منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 10 - 2013, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

50- الخادم الروحي الذي يعمل الله به

إن الله يعمل بإستمرار من أجل خلاص البشر وهدايتهم.. وهو يعمل من خلال خدامه الروحيين وبواسطتهم. فمن هو الخادم الروحى الذي يعمل الله فيه وبه، ويعمل الله معه؟

إنه الخادم الذي يهتم جدا بأبديته، ولا ينسى نفسه في محيط الخدمة.

ولا تصبح الخدمة بالنسبة إليه هي كل شيء، وفي سبيلها يضحى حتى بروحياته!

والكتاب يعلمنا أهمية وضع خلاص النفس أولا، في قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. فإنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1تى 4: 16).

وهكذا وضع ملاحظة النفس قبل التعليم، وخلاص نفسك قبل الذين يسمعونك.

وهذا واضح لأن الخادم المهتم بخلاصه هو الذي يستطيع أن يخلص الآخرين أيضا. والعكس صحيح. لأن الخادم الذي لا يهتم بروحياته. لا يمكن أن يقدم الروحيات لغيره، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. كما أن الخدمة هي تعبير عن الحب الذي فيك نحو الله والآخرين والذي يفقد هذا الحب، لا يكون خادما. وهناك عبارة أخرى مخيفة نضعها أمامنا في خدمتنا وهى قول القديس بولس الرسول أيضا:

"أخضع جسدى واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضا" (1كو 9: 27).

عجبا هذا القديس العظيم الذي صعد إلى السماء الثالثة (2 كو 12: 2، 4) والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10) وصنع آيات وقوات وعجائب يقول لئلا بعد ما كرزت لآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضا!!

إن الإهتمام بخلاص النفس شيء هام، وقد دعا إليه الرب في رسائله إلى رعاة الكنائس التي في آسيا ما أعجب قوله لملاك ساردس:

"إن لك إسما أنك حى وأنت ميت"!!

ويقول أيضا "كن ساهرا.. وتب. فإنى إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعرف في أي ساعة أقدم عليك" (رؤ 3: 1 – 3).

وكذلك يقول لملاك كنيسة لاوديكية "لأنك فاتر ولست باردا ولا حارا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمى" (رؤ 3: 16) ويقول لملاك كنيسة أفسس "عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقطت وتب.. وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" رؤ 1: 4، 5).

فإن كان الرب قد قال هذا عن الذين دعاهم ملائكة وكواكب، وكانوا في يده اليمنى (رؤ 2: 1) فماذا نقول نحن عن أنفسنا. ألا نهتم بخلاصنا؟!

أقول هذا لئلا تتملكنا الكبرياء فنظن أننا حقا خدام. وربما يحاربنا المجد الباطل، لأن لنا أولادا في الخدمة، لنا تلاميذ ولنا فصول، ولنا إسم الكنيسة إننا من جماعة الخدام أو جماعة الكارزين!! والرسول يقول "حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" فإن كان بولس العظيم يحتاج إلى تدقيق وإحتراس وإلى أن يضبط نفسه ويقمع جسده ويستعبده.. فكم بالأولى نحترس نحن ونهتم بخلاصنا.

لهذا يحتاج الخادم إلى اتضاع كبير في قلبه..

لئلا تأخذه الكبرياء، ويظن أنه شيء ويسقط.. صدقونى يا إخوتى، إننى أتعجب كثيرا كلما أتأمل قديسا عظيما مثل بطرس الرسول الذي كان واحدا من الثلاثة الكبار الذين كان ينفرد بهم السيد المسيح في جلساته الخاصة، والذين قال عنهم القديس بولس الرسول أنهم أعمده الكنيسة (غل 2: 9).. بطرس هذا يقول له السيد المسيح:

"ولكننى طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك؟!" (لو 22: 22).

يفنى إيمانك؟! ما أخطر هذه العبارة ليتك تقول يا رب "لكيلا يضعف إيمانك"! أما أن عبارة يفنى إيمانك تقال لبطرس الرسول، ويحتاج إلى صلاة من السيد المسيح نفسه، فهذا أمر خطير أو هو درس لنا لنسهر ونحترس.

نعم نحترس لأن الخطية قيل عنها أنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26).

والخادم الروحى يحترس ليس فقط من الخطايا الدقيقة كالهفوات والسهوات، وإنما حتى من النجاسات التي تحارب المبتدئين!! وهو مهما نما في الروحيات يعامل نفسه كمبتدئ، ولا يتحدث عن نفسه كخادم يدرس البعض على يديه.

إن القديس أرسانيوس الكبير، معلم أولاد الملوك، رجل الوحدة والصمت والصلاة والدموع، يقول عن نفسه "إننى لم أبدأ بعد، هبنى يا رب أن أبدأ.. "ليتنا نتمثل بهذا القديس في خدمتنا.

الخادم الروحى ينظر لنفسه كمبتدئ، ليس فقط في الخدمة، بل كمبتدئ أيضا في الحياة الروحية.

الكلام الذي يقوله في الدرس يرى إنه موجه إلى نفسه هو، قبل أن يوجه إلى تلاميذه.

وإن وعظ يرى أنه يعظ نفسه والناس. بل يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس. إنه لا يظن في نفسه أنه قد بلغ شيئا، ولا يظن أن الكلام الذي يقوله قد صار حياة عند سامعيه..

بل يصلى أن يعطيهم الرب نعمة أن يستفيدوا من كلامه، أو يستفيدوا من النعمة التي يعطيهم الرب إياها.

يصلى أن يعطيهم الرب شيئا عن طريقه ولا أقول يأخذوا منه، بل يأخذوا عن طريقه، إنه يخلط درسه بالصلاة لكي لا يكون هو وحده الذي يتكلم، بل ليتكلم الرب، ويكون هو أيضا سامعا مع تلاميذه.

الخادم الروحى لا يحسب نفسه أنه قد صار قديما في الخدمة أو قائدا أو أمينا بل يضع أمامه بإستمرار قول السيد المسيح: "بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئا" (يو 15:5).

إذن لابد أن يأخذ من الله، لكي يعطى..

إنه يقول للرب أنا يا رب لا أعرف. لقد أخذونى وجعلونى خادما من غير إستحقاق ومن غير إعداد. بل جعلونى خادما وهم لا يعرفون دواخلى ولا ضعفاتى. أنت الذي تعرف. أنا يا رب لم أصل بعد إلى القدوة التي أفيد بها آخرين، ولم أنفذ بعد هذه الوصايا التي أقولها للناس أو التي ينبغى أن أقولها وأخشى أن تنطبق على عبارة: "أيها الطبيب إشف نفسك" (لو 4: 23).

الخادم الروحى يلتقى بالله قبل أن يلتقى بالمخدومين. ويقول له: "ليس يا رب من أجل ضعفاتى تمنع نعمتك عن هؤلاء. ليس بسبب أخطائى الشخصية وبعدى عن روحك القدوس. تمنع روحك عن هؤلاء وما ذنبهم؟! ليس من أجلى تعطيهم. بل من أجل محبتك لهم أعطهم.

من أجل أنك أبوهم. من أجل أنه تهمك أبديتهم. من أجل حاجة هؤلاء الصغار إليك أعطهم عن طريقى، أو عن طريق غيرى، ليس الخادم هو المهم. إنما المهم أن تعطيهم أعمل في قلوبهم حينما أكلمهم وأعمل في قلوبهم حتى دون أن أكلمهم.

لتكن خدمتى لهم صلاة إن لم تكن حياة.

فليست لي حياة، أعطيهم منها قدوة،

وليست لي صلاة أعطيهم منها قدرة.

ولكننى في ضعفى أطلب إليك من أجلهم أطلب أن تعمل أنت فيهم من أجل محبتك لهم..

أنا لست أحسب أن لي معرفة أقدمها لهم. وحتى إن كان لى، فالمعرفة وحدها لا تكفى ولا تخلص. أمنا حواء كانت لها معرفة بالوصية وسقطت (تك 3: 2 – 6) المهم هو الروح الموجود في الكلام كما قال السيد الرب "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة" (يو 6: 63).

إن كانت الخدمة كلاما فما أكثر الكلام.. المهم هو الروح الذي يؤثر ويعطى على قوة العمل.

والكلام لا يخلص، إن كان منا، أما إن كان من الرب، فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12).

ووظيفتنا كخدام أن نأخذ من الله كلاما لكي نعطيه للناس وليس أن نعطيهم من فراغنا. إنما نأخذ ملئا من الله، نفيض به عليهم. وما أجمل قول الإنجيل عن السيد المسيح.

"ومن ملئه، نحن جميعا أخذنا" (يو 1: 16).

الخادم الروحى ليس مجرد بوق يحدث صوتا إنما هو حياة روحية تنتقل إلى الغير. والتلاميذ يأخذون من حياة المدرس من أسلوبه ومعاملاته وسلوكه، ويمتصون منه شيئا.

كان الكتبة والفريسيون يعلمون وقد جلسوا على كرسى موسى (مت 23: 2) وكان السيد المسيح يعلم، فيبهت الناس من تعليمه لأنه يعلمهم بسلطان (مر 1:22).

كلماته كانت لها قوة وتأثير وسلطان.

كانت كلمات من نوع آخر، لذلك قالوا ما سمعنا من قبل كلاما مثل هذا.

ولما تكلم السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه، وتحير البعض وتركوه فقال لتلاميذه: "ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟!". أجابه بطرس:

"يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية هو عندك" (يو 6: 68).

جميلة هذه العبارة "كلام الحياة الأبدية" هذا هو المطلوب من الخادم. يذكرنا بعبارة الملاك الذي قالها لكرنيليوس عن طريق بولس الرسول "وهو يكلمك كلاما به تخلص.." (أع 11: 14).

نعم، هذا هو الفرق بين خادم وخادم: أحدهم يقول كلاما، بلا تأثير بلا قوة بلا فاعلية..

أما الخادم الروحى فيكلمك كلاما به تخلص..

كلاما يغير الحياة كلها، ويشعر سامعه أنه قد نخس في قلبه، كما حدث لليهود في يوم الخمسين حينما سمعوا عظة من بطرس (أع 2: 37). وحينما ينخس في قلبه لا يستطيع أن يرفس مناخس (أع 9: 5) حتى لو قاوم الكلمة حينا، يعود إليها مرة أخرى أو تعود هي إليه. ويجد مناخساً في قلبه يذكره بها. وهكذا قال الرب عن كلمته: "هكذا تكون كلمتى التي تخرج من فمى. لا ترجع إلى فارغة. بل تعمل ما سررت به، وتنجح فيما أرسلتها له" (أش 55: 11).

حقا إن كلمة الرب لا ترجع فارغة.

إن لم تأت بنتيجة الآن، تأتى بها فيما بعد.

صدقونى، حتى الكلام الذي قاله الرب ليهوذا الإسخريوطى، لم يرجع فارغا بل ندم يهوذا بعد تسليمه للرب، وأرجع المال الذي أخذه ثمنا له. وقال "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) لكن مشكلته إنه يأس من شدة تأنيب ضميره له، فمضى وخنق نفسه..

الخادم الروحى ينبغى أن تكون كلمته هي كلمة الرب. ولكي يأخذ هذه الكلمة من الله يلزمه أن تكون حياته ثابته في الله.

تكون له علاقة بالله، يستطيع بها أن يأخذ منه. وتكون له دالة مع الله، يمكنه بها أن يقول له "لا أتركك إن لم تباركنى" (تك 32: 26). أو يقول له "لا أتركك حتى آخذ منك ما أعطيه لهؤلاء".

هذه هي الخدمة الروحية التي يعمل فيها الله. وليست هي مجرد كلمات يقرأها الخادم في كتاب ثم يرددها بدون تأثير في آذان غيره وينتهى الأمر.

لقد أمر السيد تلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالى (لو 24: 49).

الخدمة الروحية يلزمها هذه القوة، قوة الله العامل فينا بروحه القدوس.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 52 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

51- الخادم الروحي دائمًا يعمل والخدمة ضرورة موضوعة عليه

الله دائما يعمل، وعلينا أيضا أن نعمل، وفي ذلك قال السيد المسيح له المجد في (يو 5: 17).

"أبى يعمل حتى الآن وأنا أيضا أعمل"

وهو بهذا يعطينا القدوة الصالحة في العمل الدائم المستمر، العمل بلا انقطاع من أجل ملكوت الله. هذا الذي قال عنه القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب" (2تى 4:2) أي كل حين.

وهكذا كان السيد المسيح يعمل باستمرار:

كان يعمل طول اليوم، حتى يميل النهار كما في وعظه قبل معجزة الخمس خبزات والسمكتين، إلى أن"ابتدأ النهار يميل" (لو 9: 12)، ثم أخذ يهتم بعد ذلك بطعامهم الجسدانى.

وكان يعمل بالليل، كما تقابل مع نيقوديموس ليلا (يو 3: 2)، وكما جاء إلى التلاميذ في الهزيع الرابع من الليل (مت 14: 25)، أو قد يأتى إليهم في الهزيع الثانى أو الثالث (مت 12: 38) أو في نصف الليل. وأيضا هو يعمل مادام نهار (يو 9: 4).

والسيد المسيح كان يعمل أيضا في كل مكان:

كان يعمل وهو ماش في الطريق (لو 19: 1 – 5) كما في هداية زكا وكان يعمل وهو جالس عند البئر كما فعل في هداية المرأة السامرية (يو 4: 6 – 7). ويعمل وهو في بستان جثسيمانى مع الثلاثة تلاميذ (مت 26)، ويعمل وهو ماش على الماء كما فعل في تدريب بطرس وفي انقاذه من الغرق (مت 14: 28 – 31) كان يعمل في البرية ووسط الحقول، وعلى شاطئ النهر وشاطئ البحيرة، وفي البيوت كما في بيت مرثا ومريم (لو 10: 38)، وعلى الجبل كما في عظته المشهورة (مت 5: 1، 2).

كان يعمل في كل وقت ومكان ومع كل أحد.

وكان يلقى بذاره في كل موضع..

يلقيها على الأرض الجيدة التي تنتج ثلاثين وستين ومائة، ويليقيها حتى بين الأشواك، وعلى الأرض الحجرية، والتي ليس لها عمق، وعلى الطريق.. معطيا فرصة لكل أحد.. ويلقى خبزه على وجه المياه ليجد بعد حين (جا 11: 1) وكما قال الرسول عنه كان يجول يصنع خيرا (أع 10: 38).

حتى وهو على الصليب كان يعمل:

ليس فقط عمل الفداء وهو عمله الأساسى، وانما عمل أيضا أعمالا كثيرة، طلب المغفرة للذين صلبوه (لو 23: 34) وعهد بأمه العذراء إلى يوحنا ليهتم بها ومنح يوحنا بركة أمومة العذراء له (يو 12: 26، 27) ومنح اللص التائب بركة الذهاب إلى الفردوس (لو 23: 43).

بل كان يعمل خيرا في وقت القبض عليه.

لأنه أثناء ذلك شفى العبد (ملخس) الذي ضربه بطرس فقطع أذنه (لو 22: 50، 51) وأيضا دافع عن تلاميذه فقال للذين قبضوا عليه "دعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8) ليتم القول الذي قاله "أن الذين أعطيتنى لم أهلك منهم أحدا" (يو 18: 9).

وفى أثناء ذلك كله وخلال محاكمته، كان يطلب من أجل بطرس لكي لا يفنى ايمانه (لو 22: 31)

والله كثيرا ما يعمل في صمت، ودون أن تطلب.

الله الذي يحكم للمظلومين، والذى يحفظ الأطفال.. الذي نجى الفتية من أتون النار (دا3) وخلص دانيال من جب الأسود (دا6) وأرسل ملاكه لينقذ بطرس من السجن (أع 12) وأظهر ليوحنا عجائب في الرؤيا ما كان يفكر فيها ولا يطلبها (رؤ 4، 5) واختطف بولس إلى السماء الثالثة (2 كو 12) وما كان يفكر في هذا ولا طلبه. وكما يعمل الله باستمرار، ملائكته أيضا تعمل:

هؤلاء الذين قال عنهم داود النبي في المزمور "يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20). وقال عنهم القديس بولس الرسول "أليسوا جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14). إنهم يعملون في البشارة ونقل أوامر الله إلى الناس وتنفيذ أمره سواء بالإنقاذ أو العقوبة.

ويقول الكتاب "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7).

ونحن البشر يريدنا الله أن نعمل وعملنا على أنواع منه.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 53 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

52- العمل الجواني

هو عمل داخل النفس، مع النفس، تحاسبها، تؤدبها، وتصلح ما فيها، وعمل آخر داخل النفس مع الله، عمل حب، مناجاة، مشاعر في ناموسه تلهج النهار والليل. كل هذا عمل جوانى. ولذلك فإن الراهب المنشغل بهذا العمل الجوانى يسمونه (الراهب العمال).

هناك عمل آخر يمكننا القيام به، وهو عمل المصالحة:

وهو عمل روحى، هدفه مصالحة الناس مع الله.. وفي ذلك قال القديس بولس الرسول "وأعطانا خدمة المصالحة.. نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 20).

عمل في الخدمة نعمله، ونشترك فيه مع الله.

الله يعمل معنا، ويعمل بنا. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولوس "نحن عاملان مع الله" (1 كو 3: 9). يشترك روح الله القدوس معنا في العمل، ونصير نحن شركاء الروح القدس. ونقول لله في الأوشية: "اشترك في العمل مع عبيدك، في كل عمل صالح".

لقد قال الرب لتلميذيه: "هلما ورائى فأجعلكما صيادى الناس" (مت 4: 9).

معنى هذا أننا نسير وراءه فيجعلنا صيادين وكيف؟ نحن نرمى الشبكة، وهو يدعو السمك للدخول فيها. وهكذا يعمل معنا. ولا نقوم بالصيد وحدنا. فإن بطرس لما عمل في الصيد وحده، بدون المسيح، قال له أخيرا "تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا" (لو 5: 5). نعمل مع الله – والله سيرى عملنا. وسوف يكافئنا عن كل عملنا. أليس هو القائل لكل راع من رعاة الكنائس: "أنا عارف أعمالك" (رؤ 2، 3). والذي كان له تعب في الخدمة، قال له الرب "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك.. وقد إحتملت ولك صبر، وتعبت من أجل إسمى ولم تكل" (رؤ 2: 2، 3).

من أجل هذا يقول الرسول "كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب" (1كو 15: 58).

"إن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو إسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم" (عب 6: 10) حتى كأس ماء بارد تسقون به أحد هؤلاء الصغار، لا يضيع أجره" (مت 10: 42) حتى الذي يأتى إلى الرب في الساعة الحادية عشرة من النهار ليخدم في كرمه، سيأخذ أجرته كالآخرين.. هناك كلمة خطيرة أذكرها في وجوب العمل وأهميته، وهى قول الرسول: "من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له" (يع 4:17).

إذن الخطية ليست فقط في السلبيات، أي في عمل الشر. وإنما أيضا إهمال الإيجابيات، أو عدم عمل الخير هو أيضا خطية. دفن الوزنة في التراب خطية (مت 25: 24).

قد يعتذر إنسان ويقول: أنا لا أعرف أن أخدم!!

مثل هذا الإنسان يذكرنى بإرميا النبى الذي قال في طفولته للرب "لا أعرف أن أتكلم، لأنى ولد" فإنتهره الرب وقال له "لا تقل إنى ولد. لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب.. ويذكرنى أيضا بموسى النبى الذي قال "لست أنا صاحب كلام.. بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10). ها أنا أغلف الشفتين" (خر 6: 30).

ولم يقبل الله منه كل هذا الإعتذار عن الخدمة..

إن الله يعرف تماما مقدار ما أعطاك من قدرات..

يعرف العقل الذي أعطاه لك، ويعرف الوقت الذي منحك إياه، ومقدار المعرفة التي لك، ونوع المواهب، ويعرف الظروف المتاحة لك للخدمة. فكيف يمكنك أن تهرب أو تعتذر؟! كيف تهرب من قول (الكتاب) من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له".. والمعروف أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23). إن الله سيحاسبك على كل معرفة وهبك إياها ولم تستخدمها. أنه هو القائل:

"كل من أعطى كثيرا، يطلب منه كثير" (لو 12: 48).

فإن قلت "ليست لي مواهب". يقول لك: أعمل على قدر ما لك من مواهب. على قدر ما أعطيت من وزنات: واحدة أو إثنتين أو خمس (مت 25) لكن لا تقف مطلقا في ملكوت الله خاملا بلا عمل!! إذن لماذا خلقك الله وأوجدك؟! ولماذا جعلك عضوًا في جسده؟! هل يوجد عضو بلا عمل؟! إذن لابد أن تعمل، مهما كانت مواهبك محدودة فإن كنت أمينا في هذه المواهب المحدودة، يقول لك:

"كنت أمينا في القليل، سأقيمك على الكثير" (مت 25: 21).

وسيقول لك أيضا "أدخل إلى فرح سيدك. الله لا يهمه القليل أو الكثير، إنما يهمه أن تكون أمينا فيما عندك. تعمل في خدمته على قدر طاقتك.. لكن لابد أن تعمل. وهو يكمل.. تقول له: "ليس عندى سوى دقائق معدودة في اليوم يقول لك: إعمل عملى فيها بأمانة. وسأباركها وأجعلها تثمر.. تقول له: ليس معى سوى خمس حصوات في حربى مع جليات!! يقول لك تكفينى منها حصاه واحدة ضعها في مقلاعك، وأنا سأجعلها تصل إلى رأس الجبار.. والباقى أحتفظ به لأى جليات آخر يقابلك في المستقبل..

هنا ونتكلم عن صفات العمل الذي يعمله الخادم الروحى:

أولا: يجب أن يتصف بالأمانة لأن الرب يقول "ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه" (لو 12: 42). وإن سألت عن حدود هذه الأمانة، يقول "كن أمينا إلى الموت، فأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10)..

إلى الموت، إلى حد بذل الذات، إلى حد الاستشهاد. تكون أمينا في نوعية العمل، وفي كميته، أمينا من جهة الموضوع، ومن جهة الأشخاص مهما كلفتك تلك الأمانة من جهد، ومن ثمن أيضا.

2. ولذلك تعمل عمل الرب بلا رخاوة، بلا كسل لأن الكتاب يقول:

"ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر 48: 10)

أعمل بكل حماس، وأستخدم الإمكانيات التي عندك مهما كانت قليلة.. وتذكر أن الله إشتغل بإمكانيات بشرية كانت قليلة أيضا "إختار جهال العالم، وضعفاء العالم، والمزدرى وغير الموجود" (1كو 1: 27، 28) وإستطاع بها أن يخزى الحكماء والأقوياء. إعمل إذن، والله سيعمل فيك ومعك.. أن حصاة داود التي هزمت سيف ورمح جليات، تذكرنا بأولئك الصيادين الذين وقفوا ضد فلاسفة العالم، وقادة الرومان، وشيوخ اليهود، وكل الكتبة دارسى الناموس. المهم أن تعمل، وتستخدم كل إمكانياتك مهما بدت أمامك ضعيفة. وثق أن الله يعمل بها.

3. أخدم بروحك وقلبك. ليس كمجرد رسميات.

ليس كمجرد واجب عهدت به إليك الكنيسة. بل ضع كل قلبك في الخدمة. متذكرا قول الرب" يا ابنى أعطنى قلبك" (أم 23: 26). وهكذا بكل مشاعرك تحب الخدمة. وتحب المخدومين، تحب الملكوت. وقبل الكل تحب الله الذي تخدمه.

4- ولتكن خدمتك بأسلوب روحى.

لأن كثيرين أخذوا مسئوليات ضخمة في الكنيسة. وفشلوا لأنهم لم يسلكوا في خدمتهم بأسلوب روحى. وإنما سلكوا بأسلوب إدارى. أو اجتماعى أو عقلانى. وتحولت الخدمة عندهم إلى مجرد أنشطة.

وتحولت الدروس إلى مجرد معلومات..

أما أنت. فلتكن خدمتك بعيدة عن الذات. تقول فيها مع المرتل في المزمور:

"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لإسمك القدوس إعط مجدا" (مز 115: 1).

6 – ولتكن خدمتك مملوءة بالرجاء مهما تأخر الثمر، ومهما قامت عقبات.. لا تفشل إطلاقا. ولا تيأس. بل إلق خبزك على وجه المياه. فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1).
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 10 - 2013, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
nasser Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية nasser

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1213
تـاريخ التسجيـل : Apr 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

nasser غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

كتاب جميل جدا
ومفيد للخدمة
شكرا رامز
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخادم الروحي والخادم العقلاني
الخدمة الروحية والخادم الروحى(بقلم قداسه البابا شنوده)
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية و الخادم الروحي، الجزء الثاني
ثلاث فخاخ تدمر الخدمة والخادم


الساعة الآن 09:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024