الخاتم الألماظ
-=-=-=-=-=-
حكت لنا الأم الفاضلة مارى اسكندر يوسف ما يلى:
**************************************
كان لها خاتم ألماظ به فص زمرد أخضر وكان هذا الخاتم عزيزاً جداً عليها لأنه كان أول هدية من زوجها المتوفى. فقد قدّمه لها قبل الخطبة، وكان قد تقدم لخطبتها بعد أن رآها فى احتفال عيد القديسة دميانة بالبرارى. وقع هذا الفص الزمرد من الخاتم وفقد منها. ظلت تبحث عنه كثيراً ولكن دون جدوى.. وأخيراً أعطت الخاتم لوالدتها وقالت لها: "الفص الزمرد ضاع، وكلما أنظر الخاتم بدون الفص أغتم، احتفظى أنتِ بالخاتم لا أريد رؤيته هو مش أغلى من اللى راح (وتقصد زوجها المتوفى)". ومر على هذا الحدث ما يقرب من ستة أشهر.
وفى أثناء نومها فى أحد الأيام فى حوالى الساعة الثالثة فجراً فوجئت بأحد يربت على كتفها ويناديها باسمها ثلاث مرات متتالية ويقول لها "مارى مارى مارى". فنظرت ووجدت شابة مرتدية ثوب لونه أخضر فاتح يشبه السارى الهندى وأطرافه من القصب والفصوص، والطرحة التى على رأسها من نفس نوع قماش الفستان، وشعر رأسها لونه أسود يصل إلى الوسط، ولون العينين والحواجب أسود. مرتدية حذاء به سيور ذهبية تبدأ من الأصبع الكبير وتنتهى إلى الساق.
اضطربت السيدة مارى من هذا المنظر وسألتها من أنتِ؟ أجابتها: أنا دميانة جيت أقول لك أن فص الخاتم ما ضاعش، هو هنا. واشارت إلى مكان محدد تحت الدولاب بالحجرة وقالت لها: "شايفة، أهوه" ثلاث مرات متتالية ثم اختفت.
بعد هذه الرؤية سرت فى جسدها رعشة حتى أن أسنانها كانت تصطك. فقد وجدت نفسها جالسة ومتيقظة وظلت تقول لنفسها: "كيف أكون متيقظة وأرى القديسة دميانة؟! كيف يحدث هذا وأراها أمامى؟!!" هل موت زوجى ممكن يجعلنى أرى خيالات أو يحدث لعقلى اضطرابات؟! وفى الصباح قالت لمن معها بالمنزل ما حدث لها، وكانت خالتها إحدى الموجودين فقالت لها خالتها: "ابحثى عن الفص فى المكان الذى أشارت لكِ عليه القديسة دميانة" فأجابتها السيدة مارى مستنكرة "كيف تقولى هذا؟ هل من المعقول أن تنزل القديسة دميانة من السماء لتعرفنى مكان الفص الزمرد". وبعد إلحاح قامت للبحث فى المكان الذى أشارت إليه القديسة دميانة، وكانت أرضية الحجرة مفروشة مشمع فعندما تحسست المشمع لم تجد شئ.
ومر وقت وحدث أن الأسرة سافرت إلى رأس البر مدة ثلاثة أشهر وعندما عادوا قاموا بتنظيف المنزل، وأثناء قيام الشغالة بكنس الأرض تحت نفس الدولاب الذى أشارت إليه القديسة دميانة، وجده الطفل ابن السيدة مارى وكان عمره فى ذلك الحين حوالى ست سنوات (سنة 1948م) فامسكه وجرى به وصرح لأهل المنزل بأنه وجد فص الخاتم الذى تبحث عنه والدته فى المكان الذى حددته القديسة دميانة. ودارت الأيام وتخرّج هذا الطفل من كلية الهندسة بتقدير امتياز وتعيّن معيداً فى الكلية وأعطاه الرب نعمة التدين وترك كل شئ وترهّب فى دير السريان. ثم صار أسقفاً لدير القديسة دميانة.
+
النخاع الشوكى
-=-=-=-=-=-=-
وحكت لنا أيضاً الأم الفاضلة مارى ما يلى :
*******************************
كان للسيدة والدتها ابن اسمه جورج اسكندر يوسف، وقد مرض بالحمى الشوكية نتيجة عدوى من مدرسته بالمنصورة، وكان عمره فى ذلك الحين خمس سنوات. وكان هذا المرض فى منتهى الخطورة لعدم وجود أى علاج له وقتئذ. فكان من ينجو من الموت - وهذا يحدث بنسبة واحد من الألف- لابد أن يصاب بعاهة. أما من لا يصاب بعاهـة فهى نسبة واحد من الألف أيضاً. والعاهة قد تكون العمى أو الكُساح أو الشلل أو الصمم أو غيرها.
وكانت هذه الأحداث فى وقت احتفالات القديسة دميانة فكانت الأم تصرخ إلى القديسة دميانة من كل قلبها من أجل ابنها الذى كانت تراه يتألم ويصرخ بشدة لأن العلاج كان مؤلماً للغاية بواسطة حقن فى العامود الفقرى. ونذرت الأم خروف سنوى للشهيدة دميانة إذا شفت لها ابنها.
وبالفعل تم شفاء الولد وبدون عاهة لدرجة أدهشت الأطباء. فكيف ينجو هذا الطفل من وسط الآلاف التى كانت تموت فى ذلك الوقت بسبب هذا المرض. وزادت الدهشة لأنه نجا بدون أى عاهة.
وكان من طبع هذه الأم المباركة، إذا مرُض أى من أولادها الثمان أن تطلب مجيئ الكاهن ليصلى لهم قبل الذهاب للطبيب.
+
إنجاب بعد 12 سنة
-=-=-=-=-=-=-=-
وحكت أيضاً معجزة حدثت مع إحدى الأسر التى كانت تعرفها:
*********************************************
ظلت الزوجة مدة اثنتى عشرة سنة فى علاج من أجل أن ترزق بطفل ولكن دون جدوى. حتى أقنعها الناس أن أسرة زوجها عاملة لها عمل لأنه غنى ويريدون أن يرثوا أمواله، فذهبت بالفعل إلى أحد العرّافين لكى يفك العمل..
أما الزوج فقد رفض هذه الأفكار وقال لها نحن نلتجئ للقديسة دميانة وهى سوف تعطيكِ طفلاً.. وأخذها إلى دير الشهيدة دميانة فى البرارى.. وكانت المفاجأة أن الحمل تم بعد هذه الزيارة مباشرةً وظلت الزوجة تقول: هذا بفضل العرّاف، أما الزوج فكان يقول هذا بفضل القديسة دميانة..
ظل هذا النقاش بينهما طوال فترة الحمل إلى أن أنجبت الأم فحسمت القديسة دميانة الموقف. فقد وُلد الطفل وفى جبهته صليب بارز بارتفاع 2مم، الأضلع الثلاثة العليا متساوية أما الضلع الرابع السفلى فكان أطول ومتجه إلى أسفل بين الحاجبين والأنف. مما أكّد للزوجة أن القديسة دميانة هى التى تدخلت وبطلباتها وهبهم الرب هذا الطفل.