ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻭﻛﻼﻫﻮﻣﺎ،
ﻋﺎﺵ ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻓﻘﻴﺮ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﺁﻧﺪﻱ..ﻭﻛﺎﻥ ﺁﻧﺪﻱ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺃﻥ
ﻳﻤﺮ ﺻﺒﺎﺡ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻴﺴﻠّﻢ ﻋﻠﻰ
ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻳﺆﺩّﻱ ﺻﻼﺗﻪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺧﻄﺮﺍً.ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻫﻦ ﺛﻮﻣﺴﻦ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻳﺮﺍﻗﺒﻪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ..
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻪ ﺃﻗﻨﻌﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ
ﻣﻌﻪ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻧﺪﻱ ﻷﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ.ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺁﻧﺪﻱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﺴﻤﺎﻉ
ﻣﺎ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻪ ﺁﻧﺪﻱ ﺧﻼﻝ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ
ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﺧﺘﺒﺄ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻧﺪﻱ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺳﻤﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺘﻰ..ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻧﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﺴﻮﻉ ...ﺃﻧﺖ
ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺌﺎً ﺟﺪﺍ،
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﻐﺶ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻲّ ﺑﺬﻟﻚ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺑﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺯﺭﺍﻋﺘﻪ ﻭﻣﺆﻭﻧﺘﻨﺎ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻔﺪ،
ﻭﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﻠﻴﻼً ﺃﻛﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺰ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻧﺄ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.. ﻭﻟﻜﻨﻲ
ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺮّﺍً ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻲ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ
ﺟﺎﺋﻊ ﻓﻘﻤﺖ ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻪ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺧﺒﺰﻱ ..
ﻫﺬﺍ ﻣﻀﺤﻚ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ .. ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ
ﺃﻛﻦ ﺟﺎﺋﻌﺎً ﺟﺪﺍً. ﺍﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻉ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ ﻟﺪﻱ .. ﻭﺭﺑﻤﺎ
ﺳﺄﺿﻄﺮ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﺣﺎﻓﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎ
ﻻﻥ ﺣﺬﺍﺋﻲ ﻗﺪ ﺍﻫﺘﺮﺃ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺑﺘﺄﺱ ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻧﺎ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻷﻥ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ
ﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﻛﻲ ﻳﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻓﻴﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ .. ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺴﻮﻉ ﺃﻥ
ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻛﻲ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ .. ﻋﻠﻰ
ﻓﻜﺮﺓ ﻳﺴﻮﻉ .. ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺐ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺁﻧﻴﺘﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ .. ﻫﻞ ﺗﻈﻦ ﺑﺎﻧﻲ ﺳﻮﻑ
ﺃﻋﺠﺒﻬﺎ؟ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﺎﻧﻲ
ﺍﻋﺮﻑ ﺑﺎﻧﻲ ﺃﻋﺠﺒﻚ ﺃﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻲ
ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻛﻲ ﺗﺤﺒﻨﻲ ﺃﻧﺖ ..
ﻓﺄﻧﺖ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ .. ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ؟ .. ﻋﻴﺪ
ﻣﻴﻼﺩﻙ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .. ﺃﻻ ﺗﺸﻌﺮ
ﺑﺎﻻﺑﺘﻬﺎﺝ؟ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺒﺘﻬﺞ ﺟﺪﺍ .. ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ
ﺗﺮﻯ ﻫﺪﻳﺘﻲ ﻟﻚ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ... ﺍﻭﻭﻭ ﻟﻘﺪ ﻧﺴﻴﺖ .. ﻋﻠﻲ ﺃﻥ
ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻵﻥ.ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻧﺪﻱ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ
ﺛﻮﻣﺴﻦ ﻭﻋﺒﺮﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺳﻮﻳﺔ.ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻧﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺜﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻛﻲ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ
ﺇﻟﻰ ﻳﺴﻮﻉ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﻛﻤﺜﺎﻝ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ
ﺟﺪﺍ ﻭﻓﻘﺮﻩ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ.ﻭﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻴﺪ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺛﻮﻣﺴﻦ ﻭﺃﺩﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻓﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﻛﺎﻫﻦ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻋﻠﻢ
ﻟﻪ ﺑﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﺏ ﺛﻮﻣﺴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺻﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻓﺬﻫﺐ ﻭﺭﺃﻯ ﺁﻧﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ
ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ
ﺻﺒﻲ؟ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺁﻧﺪﻱ : ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻳﺴﻮﻉ،
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻘﺪّﺍﺱ ﺍﻟﻌﻴﺪ.
ﻭﺳﺒّﺐ ﻫﺬﺍ ﺣﺰﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻵﻧﺪﻱ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ
ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﻟﻌﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻳﺴﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﺬﺍ.ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﺒﻮﺭﻩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﻓﻲ ﻟﻔﻠﻔﺔ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻓﺒﺎﻏﺘﺘﻪ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﺪﻣﺘﻪ ﻓﻘﺘﻠﺘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻮ
ﻏﺎﺭﻕ ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ.ﻓﺠﺄﺓ .. ﻇﻬﺮ ﺭﺟﻞ ﺑﺜﻴﺎﺏ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻳﺮﻛﺾ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻓﺤﻤﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻮﺡ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﺍﻟﺘﻘﻂ ﻫﺪﻳﺔ ﺍﻧﺪﻱ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻗﺮﺏ
ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻨﺎﻙ: ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ
ﺍﻟﻔﺘﻰ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ: ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ.. ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻬﺾ ﺣﺎﻣﻼ ﺟﺜﺔ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻣﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ.ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺎﺩ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺛﻮﻣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ﻟﻴﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ
ﺍﻟﻤﻔﺠﻊ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻧﺪﻱ ﻛﻲ
ﻳﻌﺰﻳﻬﻢ ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ
ﺫﻱ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.. ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻷﺏ ﺑﺄﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻟﻢ
ﻳﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻢ
ﻳﺤﺪّﺙ ﺃﺣﺪﺍً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻠﺲ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺑﺎﻛﻴﺎً
ﻳﻨﺪﺏ ﺍﺑﻨﻨﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ
ﺑﺂﻧﺪﻱ ﺃﺟﺎﺑﻨﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ!! ﻭﺣﺼﻞ ﺃﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺤﻀﻮﺭﻩ ..
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺮﻓﻊ ﺷﻌﺮ ﺍﺑﻨﻲ ﻋﻦ
ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﻫﺎﻣﺴﺎً ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .. ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ: ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ؟ ..
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ: ﻗﺎﻝ ﺷﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ..
ﺳﺄﺭﺍﻙ ﻗﺮﻳﺒﺎ .. ﻷﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮﻥ !
ﻣﻌﻲ ..ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ .. ﻟﻘﺪ ﺑﻜﻴﺖ ﻭﺑﻜﻴﺖ
ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﺭﺍﺋﻌﺎً ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ
ﻓﺪﻣﻮﻋﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﻓﺮﺡ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ
ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺴﻼﻡ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻋﺠﻴﺐ
ﻭﺑﺸﻌﻮﺭ ﺣﺐ ﻋﻤﻴﻖ .... ﺃﻧﺎ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﺑﻨﻲ
ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ .. ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﺁﻧﺪﻱ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺘﻚ؟ﻓﺄﺟﻬﺶ
ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﺭﺗﺠﻔﺖ ﺭﻛﺒﺘﺎﻩ ﻭﻫﻮ
ﻳﻘﻮﻝ: .. ﺍﺑﻨﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ
ﺻﺪﻳﻘﻪ.. ﻳﺴﻮﻉ