لتهتم بنموك العقلي!
الله حبه للإنسان وهبه سلطانًا على كل الخليقة (تك28:1)، لكي يتعرف على قوانينها وطاقاتها وأسرارها، مستخدمًا هذا كله لبنيانه ونموه لتقدم الحياة البشرية. خلقه كائنًا عاقلًا لكي يحسن استخدام العقل لحساب البشرية، وليس لكي يوقف عمله أو يسيء استخدامه.
الشاب الروحي يعرف بروح الله كيف ينمو في قدراته العقلية بنجاح. يوسف تدرب بحكمة أن يدير بيت فوطيفار، وأن يقود المساجين وهو سجين معهم، وأيضًا أن يدبر توزيع الغلال لا على مستوى مصر جميعها بل والبلاد المحيطة بها أيضًا. وداود أيضًا كان ناجحًا ليس فقط كنبي بل وكقائد مدبر للجيش وملك وقاضٍ. وهبه الله حكمة واتزانًا وبركة في كل عمل تمتد إليه يداه.
إذن، إيماننا ملتحم بحيوية الفكر ونمون، نلتزم حتى في العبادة أن نمارسها بالروح كما بالذهن (1كو15:14).
يمكننا القول بأن نمو شخصية الإنسان -خاصة في سن المراهقة- تستلزم النمو العقلي جنبًا إلى جنب مع الجوانب الأخرى، فإن كانت العاطفة تتجلى بكل قوتها في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعي، لكن يليق بالمراهقين أن يقرنوا العاطفة المتأججة بالحكمة والتفكير النامي الناضج، ليس فقط في علاقتهم بالمراهقين أصدقائهم من كلا الجنسين، وإنما أيضًا في حياتهم الروحية والأسرية،. العقل المتزن هبة إلهية، يسند العواطف ويكملها وينميها، فلا تنحرف عن غايتها لتصير علّة تحطيم لشخصياتهم ولعواطفهم ذاتها.
مرحلة المراهقة فرصة ذهبية، يتعلم خلالها الإنسان وسط عنف العواطف وجبروتها كيف تمتد يد الله لتهب الإنسان حكمًة واتزانًا ليعيش بعقله مع قلبه، يعملان بالنعمة الإلهية في تناغم بلا نشاذ.