رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوئيل والخطية القاتلة كان يوئيل ، أشبه بالإنسان الذى يمشى بين الخرائب والأنقاض ، ولو أنه كان مجرد كاتب من كتاب التاريخ ، لحدثنا فقط عن نوعين من الخراب ألما بالبلاد ، وأتيا على الأخضــــــر واليابس ، وهما : حرب الطبيعة ، وحرب الإنسان ، ... فالطبيعة تتمثل فى غزوة الجراد ، والحرب تظهر فى انقضاض العدو ، وليس هناك وصف أرهب أو أقسى من وصف يوئيل لكليهما ، ففى الأصحاح الأول ، نرى غارة رهيبة مروعة استخدام فيها اللّه جيشه العظيم ، من الجراد ، من القمص ، والزحاف ، والغوغاء ، والطيار - أربعة أنواع من الجراد بحسب ألوانها ونضوجها ، وغارات الجراد رهيبة ومفزعة لم تبق على شئ ، فالكرمة خربت ، والتينة تهشمت ، وقد تقشر كل شئ ، وطرح ، ولم تبق هناك سوى القضبان البيضاء الخالية من الورق والثمر معاً ، ... ولم تكن هناك تقدمة يمكن أن تقدم لبيت اللّه ، بعد أن ضاع المحصول وتلف الزرع بأكمله : « انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب ، ناحت الكهنة خدام الرب » ... « تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة ، ولولوا ياخدام المذبح ، أدخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام إلهى لأنه قد امتنع عن بيت إلهكم التقدمة والسكيب » " يؤ 1 : 9 و 13 ) كما أن الفلاحين استولى عليهم البؤس والضيق : « خجل الفلاحون ، ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير ، لأنه قد تلف حصيد الحقل . الجفنة يبست والتينة ذبلت .. الرمانة والنخلة والتفاحة ، كل أشجار الحقل يبست . إنه قد يبست البهجة من بنى البشر » .. " يؤ 1 : 11 و 12 " « أما انقطع الطعام تجاه عيوننا ، الفرح والابتهاج من بيت إلهنا ، عفنت الحبوب تحت مدرها . خلت الأهراء . انهدمت المخازن ، لأنه قد يبس القمح ، كم تئن البهائم ، هامت قطعان البقر لأن ليس لها مرعى ، حتى قطعان الغنم تغنى . إليك يارب أصرخ لأن ناراً قد أكلت مراعى البرية ، ولهيباً أحرق جميع أشجار الحقل، حتى بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعى البرية». " يؤ 1 : 16 - 20 " . وفى الأصحاح الثانى وصف مروع رهيب للغزو الحربى : « شعب كثير وقوى لم يكن نظيره منذ الأزل ، ولا يكون أيضاً بعده إلى سنى دور فدور . قدامه نار تأكل ، وخلفه لهيب يحرق ، الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب ، ولا تكون منه نجاة كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون . كزفير لهيب نار تأكل قشاً . كقوم أقوياء مصطفين للقتال . منه ترتعد الشعوب، كل الوجوه تجمع حمرة يجرون كأبطال . يصعدون السور كرجال الحرب ،يمشون كل واحد فى طريقه ولا يغيرون سبلهم، ولا يزاحم بعضهم بعضاً ، يمشون كل واحد فى سبيله وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون ، يتراكضون فى المدينة ، يجرون على السور يصعدون إلى البيوت ، يدخلون من الكوى كاللص . قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء ، الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها ، والرب يعطى صوته أمام جيشه . إن عسكره كثير جداً . فإن صانع قوله قوى لأن يوم الرب عظيم ومخوف جداً فمن يطيقه » " يؤ 2 : 2 - 11 " ... ومن المعتقد أن هذا وصف من أرهب وأقسى الأوصاف القديمة التى حملها التاريخ لنا عن الحرب !! ... على أنه من اللازم أن نشير إلى أن غزو الطبيعة ، أو غزو الحرب ، ليس مجرد أحداث شاءها سوء الظروف أو الطالع ، أو نتيجة لهذا أو ذاك من ظواهر الطبيعة ، أو علاقات الناس بعضهم بالبعض ، إن الأمر عند يوئيل أعمق من ذلك كثيراً ، .. إنه نتيجة الخطية القاتلة الرهيبة ، ... وإن يوم الرب بهذا المعنى ، هو ذلك اليوم الذى يأتى فيه الرب ، قاضياً دياناً ، ليعاقب الخطية الفجور والفساد بين الناس ، فى أى مكان وزمان ، وفى الوقت عينه هو صورة ورمز ليوم الدينونة الأخيرة ، عندما يضرب اللّه ضربته الكاملة للخطية ، وحيث يقول الأشرار للجبال أسقطى علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الحمل !! .. |
28 - 08 - 2013, 07:18 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: يوئيل والخطية القاتلة
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
04 - 09 - 2013, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوئيل والخطية القاتلة
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية |
يوئيل 3 - تفسير سفر يوئيل |
يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل |
يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل |
الذات والخطية |