تعليقات على عبارات السيارات بقلم القس/ الفريد صموئيل
واظبت لمدة طويلة على أن أكتب ما أقرأ من تعبيرات وعبارات وأقوال مكتوبة على سيارات النقل ونصف النقل وغيرها. بل وقد طلبت من كل من كان يجلس جنبي وقت قيادة السيارة أن يكتب لي أيضاً هذه التعبيرات. بل وفي مرات كثيرة كنت أتوقف لأكتب هذه العبارات. وكنت أكتب وقت الصباح والشمس مشرقة وأكتب وقت المساء حتى في اختفاء القمر. وهذه العبارات هي عبارة عن أقوال واقتباسات وأمثلة وتعبيرات متنوعة جاءت من العديد من المصادر المعروفة أو غير المعروفة؛ وهي التى تكوّن ثقافة قطاع عريض جداً من شعبنا المصري.
وبعض هذه العبارات كما تعلمون مكتوب على عربات الكشري والفول وغيرها من يُفط على الطرق. وهناك نوعية عبارات أخرى على اليفط في الطرق تحتاج لمقال آخر. لكن موضوع مقالنا هنا هام لأن هذا ما يردده الناس في مختلف الجلسات والمناقشات عن اقتناع وكأنه مصدر الالهام الوحيد لديهم.
وهنا أكتب التعبير ثم تعليقي عليه ـ راجياً أن تضعوا في الاعتبار أنها بداية؛ أرجو أن تُشجّع آخرين على الكتابة في هذا الموضوع ـ وسيكون التعليق بين قوسين؛ ثم في ختام أجزاء المقال سأركز على أهم ما يشغل ثقافة وذهن معظم شعبنا المصري.
فلنبدأ التعبيرات والتعليق عليها؛ وهي متناثرة ووضعتها حسب ما قرأتها:
(1) أحلى حاجة إن ما حدش عارف حاجة. (اعتراف ظريف ـ لكنه لا يُطبق في الواقع؛ فالكل أبو العُرّيف ويعمل نفسه عارف كل حاجة حتى لو توهك أو عطلك).
(2) اللهم اكفني السوء ما شئت وكيفما شئت. (دعاء نحترمه وهو يعلن عن خوف صاحبه من السوء؛ نرجو أن يصل الرجاء والاطمئنان إلي قلبه. وأرجو أن ينشر الإنسان الخير وليس السوء).
(3) اللهم اكفني شر عبادك. (خوف من شرور الناس؛ ولو ساد الحب لما رأينا هذا الخوف).
(4) اللهم احمنى من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. (نفس الخوف السابق، لكن فات القائل أن العملية ليست عضلات ولا حروب. إن الله كفيل بمن يخطئ ويعاقب من يظلم ويُعادي؛ فهو الذي يعاقب لأنه صاحب النقمة وليس نحن).
(5) كل واحد وأصله. ( تعبير يمتلىء بالحزن من مواقف الآخرين. انظر التعليق القادم).
(6) من نسى أصله وماضيه خسارة العتاب فيه. (يبدو أن صاحب هذا التعبير قد قاسى من إنسان ما في مواقف صعبة؛ وأعتبره بلا أصل. وينسى معظم الناس أن هناك الخطية الأصلية والتي توجد في الإنسان مهما كان أصله. ومن يأتي للمسيح يعطيه طبيعة جديدة وحياة جديدة ونمو جديد ومحبة جديدة بل وأصل جديد. هذا ليس عملنا بل عمل الله فينا وهو يستطيع).
(7) الدنيا بالمال والآخرة بالاعمال. (خطأ ـ فلا الدنيا بالمال؛ ولا الآخرة بالأعمال ـ لأن يميل وينتهي؛ وهناك من يعيشون بسيرة طيبة وسعداء في دنياهم وهم فقراء. أما الآخرة فهي عطية الحياة الأبدية بالنعمة نقبلها بالإيمان من مصدرها السماوي بسبب عمل الرب يسوع المسيح على الصليب، وكل أعمال برنا هي واجب علينا، وباطل الأباطيل الكل باطل و لامنفعة من أعمالنا تحت الشمس).
(8) لا احنا زي حد و لا حد زينا. (شعار من يريد أن يعلن عن نفسه أنه الأفضل. مع أن التعبير يوضح حقيقة الإختلاف عن بعضهم البعض؛ لكنك تشعر بأن نغمة القائل توضح أنه هو الأفضل).
(9) هويت السفر من ظلم البشر. (إنسان يشعر بالظلم والحل في الهروب والسفر. لكن هناك سفر من أجل المعرفة وهناك سفر من أجل المتعة؛ فللسفر سبع فوائد بل وأكثر).
(10) من حق الكبير يدلع. (سيارته كانت كبيرة قوى عبارة عن قطار بري. ويبدو أنه يعتبر نفسه شخصياً بالفعل كبير؛ ويريد الكل ـ و لاسيما الجنس اللطيف ـ تحت أمره ويدلعه. ماذا يمكنك أن تفعل في عالم الذكورة؟)
(11) دلعني في الغيرات (لعله يقصد الغيارات) وارحمني من المطبات. (وهي نصيحة على لسان السيارة؛ ليهتم السائق بالغيارات في وقتها ويتجنب المطبات التي تؤذي السيارة).
(12) تنساني أزعلك. (يصبح عكسها: "تفتكرني أفرّحك". يا له من عالم المصالح الذاتية؛ والذي يريد أن يجعل ما يقدمه مقابل شيء يستفيد هو به أولاً ـ مصلحة مقابل مصلحة).
(13) دعوته اجابني شكرته زادني. (عبارة جميلة تعبر عن استجابه الله للصلاة؛ وتُشجّع على الشكر).
(14) بص لربنا يديلك زينا. أو بص لربنا يعطيك زينا. (الله هو مصدر العطاء. لكن يبدو أن القائل يخاف من العين الحاسدة ـ التي لا وجود لها إلا في مخيلته ـ لذلك يريد أن يوجهها بعيداً عنه فقال له أن يوجهها لله لكي لا تنظر إليه هو).
(15) رب ارزقهم ضعف ما يتمنوه لي. (وهو هنا يريد أن يكون في الأمان من أمنيات الحاسدين).
(16) فمن كان رزقه على الله فلا يحزن. (أكيد. المهم أن يقوم الانسان بدوره).
(17) اللهم لا اعتراض. (إذا كان المقصود قبول تجارب الله لنا فلا مانع؛ أما إذا كانت سلبية قدرية أمام ظلم يجعلك تصمت مع أنه يمكنك أن تقوم بعمل شيء ـ فبذلك تكون العبارة مرفوضة). على كف القدر نمشي و لاندري عن المكتوب. وما تشاءون إلا إن شاء الله. وما شاء الله يفعل. (نفس العليق السابق. ليجعلنا نُسلّم لكن لا نستسلم. ونقوم بدورنا العملي).
(18) كله بأمره. (أكيد بالطبع، كله بأمر الله). هل لك في الأمر شئ؟ (الجواب لا ليس لي في الأمر شيء إذا صدر قضاء إلهي. ونحن نؤمن بقضاء الله وقصده).
(19) يا تهدّي يا تعدي. (تعبيرات مرورية خاصة بالتهدئة والتجاوز بحسب رغبة قائلها). فكك مني. (يعني أتركني في حالي أعدي واعتبرني غير موجود).
(20) ربط الحزام عنوان الالتزام. (تعبير قوي وجميل؛ وينبغي فعلاً استخدام حزام الأمان لأنه لفائدة من يستعمله. وليتنا كمصريين نتعوّد على ربط حزام الأمان).
(21) لا تحسبن الله غافل عما يفعل (الظالمون). أصبر يا أبو آية ولكل ظالم نهاية. (وهذا أكيد لأن فوق العالي عالياً والأعلى فوقهما. ومطلوب الصبر من أبو آية ومن كل إنسان).
(22) خاف الله. (ربما يكون تحذيراً للظالم أو للحاسد بحسب عقيدة من يكتب ذلك. ونحن لا نرفض العبارة إن كانت تحذيراً للظالم ونقبلها لا سيما إذا كان معناها خوف التقوى)
(23) الرب راعيّ فلا يعوزني شيء. (كلمة الحياة والاختبار؛ دليل الشبع وعدم العوز. وهي بالطبع آية من الكتاب المقدس. هناك القليل من الآيات المكتوبة على السيارات).
(24) عايز تعيش غالي عيش خالي. (دعوة للخلو من الهموم ومن الديون؛ لكي يكون غالياً في عيون الناس).
(25) الرب نوري وخلاصي ممن أخاف. لاتخف لأني معك. (إيمان حقيقي وسط ظلام الحياة عندما نختبر الله كالنور. وهو اختبار مُعاش وسط المخاوف عندما تجده خلاصك ونجدتك. موقف كله شجاعة مبنى على آيات من الكتاب المقدس).
(26) كن مطمئناً جداً و لا تفكر في الالآم بل دع الأمر لمن بيده الأمر. (قول حكيم وعميق صادر من قلب عامر بالأمان والاطمئنان).
(27) فأغشيناهم فهم لا يبصرون. (عبارة عن عظة لقصة حدثت؛ وربما تكون تحذيراً لمن يحسد السيارة بسبب ارتفاع ثمنها؛ وهذا هو الخوف من الحسد والسائد بين الناس. وهناك الكثير من الآيات القرآنية المكتوبة من أمثال هذه الآية وغيرها). وكان أبوهما صالحاً. (وهذه عبارة من آية قرآنية ولعل السائق أو صاحب السيارة يريد أن يكون هو هذا الأب الصالح).
(28) ادخلوها بسلام آمنين. (عن مصر وياريت يتم الكلام ده بالفعل).
(29) العيب مش في العيش العيب في اللي كلوه. (يعنى فتحوا عيونكم قبل ما تاكلوا الخبز. لكن فات القائل أن يُقدّم شيئاً لمن يغشون في صناعة الخبز).
(30) الراعي. الحارس. الحافظ. الحامي. أم النور. أم المخلص. المناهري. البطل الروماني وأسماء قديسين. وهي على عدد قليل من السيارات. (وهي تعبر عن حب وتقدير لأصحاب هذه الأسماء الجميلة لله كراعي وحافظ وحارس وحامي؛ وللقديسة العذراء مريم التي تطوبها جميع الأجيال وقديسين أفاضل ليته يعيش كما عاشوا هم).
(31) أما أسماء أبناء وبنات صاحب السيارة أو السائق فهي كثيرة جداً. وأغلبها تبدأ باللقب الأمير أو الأميرة. (وكأن السائق أو صاحب السيارة يريد أن يكون ملكاً. والالطف كان تعبير الأمور والأمورة الموجود قبل أسماء بعض أبناء وبنات السائقين أو أصحاب السيارات).
(32) وهناك أسماء أفلام مثل صاحب صاحبه أو مسرحيات مثل الزعيم وشاهد ما شافش حاجة وبرامج مثل البيت بيتك. (وهذا راجع لشهرة هذه الأسماء؛ حتى أنه يسمون المحلات باسمها وغيرها من المسلسلات الشهيرة).
(33) ربما تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت؛ لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت. (هذا واقع صحيح؛ ومهما يحاول الإنسان أن يُظهر غير ما يُبطن، فإنه مع الأيام سيظهر على حقيقته. إن أقنعة الرياء والنفاق تسقط مع الأيام دون أن يدري صاحبها).
(34) شيء يحيّر. (قول لشخص محتار).
(35) عايش على ذكريات. (سلامته. يبدو أنه جريح الحب).
(36) ما فيش صاحب يتصاحب. والدنيا ما فيهاش صاحب. توكلت على الله؛ لو فيه غراب أبيض يبقى فيه صاحب مخلص. زمان مفهوش صاحب حتى الندل بيتصاحب.(عُقد من الحياة جعلته يجزم بأن لا يوجد صاحب يستحق أن يصاحبه. لكن الحياة ليست بهذا السوء).
(37) No Love (وهذا لا يمكن لأنه لا تستقيم الحياة بدون محبة؛ فمن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة).
(38) لا أخ ولا صاحب. معدش حد يتصاحب. (نفس الفكرة السابقة: يأس من العلاقات بعد اختبارات مريرة)
(39) طالع في ملك الله. الله هو الملك. المالك هو الله. المُلك ملكه. دع المُلك للمالك. (شخص يضع يده بين يدي الله صاحب المُلك. وهو يعلن عقيدته الصحيحة عن ملكية الله لكل شيء في الخليقة. نعم الله هو ملك ملكوته؛ ونحن مواطني هذا الملكوت الذي له دستوره وقوانينه ونظامه الذي نتبعه).
(40) يا سلام لو الناس تبطل كلام. (أمنية مستحيلة). سلام يا بلد الكلام. يا سلام يا بلد الكلام. (يبدو أنه اقتنع أن هذا من الصعب حدوثه. لكن إله المعجزات موجود). لموني اللي غاروا منى. (لكن لا تنسَ أن هناك نقد بناء لا يُحسب لوماً. كن يقظاً. لا تقع في الخطأ وتظن أنك على صواب. وحسنة هي الغيرة في الحُسنى).
(41) دامت لمين. (لم تدم لأحد من البشر بالطبع. الله وحده هو الدائم)
(42) الرحمة حلوة. (أكيد. لكن لعل القائل يخاطب صاحب العين الحسود غير الموجود إلا في ذهنه).
(43) النفس الطمّاعة علّمها القناعة؛ وإن ما تعلمتش فكرها بأن الموت كل ساعة. ( درس القناعة رائع. وصاحب القول يريد أن يعلّم النفس الطمّاعة بالقوة؛ ونسى أن التهديد والقوة لا يصلحان في مثل هذ الحالات. الأمر يحتاج إلي الطبيعة الجديدة بالايمان وحياة التغيير والسلوك بالروح والقداسة).
(44) وبعد هالك يازمن. هو دا الزمان أو هو ده الزمن.(شخص قرفان من الزمن وحوادثه؛ لكن المشكلة ليست في الزمن بل في الناس).
(45) الرجولة مواقف والندالة دروس. (قول عفوى صيغ باسلوب العضلات والفتونة. وهو يعبر عن أنواع الناس في المعاملات: فهناك رجال من الناس يُظهرون مواقف نبيلة وقت الشدة. وهناك أندال من الناس يظهرون على حقيقتهم؛ لكن في النهاية يتعلّم الانسان العديد من الدروس في مثل هذه الحالات).
(46) الأصل طبعنا والنزاه ـ لعله يقصد النزاهه ـ في دمنا. (رجل يفتخر بأصله؛ وربما يقصد أصل السلوك والمواقف، وليس أصل النسب والعائلات. ويا ليت النزاهه ـ التي أرجو أن تكون حقيقية ـ الموجودة في دمه تكون موجودة في كل دم مصري).
(47) إنت غيرهم. (تمييز من نوع آخر).
(48) الصبر جميل. (ما أجمله قيمة نحتاج وجودها في مختلف الأوقات).
(49) الصبر مفتاح الفرج. (لأنه بداية الاتكال على الله ـ لكنه ليس اعلاناً للكسل والتراخي والسلبية).
(50) إن الله مع الصابرين. (ويقف إلي جانبهم باستمرار وهم يؤمنون ويثقون فيه ويتكلون عليه ولا يقصرون فيما يطلبه منهم أن يعملوا).
(51) وبشر الصابرين. (بكل خير؛ وبحل المشكلة ـ ووجود المنفذ بعد التجربة).
(52) الصابرين على خير. (نعم خير العاقبة ووصول الحل المناسب؛ أو وجود الرضى وقبول الواقع الجديد بشكر. وكل تعبيرات الصبر السابقة جميلة. والصبر فضيلة محمودة وتنقص عصرنا عصر السرعة والتيك أواى والاستعجال المدمر في بعض الأحيان. امنحنا يا رب الصبر مثلك ومثل أيوب).
(53) ربنا على الظالم والمفتري. وأفوّض أمري إلي الله. (وهو بالفعل جلت قدرته لا يترك ظلم بدون عقاب لكن في وقته وبطريقته).
(54) ولك يوم يا ظالم. (ويظل الإنسان ينتظر هذا اليوم دون أن يقوم بعمل أي شيء)
(55) محتاجلك يا رب. (ومن منا لا يحتاج لله. هو الكل في الكل. هو السند والعضد. هو الملجأ والحصن. هو العون والمعونة. هو الحصن والأمان).
(56) اصعب جراح الزمن الجرح منك. (مجروح جداً من الحبيب أو الصديق أو القريب. وأخطاء المقربين من أصعب الجراح. لكن علينا أن نعرف أن المقربين لنا هم بشر أيضاً يخطئون؛ وعلينا أن نسامح ونغفر بلا حدود).
(57) الشطار عاملين مشاكل. (لم يقل لنا من هم الشطار. لعله يفصل نفسه عن نوعية من الناس؛ فهو مختلف عنهم وأحسن منهم وأطلق عليهم لقب الشطار وهم ليسوا بشطار في نظره). الطيّار وبس. (هو مختلف وأسرع واحد بيطير). الجوكر ياولا. (يمكن يقصد نفسه أو عربيته ـ الأول والفائز. ربنا يعطينا التواضع)
(58) لعلها رحمة. (قول انسان متفائل). الإيمان بالله. (دعوة جميلة للايمان بالله).
(59) إن شاء الله خير. (قول شخص يُشجّع الآخرين على قبول ما حدث). توكلت علي الله. (وهل يوجد أفضل من ذلك. فالاتكال عليه هو حصن الأمان والسلام).
(60) نحمده. (نحمد الله في كل لحظة ووقت. ونحمده مع كل حال وموقف. ونحمده في اليسر والعسر. لكن البعض يكتب هذه الكلمة على أنها اسم ابنته أو زوجته "نحمده").
(61) طالب الستر. (تعال وألجأ إلي الله في المسيح وهو الذي يهب الستر الحقيقي). يا ستار. يا مسهل يا رب. (يطلب التساهيل في الطريق).
(62) العمر لحظة. العمر لحظة وتزعل ليه. (العمر لحظة وبخار وأشبار وعشب و لاشيء. وهذه حقيقة لا تزعل أي إنسان).
(63) سألت ربنا فأعطاني وعيون الناس مش سيباني. طلبنا من ربنا ادانا. (أشكر الله من أجل عطيته و لاتلتفت لعيون الناس لأنها لن تصيبك بشيء؛ وبلاش تخاريف).
(64) لو كان الرزق بالجرى ما كانش حد حصلني. (صحيح لكن عليك أن تقوم بواجبك وتؤدي عملك بإخلاص و لا تقصر في مسئولياتك). الحياة كفاح. (أمر أكيد).
(65) تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش. (اقرأ التعليق السابق).
(66) علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي. (ربنا يزيد الاطمئنان).
(67) من راقب الناس في رزقهم مات مهموماً. (هم لخالقهم. المراقبة ليست مسئوليتي. علىّ أن أراقب نفسي وأفعالي وأقيّم حياتي الروحية ومستواها).
(68) قيراط حظ و لا فدان شطارة. (الإيمان بالحظ موضوع يحتاج لمناقش. يا أفاضل إن الله يسيطر على الكون وله خطته والأمر ليس بمتروك للحظوظ).
(69) المنحوس منحوس ولو علقوا في رقبته فانوس. (نحس إيه وكلام فاضي إيه. كل من يقوم بواجبه لا ينساه الله).
(70) يحميكي من الميكانيكي. (دعاء ظريف عبارة عن سجع يعلن فيه صاحبه بأن سيارته غالية عليه؛ ومش عايزها في نفس الوقت توصل للميكانيكي لأن أجرته غالية).
(71) اشتكى منها الأسفلت. (ادعاء بقوة كاوتش السيارة؟ أم من كثرة مشاويره على الطريق؟ المهم أن لا يشتكي منك الناس أو رجال المرور). شيفورليه …. ولا ديمكس تبكيني. (ماركة أحسن من ماركة). الأصل يعمّر والتقليد يدمّر. (نفس لغة الاعلانات المنتشرة لبيع سلعة أصلية بصناعة قوية انتشرت وعرفها الناس من الاستعمال).
(72) الحلوة عجباني وصاحبها فكهاني. (يا ترى ماذا يقصد هل سيارته أم التي تسير في الشارع من مخلوقات الله الجميلة. عيب عليك لازم تغض البصر وبلاش شقاوة).
(73) وعد الحبيب. (هل وعد اسم أم فعل؟ وفي الحالتين نتمنى تنفيذ الوعد لك لتعيش سعيداً وتدوم المحبة. لكن ما أتمناه أن لا نكثر من الوعود؛ لأن ما حولنا وما يحدث لنا مرات كثيرة ما يجعلنا لا نستطيع تنفيذ الوعود؛ وهنا تحدث الجراح النفسية ونؤذي من نحب عندما لا ننفذ الوعود دون قصد ولأسباب خارجة عن الإرادة).
(74) بنت الأكابر. (من هي يا ترى؟ سيارتك ولا حد تاني غير قادر أن تصل له). أم العيال الفقيرة / أم العيال الغلابة. (وهو هنا أكثر تواضعاً؛ لكنه يريد أن يُبعد عين الحسود عنه. يريد أن يقول هذه السيارة هي أم العيال هي وسيلة الرزق للأولاد؛ فأرجوك لا تحسدها بعينك. والعين الحاسدة غير موجودة و لاتؤثر على المؤمن. إن ثقافة الجهل أنجبت الإيمان بالعين الحاسدة).
(75) وأحدهم بعد أن كتب أسماء أولاده وبناته كتب: ربنا يبعد عنهم الحرام ويغنيهم بالحلال. يا بركة دعاء الوالدين. (روح الدعاء والصلاة من أجل الأولاد جميلة؛ ولعل أفضل دعاء هو أن يعرفوا طريق الله المعرفة الصحيحة. وبعد ذلك ستأتي الأمور الأخرى الجميلة ثمرة لمعرفة الله والتي تأتي بالإيمان وينتج عنها طبيعة جديدة جميلة. والأولاد يتعلمون ما يعيشون ويرون في أهلهم أكثر مما يتعلمون بما يسمعون منهم).
(76) أوعى تقول أنا الأمير دي مهنة ملهاش كبير. (وهذا أمر يقود للتوازن مع الأقوال الأخرى التي تخالف ذلك).
(77) نعمة على الطريق واللي يكرهها يعمى. (أي كانت النعمة الموجودة على الطريق التي يقصدها سواء سيارته أم شيء آخر؛ فإن النعمة لا تعرف مبدأ الايذاء ـ يعني إيه اللي يكرهها يعمى. إن الله صاحب النعمة هو الغافر الرحيم بل وهو المحب الذي يعطي الفرصة للتوبة وهو يستطيع أن يُغيّر الانسان الكاره للنعمة).
(78) الغربية أحلاهم. (متعصب لمحافظته. وربنا يخلي كل المحافظات حلوة).
(79) كيداهم. (يا ترى مين اللي كيداهم؟سيارتك ولا شخص تاني. اصل هناك اسم بهذه الاسم: كيداهم. ربنا يرفع من وسطنا في التعاملات الكيد والشماته؛ أصلهم اولاد عم).
(80) سوبر فاستر. (ربما هذا مرتبط بماركة سيارة معينة. وكرر السائقين كتابتها على ماركات أخرى. ربنا ينقذ النا من مخاطر السرعة الزائدة).
(81) يا عم دوس سيبها تجيب فلوس. (قول متناقض مع الكثير من الأقوال. قول شخص مستهتر لا يلتزم بقواعد المرور).
(82) سيبها على الله. (عكس القول السابق. فهو هنا يتركها على الله ولا يعتمد على السرعة في الدوس على البنزين أو الجاز. لكن هذا القول عند البعض هو عكس ذلك. يريد أن يقول اسرع و لايهمك؛ وسيبها على الله واللي يحصضل يحصل. والسؤال كيف تعلن ايمانك بالله وتريد أن تخالف النظام في نفس الوقت. يا ترى نعمل إيه في المخالف والغلطان. ربنا يكون في عون الشرطة).
(74) ساعة القدر يعمى البصر. (ربما يقصد أنه لا يعرف كيف يتصرف وقت الخطرز لكن على الإنسان أن يتعلّم كيف يواجه الخطر؟ وكيف يتصرّف بطريقة صحيحة؟).
(75) قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا. لا تتعجب إنها إرادة الله. (وكل هذا صحيح؛ لكنه لا ينفى مسئولية الإنسان. فهذا ليس مدعاة للسرعة الزائدة أو أية مخالفة أخرى)
(76) نصيبك يصيبك. واللي يصيبك يصيبك. والنصيب غلاّب. ( إذا كانت تُقال والغرض منها التسليم؛ فهذا شيء جميل. ولكني أعتقد أنه يستخدمها وكأنها حجة لعمل المخالفة؛ كما علمت من مناقشة أحد السائقين. وهنا يكمن الخطر).
(77) قسمة ونصيب. (نعم، لكنها ليست عذراً للمخالفات وعدم الالتزام).
(78) اللهم أعطِ كل واحد ما يتمناه لي. (لعل الطلبة هنا تحمل المجال السلبي والإيجابي معاً. فهو يتمنى الخير لمن يتمنى له الخير. ويتمنى الشر لمن يتمنى له الشر. وهذه الروح العدائية مرفوضة. المهم أن نقوم نحن بالدور الإيجابي وبعمل الخير ونترك الباقي على الله؛ فهو تعالت قدرته الديّان والذي يُعاقب البشر على ذنوبهم. ونحن علينا أن لا ننسى القاعدة الذهبية: "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم")
(79) بسيطة. (يهوّن من المصيبة أو الموقف الصعب).
(80) الشقي. (يا سلام. يريد أن يخيف السائقين الآخرين والمارة. أو هو شقي في حاجة تانية).
(81) النمر نمر. الأسد أسد. الملك ملك. الكبير كبير. الباشا باشا. ابن العز باشا. احترام الكبير واجب. (يقصد كل واحد له مقامه ـ لكن ليس عليه أن يطيح في الآخرين حسب هواه. أما احترام الكبير المحترم فهو مبدأ رائع وفضيلة لا نقاش عليها؛ ويا ليت الاحترام الذي كان موجوداً في الزمن القديم للوالدين والمعلمين والمديرين يعود مرةً أخري في زماننا الحديث).
(82) هو العاطي. هو الحارس. هو المالك. هو الحامي. ( ومن يقل غير ذلك؛ فعليه أن يراجع ايمانه وعقيدته).
(83) العبد في التفكير والرب في التدبير. (أكيد؛ لكن هذا لا يمنع العبد من عمل الشيء المناسب والمطلوب منه في الوقت المناسب وحسب الموقف. هذه ليست حجة للسلبية والتراخي).
(84) العزة في طاعة الله. (وينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس. وهذا هو مصدر العزة والقوة).
(85) والعاقبة للتقوى. (التقوى والبر يتمتعان بنتائج طيبة على المدى القريب والبعيد).
(86) هو الرب وانت العبد. (لا جدال في ذلك. ولكل انسان حدوده أما الله فلا حدود لقدراته). احترام الكبير واجب. (مبدأ جميل).
(87) لا تنس ذكر الله. اذكر الله. خاف الله. فاذكر ربك إذا نسيت. (ولنذكره بصلاتنا وسلوكنا المميز والملء بالقيم والفضائل والمباديء والأخلاق الحميدة).
(88) قدّر وما شاء فعل. (الأفضل قضى أو قصد). أمر الله وما شاء فعل. الله وما أراد وكل ما شاء فعل. (بالتأكيد؛ فإن كل الأمور التي حدثت وتحدث وسوف تحدث هي جميعها داخلة ضمن قضاء الله وقصده سواء بقضاء محتوم منه أم بسماح إلهي منه بسبب خطأ الإنسان).
(89) عادل يا رب في قضاك. (بلا شك؛ فهذا يقين المؤمن).
(90) عادل يا رب في حكمك. (طبعاً؛ والمؤمن يقبله بالشكر).
91) المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين. (هو أمر واقع؛ لكنه ليس رخصة للنوم وعدم العمل).
(92) من العين يا رب سلّم. (خايف ليه؛ هو معاك ويحميك). عضة أسد و لا نظرة حسد. ( ياراجل مش للدرجة دي. لماذا هذه المبالغة. إن الحاسد لا يأذي إلا نفسه. لا تخف؛ إن الحسد لا يؤثر في المؤمن)
(93) كفاية يا عين. (الأفضل أن تصلي من أجل سلامتك وتتكل على الله و لا يهمك عين ولا الكلام الفاضي ده).
(94) خليك في حالك. الله يصلح حالنا وحالك. الله يربحك؛ سيبني في حالي. (إذا كان المقصود هو اختصار العلاقات؛ فهو إلي مستوى ما وتحت أحوال معينة لا مانع. أما إذا كان خوفاً من الحسد؛ فهذا خوف لاداعي له. ليس هناك عين تختص بالتدمير. هذا وهم).
(95) يا ناس يا شر كفاية أر (وبالصعيدي: قر. لكن أر الناس لا يؤثر في المؤمنين. لماذا كل هذا الرعب من أشياء لا وجود لها. إن حدث شيء ما في هذا الخصوص فهو مصادفة ليس إلا).
(96) منهم لله. هو المنتقم الجبّار. (أكيد إن الله ىيعاقب المخطيء).
(97) خليك مع الله. (يا ريت المؤمنين بعين الحسود يؤمنوا بهذا التعبير الجميل؛ خليك مع الله. خليك مع الله فعلاً وقولاً وفكراً وسلوكاً وعقيدةً و لا تخف من الحاسد).
(98) عين العبد غدارة وعين الرب ستارة. (أكيد عين الله حارسة؛ ومادامت تحرسك ـ فلا تخاف من العين الحاسدة لإنه لا وجود لها و لا قوة لها).
(99) وردة في الكاس. يكفيك شر عيون الناس. (وهذه عبارة من العبارات الكثيرة التي سنتعرض لها عن الحسد. وبالتالي سنتابع التعليق عليها في حينه).
(100) الدنيا غدارة والأرض دواره. (لا ضمان في عالمنا. الضمان والأمان وحده في الله؛ فراجع علاقتك الروحية معه).
(101) ريم ومروة ـ اسقينا من حنانهم نُروى. (لعله يتحدّث عن ابنتيْه ريم ومروة مش عن حد تاني).
(102) العين صابتني ورب العرش نجاني. (إلهك رب الأرباب وجميع العروش وهو بالفعل ينجيك فلماذا أنت خائف من شيء لاتاثير له عليك يا مؤمن).
(103) أعوذ برب الناس. أعوذ برب الفلق. (والعديد من الآيات القرآنية مكتوب على السيارات. وفيها يستغيث الداعي بالله. وجميل أن يوّجه الإنسان دعاه وصلاته لله).
(104) ما تبصليش بعين ردية. بص للي ادفع فيَّ. (لا تخليه يبص لك ولا يبص للي دفعته. عامل زي اللي بيقول بص بعينك وارحم بقلبك. مخاوف لا أساس لها).
(105) يا عم قول يا رب. (بس ما تغلطش).
(106) خليها على الله. (هو سندنا لكن ما تتشطرتش بالفهلوة والتهرّب والمخالفة).
(107) يقيني بالله يقيني. (وليس لنا يقين إلاه).
(108) إنت مالك الملك. (ومن يتجرأ لينكر ذلك؛ أو يقول بغيره).
(109) يا ناس يافل الخير للكل. نهارنا أبيض إن شاء الله. يا صباح الفل الرزق للكل. يا ناس يا فل الرزق للكل.
(تفاؤل طيب ـ بس شيل من ذهنك العكس).
(110) في حفظ ورعاية الله. (له نسلّم نفوسنا وسياراتنا وطريقنا).
(111) يا لطيف يا رب. (من ماذا تخاف وترتعب؟ اتكل عليه وسلّم له طريقك). كريم في عطائه لطيف في قضائه. (وهي تعبير جميل عن كرم الله في عطائه ولطفه في قضائه).
(112) سترك يا رب. يا رب سترك. يا رب سترك ورضاك.. مستورة بأمر الله. على الإبرة والمسمار وربك الستّار. (وكل هذه دعوات جميلة. وهنا يعلن بلغة خفيفة و ظريفة أن سيارته تسير لكن يمكن أن تتوقف بسبب إبرة أو مسمار عندما ينفجر الإطار. لكني هنا أريد أن أقول أن أفضل ستر هو كفارة دم المسيح التي تستر كل خطية وتغفرها وتطهرنا من كل اثم).
(113) يا رب سلّم. سلّم يا رب سلّم. (ليعطي الرب السلامة للجميع).
(114) يا رب عفوك ورضاك. (وعفو الله ورضاه مطلوبان في كل الأوقات).
(115) عين الحسود فيها عود. (قلنا لاخوف من الناس وليس هناك عين تملك قدرات خاصة مدمرة. ثم لماذا الأذية لوضع عود في عيون الناس؟ أين أمنيات الخير للجميع؟).
(116) اثنان في النار الحاقد والحاسد. (لكن هناك مجال للتوبة والتغيير. والله وحده له سلطة المعرفة والتحديد والدينونة وليس نحن البشر).
(117) إيه النظام حبيت أرمي الشبك. (ولد فرود ولا نقول روميو ملهب قلوب العذارى. وهنا التناقض في الشخصية المصرية الحالية: يظهر بأن شديد الايمان والتقوى وبعدها وفي نفس اليوم أو حتى اللحظة ينقلب ليكون المشاكس والذي يقوم بأفعال عكس التقوى. وكله ماشي).
(118) عمري ما أنساك. (جميل الإخلاص في الحب الحقيقي والذي يقود للزواج).
(119) بادحرج التماسي و لا أنت ناسي. (شقاوة عبيطة). ابقى تعالى بالليل. (هنا لا نعلم من يخاطب من؟ وإذا كان الحديث بين زوجين؛ كان الواجب أن لا يُكتب هذا علناً. أما إذا كان شيء آخر فهو من نوع الشقاوة العبيطة).
(120) راجعة بإذن الله. تمنياتنا برحلة سعيدة. (أمنية جميلة. وانتبه للقيادة ولا تفكر في شيء آخر. ويحفظك سلام وأمان وعناية الله باستمرار. أمنية لجميع من هم على الطريق).
وفي ختام المقال سأركز على أهم ما يشغل ثقافة وذهن معظم شعبنا المصري.
(1) إننا نحيا في مجتمع ثقافته التواكلية والقدرية:
تشعر بأن الأيديولوجية الفاسدة لتغييب وتخدير الشعوب؛ ما زالت موجودة في عالمنا. وهذه الأيديولوجية يتم امدادها بالمقولات من الموروث الثقافي الشعبي وحتى الديني الذي يُوظف بصورة سلبية للأسف. وكل هذه تدفع الإنسان:
للسلبية
والاستسلام
والانسحاب
والكسل
والخنوع
وصغر النفس
والضعة
والرضى بالقليل
وعدم المطالبة بحقه
والتسليم بقضاء وقدر الله الذي لا راد له وليس لك قدرة على تغييره ـ اقرأ مقال رفيق رسمي نصف الكوب الفارغ بعدد يوليه 2007م. في جريدة الطريق والحق ص 4 ـ وهو ما أؤيده.
إن الإيمان بالقدر مترسخ في أعماق الشخصية المصرية. فالمصري يؤمن بأن كل ما يحدث حوله هو من صنع القدر. وهذه سمة من سمات مجتمعنا الزراعي. فمصر عبارة عن وادٍ أخضر ضيّق يشقه نهر النيل، وكل أجدادنا كانوا يعملون بالزراعة. وكان الفلاح يلقي البذار في الأرض وينتظر الشهور الطويلة إلي وقت الحصاد. فإن جاء الحصاد كثيراً كان القدر خيراً، وإن هاجمته الآفات وأكله الدود كان القدر شراً. وكان الفلاح المصري طوال آلاف السنين يجلس في حالة تمن. إنه يتمنّى الحصاد الكثير، ويتمنى نزول المطر ويتمنى الفيضان … إلخ.
يقول الدكتور أحمد يوسف: "ظاهر أن التسليم بالقضاء والقدر من شيم المصريين". وبذلك رأينا الأمثال الشعبية التي يرددها الناس ويكتبونها على السيارات تعبر عن ذلك خير تعبير. إن ثقافة شعبنا المصري تعبر عن إيمانها بالقدر وبالمكتوب.
(2) والتواكلية والقدرية تقود لثقافة المستقبل في يد الله:
وبذلك يتجاهل المصري تماماً الدور البشري. نحن نؤمن أن الله هو المتحكم في كل شيء ويضمن الحاضر والمستقبل وكل شيء هو بين يديه. لكن الله يريد أن نقوم بدورنا. علينا أن ننبر على التوازن بين الدور البشري والدور الالهي. الله هو الذي ينقذ لكن من خلال بعض البشر أو بعض مجهوداتهم. صحيح أن المستقبل في يد الله لكنه يصنعه بنا.
يقول الدكتور القس جون ستوت: "لم يخلق الله كوكب الأرض لكي ينتج من تلقاء نفسه، فعلى الكائنات البشرية أن تُخضعه وتطوّره. ولم يغرس جنة تتفتح أزهارها وتنضج ثمارها من تلقاء نفسها بل عيّن بستانياً يعتني بالتربة".
إن الله يريد ويُسرّبأن يُشرك الإنسان معه في العمل. وكل ما نستطيع نحن أن نفعله لا يفعله هو بدلاً منا، وإلا سيعلمنا الكسل والتراخي. وهو يريد أن نقوم بدورنا على أكمل وجه.
إن الروح القدس يريد أن يستخدم قدراتنا وامكانياتنا، فنحن لسنا مجرد دُمي أو قطع شطرنج، إنه يحترم فكر الإنسان وقدراته. هل الاستناد على الروح القدس يعني أن تسير حياتنا وخدمتنا بعشوائية؟ كلا. إن اعتمادنا على الروح القدس يجب أن يدفعنا للمزيد من الإعداد والدراسة والتخطيط. فهل نعيش بعشوائية ونظن أن هذا هو الاتكال على الروح القدس!
(3) علينا بالجهاد القانوني؛ والقيام بدورنا الإنساني الغائب في مجتمعنا:
علينا بالتدريب وبذل الجهد. علينا الكثير لتسير حياتنا حسب خطة الله. لكي تفوز بسباق عليك بالتخطيط والتدريب. وهذا ما قاله بولس لكورنثوس عن أهمية التخطيط والتطلّع إلي الأهداف والسعي وراءها: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحداً يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا" (1كو 9: 24). وفكرة بولس مقتبسة من ساحة الالعاب الرياضية الأولمبية حيث كانت تُقام المباريات والأولمبيات سنوياً في أستيموس والتي تبعد حوالي عشرة أميال عن كورنثوس. وكان اللاعب قبل أن ينزل الملعب يبذل اقصى مجهود في التدريب والتخطيط لكي يفوز بالجائزة، وهكذا على كل إنسان أن يبذل أقصى مجهود في التدريب والتخطيط حتى يستخدمه الروح القدس بقوة وفاعلية، ويحقق أعظم الإنجازات لمجد الله.
(4) هناك رعب وخوف عام من موضوع الحسد وبطريقة مرضية لاداعي لها:
وهي القضية التي تشغل فكر وتعبيرات ومعتقدات الناس. وقد لمسته في أكثر من تعليق بوضوح وتفصيل نوعاً ما.
فنحن نؤمن أنه لا توجد عين حسودة وعين غير حسودة. والحاسد لا يضر إلا نفسه. الحسدلايضر المؤمنين. وأستودعكم بركة ونعمة ورحمة ومحبة المسيح. صلوا لأجلي.