رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تاريخ اللغه القبطيه واصولها علي مر العصور
أهمية اللغة القبطية وتاريخها اللغة المصرية القديمة : + نبعت اللغة المصرية القديمة من وجدان الشعب المصرى وبيئته ، فكانت منسجمة مع تكوينه النفسى والعضوى ، بصفتها لغة نابعة منه وليست دخيلة مفروضة عليه. ولهذا نجد أن معظم اللغات الدخيلة كانت معوقة للشعوب وسبب مباشر فى تأخرهم الحضارى والثقافى . + بدأ المصرى القديم بكتابة لغته الهيروغليفية (أى النقش المقدس) بالرسوم التى تدل على معنى (مما يسمى ideogram) فيرسم مثلاً (شمس) ليعبر عن كلمة شمس وتُنطق ( رع ) . + ثم تحول إلى إستخدام الرموز فى التعبير عن الأصوات (مما يُسمى phonogram) مثل إستخدام (الفم) ليعبر عن حرف الراء ( ر ) إذ أن الفم باللغة المصرية القديمة يُنطق (رو) .. وهكذا نشأت أبجدية رمزية مثل : رمز الطائر ليعبر عن الألف الممدودة ومنها جاء شكل حرف .. رمز حذاء ذو رقبة طويلة (بووت بالإنجليزية) ليعبر عن حرف الباء ومنها جاء شكل وتتطور إلى حرف إلى آخر الرموز الحياتية التى أمكن للمصرى القديم أن يعبر بها عن الأصوات حتى وصلت إلى 000 10 علامة ، إستخدمت فى النقش على جدران المعابد والمسلات كنقش فرعونى مقدس يستخدمه كهنة المعابد فقط ولهذا سميت الهيراطيقية (أى الكتابة المقدسة). + إلاّ أن عموم الشعب المصرى القديم وجد أن من الصعب عليه حفظ وكتابة هذا الكم من العلامات الصوتية فقام بإختصارها إلى أبجدية بسيطة .. وأطلق عليها إسم الديموطيقية (أى الكتابة الشعبية) كما فى الجدول الآتى: إضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي 743x419px. (بالإضافة إلى بعض الرموز الأخرى الثنائية والثلاثية والمحددات لأصوات مركبة من أجل إستكمال باقى الحروف الصوتية) + إعتبرت هذه اللغة من أقدم اللغات تقريبا فى حوض البحر المتوسط وعنها إقتبس التجار الفينيقيون أبجديتهم التى شكلت بدورها جذور اللغة اليونانية .. لتعود الأخيرة إلينا مرة أخرى فى عهد البطالمة !! + إهتم بطليموس فيلادلفوس (332ق.م.) بنشر اللغة والثقافة اليونانية من أجل فرض سيطرته على الإمبراطورية ، ولهذا السبب إستدعى 70 شيخ من أحبار اليهود لترجمة الأسفار المقدسة إلى اليونانية لتكون فى متناول الشعب.. + إستقبلت مصر كاروز الديار مارمرقس البشير الذى أنار عقولنا بالإيمان المسيحى وترك لنا إنجيله المقدس مكتوباً باللغة اليونانية .. فأصبح لدى المصريين العهد القديم باليونانية (الترجمة السبعينية) والإنجيل أيضاً باليونانية. + أصبحت اللغة الديموطيقية لغة منطوقة فقط نظراً لكثرة الحروف المركبة لكتابتها .. + جاء القديس بنتينوس فى منتصف القرن الثانى الميلادى وتولى رئاسة مدرسة إسكندرية اللاهوتية حوالى 181م ، وقام بكتابة حياة السيد المسيح باللغة الديموطيقية ولكن بحروف يونانية .. مثلما نجد فى بعض نسخ الخولاجيات الحالية التى تكتب صلوات القداس القبطية بأحرف عربية كالآتى فى (إشليل): صـــلِّ | إشــلـــيـل | + واستطاع القديس بنتينوس أن يضع أبجدية قبطية جديدة تضم الحروف اليونانية (24 حرف) مضافاً إليها سبع حروف ديموطيقية لم تستطع الحروف اليونانية التعبير عن أصواتها (هى: ) لتصبح جميعاً (32 حرف بما فيهم حرف الذى يعبر عن الرقم 6). + وبهذا استطاع القديس بنتينوس أن يترجم الكتاب المقدس إلى لغة المصريين الدارجة بأحرف مكتوبة ليتعلموه فى بيوتهم وكنائسهم .. ومن هنا شاع إستخدام اللغة القبطية كشكل متطور من اللغة المصرية القديمة . + يجدر بنا الفخر بالإشارة إلى أن علماء الكتاب المقدس حالياً يعتبرون الترجمة القبطية للكتاب المقدس - والتى قدمها لنا القديس بنتينوس فى القرن الثانى الميلادى - هى أدق ترجمة للكتاب المقدس فى العالم حتى الآن (إذ أنها كانت تعتبر وقتها ترجمة بين لهجتين متقاربتين نظراً للتداخل الشديد بين المصرية القديمة واليونانية والقبطية). + جاء القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين فى بداية القرن الخامس الميلادى لينظم قواعد الصرف للغة القبطية . + عند دخول العرب مصر بقيادة عمرو بن العاص (641م) إحتاج المصريون لمعرفة لغة الحاكم الذى لا يعرف لغتهم حتى يمكنهم التفاهم معه ، خاصة بعد عام المجاعة فى شبه الجزيرة العربية والتى إضطر فيها بن العاص أن يرسل من خيرات مصر ما وصفه البعض بالقافلة الطويلة التى أولها فى الجزيرة العربية وآخرها لازال بمصر. + ومما أضعف اللغة القبطية فى ذاك الزمان مشكلة الإرتباع - وهى حلول البدو كضيوف أثناء فترة الربيع على البيت القبطى من أجل التمتع بخيرات مصر وجوها البديع وأقباطها الطيبين - فاضطرت الأسرة القبطية إلى تعلُّم لغة الضيف المتوطن بالمنزل للتفاهم معه وخاصة خلال فترة غياب الأب القبطى فى العمل للصرف على الضيافة . + كانت مصر تثور وتُقمع بوحشية كل 15 سنة تقريباً ولمدة قرنين من الزمان. حاول خلالها الحكام على تتابع السنين أن يُخضِعوا المصريين المقاومين لسيطرتهم عن طريق إغتيال لغتهم القبطية وهويتهم المصرية وصبغهم باللغة والقومية العربية (لاحظ أن ذلك لم يحدث فى بلاد مثل إيران وأفغانستان وباكستان ..إلخ). + جاء الملك عبدالله بن مروان فى عهد الوليد (بداية القرن الثامن الميلادى أى قبل مرور قرن على دخول العرب مصر) ليأمر بتعريب الدواوين وفصل كل مَن لا يعرف اللغة العربية من العمل. + فى بداية القرن الـ 11 الميلادى يتملك الحاكم بأمر الله الفاطمى وهو لازال صبى فى مقتبل العمر فتأتى قراراته وأحكامه غريبة المنطق والشكل ومتقلبة فى أحيان كثيرة ، فيحظر التكلم باللغة القبطية نهائياً حتى فى البيوت ويأمر بقطع لسان كل من يتكلم بها . وهنا نشط دور خفراء الدرك من ملاحظة الأطفال الذين يتحدثون القبطية ومراقبة العسس والبصاصين للمنازل القبطية للفتك بكل مَن يتكلم باللغة المصرية (القبطية) . + كان الحكم التركى والحكم العثمانى عصراً قاسياً مهيناً للأقباط ، أبيدت خلالهما قرى بأكملها .. وأغتيلت فيه اللغة القبطية تماماً تحت وطأة الضغوط القاسية للحكام العرب من أجل فرض لغتهم وطمس اللغة المصرية. + جاء البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح ليشكل لجنة برئاسة عريان باشا مفتاح لإحياء اللغة القبطية وضبط النطق إسترشاداً بالنطق اليونانى الحديث (مما أوقعهم فى بعض أخطاء) وقد دعيت هذه اللهجة بالبحيرى وهى المستخدمة الآن فى الصلوات والألحان والتسابيح الكنسية (بخلاف اللهجات الفيومية والأخميمية ..) + نذكر أيضاً بالإجلال الدور الكبير الذى قام به أقلاديوس لبيب فى تأليف قاموس وأجرومية وكتب تعليم اللغة القبطية ، كما قام بإحياء اللغة القبطية فى أسرته لكنها إنتهت بوفاته . + لا نغفل الدور الذى قام به الشماس الدكتور إميل ماهر (القس شنوده ماهر) فى إحياء اللهجة الصعيدية القديمة. + كما نقدّر الجهد البالغ والدفاع المستميت الذى يبذله الشماس الدكتور كمال فريد إسحق فى إحياء اللغة القبطية. الرب يعطينا كل بركة ونعمة وقوة لنستطيع الحفاظ على ألحاننا وطقوسنا وهويتنا .. لغتنا وتراثنا .. لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد .. آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حروف اللغه القبطيه |
الأرقام في اللغه القبطيه |
الأرقام من 1 الى 20 في اللغه القبطيه |
لمحه عن اللغه المصريه(القبطيه) |
تاريخ اللغه القبطيه |