا من جهة نوعية كلماتنا, وننقيها من كل كلمة موشية غير مهذبة... وكيف يكون ذالك؟
نبعد أولًا عن الكذب بكل أنواعه:
أي كل ما لا يتفق مع الحق والصدق. وربما من بين هذا أيضًا بعض أنصاف الحقائق التي لا تعطى صورة دقيقة عن الصدق والواقع. وأيضًا كلام المبالغة الشديدة التي تصوّر الأمور بغير واقعها. وما يتحايل البعض على تسميته بالكذب البريء, بينما هذه العبارة أيضًا غير بريئة, لأنه لا توجد أنواع من الكذب مقبولة على الإطلاق.. ومنها أيضًا عبارات المديح الزائد, والنفاق والرياء. من هنا ينبغي الحرص في مراعاة الدقة في كل ما يقوله الإنسان. وبهذا يصبح موضع ثقة من الناس.ثانيًا: البعد عن إهانة الآخرين او جرح مشاعرهم:
سواء باللفظ , أو الكتابة, أو بالدسّ والوقيعة والنميمة والغيبة. والاغتياب هو أن يتحدث الشخص بالسوء على أحد الناس في غيبته, مما لا يجرؤ أن يقوله في حضرته. وعلى العموم فإن الخوض في سيرة الآخرين والحديث عن سلوكهم والتعليق عليه, هو من الخطايا الشهيرة التي يقع فيها غالبية الناس, ويجدون وسيله لقضاء الوقت وللتسلية!!
ومن الخطيئة في العلاقات الشخصية العتاب المرّ القاسي, الذي يجرح الشعور, والذي يقصده الشاعر بقولة:
ودَعْ العتابَ فربّ شر كان أوله العتاب
إن كان الأمر هكذا, فماذا نقوله إذن عن عبارات السبّ واللعن التي يحكم عليها القانون، أو عبارات السب المغطاة التي لا يطولها القانون، ولكنها تطولها أفهام الناس ومشاعرهم فتتأذى؟!
من أخطاء اللسان أيضًا عبارات الغضب والنرفزة:
هذه التي لا يضبط فيها الشخص أعصابه, فتخرج الألفاظ منه جارحة مؤلمة مهينه, إلى جانب منظرة وهو غاضب الذي لا يقل عن ألفاظه في الإثارة. كما أن علو الصوت الصاخب لا يليق أيضًا, وكذالك حدّة العبارات وقساوتها. نعم, ما أكثر الأخطاء التي يقع فيها الإنسان في ساعة غضبه, والتي ربما يندم عليها حينما يهدأ , ولكن بعد فوات الفرصة يضاف إلى هذا ما يقوله أحيانًا في غضبه من عبارات التهديد والوعيد!
من أخطاء اللسان أيضًا الثرثرة والحديث في التافهات...
إن الله قد خلق اللسان لأجل فوائد معينة ورسالات يقوم بها, وليس لكي يستخدمه فيما لا يفيد أحدًا بل قد يفدّ!
ومن أمثلة الثرثرة الإطالة المملة في الحديث مما يتعب الأعصاب.. ومن أخطرها الحديث في التليفون في أوقات غير مناسبة, وفي موضوعات لا تهم السامع في شيء. ومحصلتها كلها هي إضاعة الوقت...
ومن أمثلتها كذلك, الفكاهات البذيئة التي لا تتفق مع الأخلاق في شيء.. وكذلك عبارات المزاح الرديء.
كذلك من أخطاء اللسان ), استخدامه في اللهو والعبث... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
كأن يقضى الإنسان وقت فراغه في بعض الأغاني البطالة التي قد يكون لها تأثير سيء على خلقه, أو يقضى الوقت في كلام العبث مع أصدقائه, ويظن هذا لونًا من التسلية, ولكنها تسلية ضارة... وإذا لا يجد شيئًا يشغل به وقته, فإنه يشغله بإضاعة وقت الآخرين..!
* ومن أخطاء اللسان أيضًا, كلام الافتخار والتباهي.
والأجدر بالإنسان أن يمدحه الآخرون على ما يفعله من خير, لا أن يمدح هو نفسه ويتباهى بما قاله أو ما فعله. وغالبًا ما يكون سماع كلام الافتخار ممقوتًا من الناس، وبخاصة إذا أطاله...
من هذا كله يتضح أن خطايا اللسان ضارة بمن يقولها, وضارة بمن يسمعها. وهكذا فإن العقلاء قد فضلوا الصمت. وما أجمل قول سليمان الحكيم:
"إذا صمت الجاهل يُحسب حكيمًا".