منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2013, 08:12 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

.. توبه راهبه ..

توبه راهبه


أخبر أحد الآباء قائلاً: "كان يوجد في مدينة سالونيك، في بلاد اليونان، دير
تعيش راهباته حياة روحيّة حارّة، لم تَرُقْ في عيني الشّيطان عدوّ كلّ خير وصلاح.
فوسوس لإحدى راهباته بترك ديرها، وهجر حياتها الرّهبانيّة، والعودة إلى العالم.
بقيت هذه الرّاهبة عرضة لصراع داخلي مرير من جرّاء هذا الفكر، دون أن تجرؤ
على البوح به لأحد، إلى أن خضعت أخيراً لوسوسات إبليس، واقتنعت بإيحاءاته،
واستسلمت لأفكارها. فقامت ذات يوم، وخرجت من ديرها خفية دون أن تُعلم أحداً بالأمر
بعد تركها الدّير، سقطت في الزّنى، وراحت تمارس هذه الخطيئة فترة من الزّمن،
غافلة عن أمر خلاصها، وغير شاعرة بأيّة حمأة تلطّخت بها، ولا بالهوّة السّحيقة التي
هوت إليها. ثم، وبعناية من الله، انتابها شعور عميق بالنّدم والأسف، واستفاقت من
غفلتها، وأحسّت بحالها، وبكت بمرارة فقدان طهارتها وعفافها، وتمثّلت أمامها نقاوة
سيرتها السّابقة، فعادت إلى نفسها، وخلعت عنها ثياب الخطيئة، وقامت تتضرّع إلى الله
باسطة إليه يديها، طالبة معونته، وواعدة إيّاه أن تصرف ما تبقّى من حياتها بتوبة
صادقة، وأخذت الدّموع تبلّل وجهها وهي تتمتم: " يا الله ارحمني أنا الواقع.." . ثم قامت
متمثّلة بالابن الضال، وأخذت تشقّ طريق العودة إلى الدّير،
ولكنّها ما أن وصلته حتّى وقعت عند بابه جثة هامده

أعلن الله موتها لأسقف المدينة، المعروف بفضله وقداسته، إذ رأى في رؤيا سماويّة
ملائكة قدّيسين، يرغبون بأخذ نفس تلك الرّاهبة، والشّياطين الأبالسة تتبعهم محاولة
اختطافها عنوة من بين أيديهم. ثم سمع محاورة دارت بين الفريقين، فكان الملائكة يقولون
:
- لقد وعدت الله بالتّوبة، وإنّ انسحاق قلبها وانسكاب عبراتها ما هو إلاّ دليل صادق
على توبتها، ولذلك فإن الله الرّحيم سوف يقبلها.

- بينما كانت الشّياطين تزعم قائلة: لقد كانت تحيا حياة لاهية عابثة، عاملة
بمشورتنا، وخاضعة لإرشادنا، فهي تحت إمرتنا وسلطاننا. ثم إنّ توبتها غير مقبولة لأنّها
لم تدخل الدّير لتعلن فيه ندمها، ولذلك فهي من حصّتنا. إنّها من نصيبنا وهي لنا.

- إنّها منذ اللحظة التي شعرت فيها بالنّدم والانسحاق، واعترفت بخطيئتها، وقرّرت
العزوف عنها، قَبِلَ الرّبّ توبتها، ولذلك لا حظّ ولا نصيب لكم فيها.

وعند هذا القول ابتعد الأبالسة وقد اعتراهم الخزي والخجل.

ولقد قال الأب القدّيس فيما بعد: "إنّ ما سمعناه وقلناه، إنّما كان لفائدتنا وبنياننا.
فلنصحُ إذن يا إخوة، ولنسهر على أنفسنا طالبين دوماً عون الرّبّ، ولا نخضع أو نستسلم
لوشوشات أفكارنا، بل لنجاهدْ الجهاد الحسن، ولنكنْ رجالاً أشدّاء في مواجهة العدوّ. وقبل
كلّ شيء، لا ينبغي أن نترك الدّير أبداً، لأنّه في لحظة الضّعف، نعرف كيف ومن أين
خرجنا، ولكنّنا لا نعلم أين وكيف سنقع بعد انفصالنا عنه، ولا ما هو مصيرنا، أو هل
يسمح الله لنتوب ثانية مكفّرين عن سقطاتنا لنحوز على رضاه توبه راهبه توبه راهبه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أننا لا نستطيع إلا أن نلمس هدب ثوبه، أما على ثوبه فلا نقدر أن نبلغه
قتل راهبه !!؟
مذكرات راهبه
فــرح قلب أم راهبه تنازلت
راهبه انتقلت إلى السماء


الساعة الآن 10:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024