الموضوع الذي أريد مشاركتكم به، هوَ الدعوة. هذا موضوع أشعر أنه على قلب الرب، والرب أراني أن كثيرين بيننا مسروقين من الدعوة التي أعطاهم إياها، ولست أقول ذلك لكي أفشلكم، ولكن لأقول لكم أن الرب سيجدد كل دعوة أعطاك إياها. لكن هناك سؤال: هل ما زلت تذكر الدعوة التي أعطاك إياها الرب؟
هل ما زلت تحلم بها وتتأمل بها؟
أريد التأمل بدعوة يسوع لتلاميذه، البعض كانوا سريعي التجاوب، مثل يعقوب ويوحنا اللذان تبعاه بعد أن رأوا معجزة السمك، اللاوي أيضًا تبعه بسرعة دون أن يسأل كيف وأين، اندراوس أيضاً تبع يسوع، فيليبس أيضاً تبعه بكلمة ونادى نثنائيل، الذي أتى إلى يسوع، وقال له يسوع أنت يهودي لا غش فيك وسأله نثنائيل كيف علمت هذا؟ فأجابه يسوع رأيتك تحت شجرة التين، وتبع يسوع بسرعة، وقال له يسوع هل آمنت لأني قلت لك أني رأيتك تحت التينة.
يا له من حضور إلهي رائع كانَ على الرب يسوع الذي جذب الجميع نحوه. لكن بطرس كان مختلفاً كانت شخصيته أصعب، بطرس التقى الرب أولاً عند معجزة السمك، ودعاه الرب صفا، ومن ثم شفى له حماته، نرى أن بطرس التقى الرب عدة مرات قبل أن يقرر أن يتبعهُ.
إنجيل لوقا الإصحاح الخامس يقول " وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله، كان واقفاً عند بحيرة جنيسارت فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك، فدخل إحدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلاً عن البر، ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة "، نرى أن كل ما طلبه يسوع هنا من بطرس هو أن يبتعد بالسفينة قليلاً، لم يطلب منه أن يتبعه. كثيرين بيننا اليوم يأتون إلى الكنيسة لأن أحدهم دعاهم أو لأنه ليس لديهم ما يفعلونه، " ولما فرغ من الكلام قال لسمعان إبعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد "، هنا نرى أنَّ الرب يطلب المزيد من سمعان، وقد لاحظ سمعان أن الرب يسوع لديه أمر مختلف عن الآخرين، فأجابه سمعان " يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقي الشبكة "، إن كنت أنت اليوم لم تنل بعد إعلان عن الرب يسوع أنه ابن الله، لكنك لمست حضوره وسلطانه أدعوك اليوم أن تأخذ هذه الخطوة وترمي الشبكة.
" ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا بالغرق، فلما رأى سمعان بطرس ذلك، خرَّ عند ركبتي يسوع قائلاً أُخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ ".
عندما رأى بطرس بركات الرب ورأى قوة كلمته، عندها انكسر وخرَّ عند ركبتي يسوع. رأى خطيئته وقال له يا رب لم يقل يا معلم، واليوم أيضاً نرى الكثيرين الذين يُعاندون تسليم حياتهم للرب، وأحياناً نبدأ بتوبيخهم والضغط عليهم، لكن الرب لم يفعل ذلك مع بطرس، وما فعله الرب هو أنه فاض عليه بالبركات حتى جعله يأتي من تلقاء نفسه ويستسلم لهُ. لم يُدنهُ بل قال له لا تخف إن كنت خاطئ، أنا أحبك كما أنت، وتعال إليَّ كما أنت " من الآن ستصطاد الناس "، هنا أصبح بطرس مع الرب دون عناد ومقاومة. الدعوة غير الخلاص، قد تكون خلصت وآمنت بالرب، لكنك لا تدع الرب يستخدمك لجذب آخرين إلى الملكوت، عاجلاً أم آجلاً سيأتي هذا اليوم، لكن ماذا ستكون ردة فعلك عندما سيأتي هذا اليوم. أود التعليق على الآية الأخيرة: تركوا كل شيء وتبعوه. ماذا ستترك من أجل الرب؟ قد يكون نداء العالم قوي في البداية، وقد تجرب الذهاب وراء العالم، للقيام بأمور ليست للرب، بأمور من العالم، لكن كلما اقتربت من الرب وابتعدت عن العالم وملذاته، كلما كنتَ بأمان أكثر وخطر أقل من الرجوع إلى العالم. التلاميذ تبعوا يسوع لأنهم آمنوا وصدقوا أنه سيستخدمهم كما قال لجلب النفوس، نفس الأمر حصل مع ابراهيم وسارة لذلك حُسِبَ لهُ برًّا أنه صدق الرب. أعتقد أن الرب صنع معجزة السمك معهم ليجعلهم يؤمنوا أنه قادر على أن يبارك عملهم، لكن ما يهمه أكثر هو أن يجعلهم يصطادوا ناس لا سمك. ما يهم الرب هو صيد الناس. وسؤالي لك اليوم أين هي أولوياتك؟ هل يهمك أن يخلص الآخرون معك أم أنك مكتفي بخلاصك أنت فقط؟ هذا موقف جارح لقلب الرب الذي أعطاك البركات وسدد كل احتياجاتك، وأعطاك حياة أبدية لكن عندما يأتي ليطلب منك أمرًا ما، ترفض وتفضل أن تتركه. كم هذا جارح لقلب الرب. هناك الكثير من الخراف الضائعة في العالم اليوم، وأنت تقول للرب: لديَّ ما هو أهم. لا بد أن تصل لخيار حاسم: هل ستسلك معه في وقت الجد، أم أنك ستختار طرق العالم.
تعرفون قصة عيسو ويعقوب، عيسو كان البكر، وكانت له كل البركات والإرث، لكنه تخلى عنها كلها مقابل طبق عدس، لم يكن العدس ما يهمه، لكنه لم يكن مهتمًا بالبركات التي له. ويعقوب أيضاً كانت البركات له من الرب، لكنه لم ينتظر الرب بل أخذها بنفسه، وخدع والده وهرب من أخاه، لكن عندما أتى أخوه خلفه، نراه لجأ للرب وصرخ إليه وقام بإرسال عائلته أمامه، ونراه تصارع مع الرب ولم يتركه قبلَ أن يُباركهُ. هل نحن اليوم متمسكين بالرب ونريده أن يستخدمنا في حياة الآخرين لنجلب نفوساً جديدة لملكوته؟
ما هي الدعوة؟ وما هي أرض الموعد؟
قد تكون أرض الموعد مجرد كلام بالنسبة لك. هل هي تسديد أحتياجاتك؟ هل هي عمل تبحث عنه؟ كلا، فهذه أمور قد وعد بها الرب تلقائيًا، يقول الكتاب المقدس أن عيون شعب العهد القديم ورجالات الله كانت على أورشليم الجديدة. ابراهيم كان يريد ابنًا والرب وعده بنسل، ويقول الكتاب أن رجالات العهد القديم حيُّوا الأرض من بعيد دون أن يروها، لكن أرض الموعد هي حياة الملكوت، وكلما امتلكنا ملكوت الله، كلما اقتربنا من أرض الموعد، لأن أرض الموعد هي ملكوت الرب. ودعوتي هي استخدام الرب لي في هذه الأرض. هل هي التسبيح، خدمة الرحمة، الوعظ...؟ الدعوة تكون بقوة الروح القدس لا بحسب معطياتك البشرية، هي شيء يعطيك إياه الرب ليستخدمه في الملكوت. أنا كنت من قبل أخشى الوقوف على المنبر لأعظ لكني اليوم أعرف أنني إن كنت أقف هنا، فذلك بقوة الرب، أنا لست طليقة في اللغة العربية، لكني أثق بالرب أنه سيستخدمني طالما أنا أطيعه. الدعوة تكون واضحة للجماعة، وسيلاحظون أن عزفك رائع، وعظك ممسوح، هذا ما سنسعى إليه، وهناك وقت تشكيل للدعوة، للشخصية، لكي تسلك بحسب هذه الدعوة، قد تكون أنت تخدم في الكنيسة، لكن ليس بحسب دعوتك. عندما تسلك بالدعوة تكون سالكًا بطاعة كاملة للرب، بمسحته هوَ، لكن نحن نفضل أن نبقى بما اعتدنا عليه، لا نريد السير خطوة جديدة نحو دعوتنا، لا نريد الخروج من منطقة راحتنا. لكن الرب يريدك أن تتحرك بحسب دعوتك.
قد تقول أنك لا تعرف ما هي دعوتك، إفتح معي على سفر التكوين 12 دعوة ابراهيـم، " وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك "، الرب يدعو ابرام لترك بيته وأملاكه " فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض "، يقول الرب أبارك مباركيك ولاعنك ألعنه، لفت نظري هنا أن الرب استخدم كلمة لاعن بالمفرد لأن اللاعن هو واحد فقط: إبليس. إذاً الرب يدعو إبراهيم ليجعله أمة عظيمة وليجلعه بركة لكثيرين، الرب يباركك لتكون أنت بركة للآخرين. إن بدأت من هنا سيسهل عليك معرفة دعوتك، إسأل الرب وهو سيريك هذه الدعوة، كلما صليت وطلبت وجه الرب كلما أظهرَ نفسه لك أكثر. عندما تكون الدعوة من الرب ستكون ممسوحة وستلمس قلوب الناس.
لو لم أثق بدعوة الرب لي لما كنت أقف هنا اليوم أمامكم،الرب يبدأ معك بأمور صغيرة، وبعدها يكلفك بأمور أكبر، لكن أنت عليك أن تهيء نفسك له. أريد قراءة صلاة صغيرة للقديس فرنسيس الأسيزي، يقول فيها: يا رب استخدمني لأضع الحب حيث البغض والفرح حيث الحزن والإيمان حيث الشك والرجاء حيث اليأس ونورك حيث الظلمة، لا تجعلني أبحث عما يعزيني، لا تجعلني أبحث عمن يفهمني، لا تجعلني أبحث عمن يحبني، لأنني حين أحب أكون أحبك أنت وحين أعزي أتعزى أنا. هذا هو ملكوت الله أن تجد شخصًا مجرّحًا من إبليس، محطم وتأتي أنت لتعزيه وتقف إلى جانبه وتحبه. أساس الدعوة هو المحبة، إن كنت ما أفعله خارج المحبة فو لا ينفع لشيء.
سفر إشعياء 6 يتكلم عن مثول إشعياء أمام الرب، حيثُ رأى قداسته ويقول في الآية 5 " ويلٌ لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن وسط شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إليَّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومسَّ بها فمي وقال: إنَّ هذه قد مسَّت شفتيك فانتُزِعَ إثمك وكُفِّرَ عن خطيئتك. ثم سمعت صوت السيد قائلاً: من أُرسل؟ ومن يذهب من أجلنا؟ فقلت هأنذا أرسلني فقال: إذهب وقل لهذا الشعب ".
نرى أن إشعيا عندما مثل أمام الرب أدرك نجاسته، وأنه غير صالح للمثول أمام الرب، لكن الرب قال له أنا أطهرك. لكن من أرسل؟ من سيتكلم برسالتي للناس؟ من سيوصل للبقية خلاصي، ما يهم الرب هو أن تقول له ها أنذا يا رب، استخدمني، حتى ولو جلبت شخصاً واحداً للإيمان، صلِّي للرب أن يستخدمك.
الدعوة تتطلب الطاعة، تعلمون قصة إبراهيم الذي كان مستعدًا للتضحية بابنه لأجل الرب، اسحق كان يرمز للوعد وهو ضحى بالوعد ولم يتمسك به. كم من المرات نتمسك نحن بالوعد لدرجة رفضنا للرب. صموئيل عندما كان في الهيكل ناداه الرب ثلاث مرات، وفي كل مرة كان ينهض ويذهب إلى الكاهن، ظانًا أنه هو الذي يناديه، والرب كلَّم صموئيل، فكانَ مطيعًا له، بالرغم أنه ليس هو من اختار أن يكون في الهيكل، بل أمه هي من كانت وضعته في الهيكل للرب. والكتاب يقول يوم واحد في بيت الرب خير من ألف يوم في ديار الأشرار.
يونان لم يُطع الرب، لذا ابتلعهُ الحوت، ومن ثم أخذ القرار الصحيح وأطاع الرب. الرب ليس قاسٍ، لكنه سيبقى يشجعك ويدفعك، لا يستطيع أن يُجبرك إن كنت لا تريد، لكنه سيظل يشجعك. نحن نعارض الرب ونقول لا أحيانًا، لذا أحيانًا يتطلب الأمر الكثير من الوقت لكي يتحقق في حياتنا.
إستير كانت من عامة الشعب، ثمَّ أصبحت ملكة، وكان هناك خطرًا على شعبها من الفناء، وكان مردخاي قد أرسل لها قائلا أن شعبها مُهدَّد، وأنه عليها أن تدخل على الملك، لكنها خافت أن يقتلها الملك إذا دخلت عليه دون طلبه هو لها. لكن مردخاي قال لها " لا تفتكري في نفسك أنك تنجين من بيت الملك دون جميع اليهود "، هذه آية قوية، لا تظن أنك إن خلصت، يمكنك أن تقول ليس عليَّ مساعدة الشعب، هذا تنبيه للذين لا يريدون خدمة الرب، الرب يحتاجك وهناك دور عليك القيام بهِ، والرب سيستمر يدعوك، لكن إن استمريت بالعناد، فستكون في موقف خطر لأنك لم تطع. وعندها أدركت إستير أنه عليها طاعة الرب حتى الموت. الرب يحتاجك وإن كنت لا تتمم دعوتك وتعاندهُ، فمكانك في الكنيسة فارغ ولن يستطيع أحد ملء مكانك مهما حاول، إن كان جسد المسيح ينقص عضو فيه، فسيكون هناك نقص في الجسد ككل. هناك أُناس يجب أن يخلصوا، الفعلة قليلون، قليلون هم الذين يخدمون وهناك الكثير من النواقص، نرى نفس الأشخاص يخدمون في كل مكان. أين أنتم من الخدمة؟ إن تعب أحد هؤلاء الخدام من سيعمل مكانهُ؟ الرب يقول لكم أين أنتم؟ من سيذهب عني؟
قد يكون هناك أمور تعطل دعوتنا، مثل بطرس الذي خاف الناس، وهذا ما أعاقهُ من إتمام الدعوة، لكن الرب جاءَ إليه مرة أخرى وقال له إرعى غنمي، ليشجعه، كثيرًا ما نخاف من أمور تعطلنا، ماذا سيقول عني الآخرون؟ من أنا لأفعل هذا؟ لكن الرب يقول لك إرعى غنمي. إيليا أيضا خاف من إيزابل، وفضَّل الموت على الحياة، لكننا نرى أنَّ الرب اهتم به وأطعمه وقال له قم هناك سبعة الآف لم يحنوا ركبة لبعل. موسى أيضا تفشل، لأنه حاول إتمام الدعوة بقوته إذ قتل جندي مصري، ظاناً أنه بذلك يتمم الدعوة التي دعاه إليها الرب، لكنهُ هرب لفترة طويلة. وأنت اليوم ما الذي يفشلك ويعيقك من إتمام الدعوة؟ إن نهضت اليوم وقلت للرب: يا رب استخدمني، فالرب سيستخدمك. أنا شخصيًا بعد إيماني بسنة، كلمني الرب بدعوتي، لكنني كنت خائفة، وأراني الرب رؤية فيها باب ونور عظيم خلف الباب، وقال لي: أُدخلي من الباب ولا تخافي، ومن ثمَّ تزوجت من راعي الكنيسة، ومرَّت الأيام، لكنني كنتُ خائفة، ولديَّ صغر نفس، من أنا لأفعل أي شيء، وكان الرب يكلمني ويشجعني، وكنت كلما خطوت خطوة للأمام، أتراجع للخلف، كنت أخدم خدمة عملية لكنني كنت أعرف أن هناك دعوة في داخلي لا أتممها. وفي أحدى المؤتمرات كنت أصلي وكان الرب يكلمني بأن أقوم وأتكلم، بعدها قال لي الراعي ما رأيك بأن تشاركي أنتِ اليوم، عندها أدركت أن هذا الكلام كانَ من الرب، لكنني كنت خائفة، والرب كلمني، وعندها وعظت عن الخوف وكنت أنا الخائفة. وأدركت أنني أمضيت ثماني سنوات وأنا مسروقة من إبليس، لذا أنا اليوم أشارككم لأني أعلم أن ذلك من قلب الرب، أنا لم أختبر انتصار الرب إلا عندما بدأت أُتمم ما يريده مني بطاعة. لا تدع إبليس يسرقك من دعوتك، إن كنتَ لم تدخل بعد فادخل الآن، إن نسيت دعوتك، أصلي أن يذكرك الرب بها اليوم.
أمر آخر أيضًا أراني إياه الرب: قطيع يسير وهناك راعٍ أمام ذلكَ القطيع، وقال لي الرب: الراعي يسير أمام القطيع ليقوده، ولن يستطيع هذا الراعي أن يقود وينظر إلى الخلف ليرى القطيع بل هو يحتاج لمن يساعده بتضميد جراح القطيع، وبملاحقة القطيع خلفه تمامًا كما يفعل الكلب، الراعي عليه أن يأخذ من الرب ويُعطي القطيع، وكان عليَّ أنا أن أكون هذا المساعد للراعي. موسى عندما كان يقود الشعب وصعد للجبل ليأخذ الوصايا من الله، نرى أنَّ الشعب تمرَّد وصنع تمثالا ليعبده. الخطيئة لم تكن خطيئة موسى، أنه تأخر، بل خطيئة الشعب الذي لم يتمسك بما أعطاه إياه الرب. حتى وإن ضعف الراعي أو تعب هل هذا عذر للشعب أن يتشتت؟ الراعي يحتاج للجلوس مع الرب، للجلوس مع الكلمة. أطلقوا الراعي وقوموا أنتم بالخدمة، أنهضوا الأبطال الذين فيكم لأنه من خلالكم ستأتي بركة الرب لكنيسته، ومن خلالكم ستأتي النهضة.
تعلمون أن بطرس نكر الرب ثلاث مرات، والرب سأله ثلاث مرات: يا بطرس أتحبني، وكان الرب يعيد السؤال لأنه أراد أن يمحو كلام بطرس السلبي، ويستبدله بكلام إيجابي، أراد أن يشفي نفس بطرس من الشعور بالذنب وصغر النفس. والرب اليوم يسأل كنيسة الحازمية أتحبينني؟ فما هو جوابك؟
يا رب سامحنا لأننا نفكر بأنفسنا وفشلنا، ولا نفكر بمن هم حولنا ضالين بعيدين عنك، يا رب أرسلنا، ها أنذا يا رب أقف أمامك اليوم أرسلني، استخدمني سواء بأمور صغيرة أو كبيرة، لا يهم، ما يهم هو أن تستخدمني. ها أنذا يا رب. يا رب أي وعد سُرِقَ لأي سبب كان، أصلي يا رب أن ترد هذه الوعود اليوم للجميع باسم يسوع. إن كنتَ خائفاً الرب يقول لك لا تخف قم وأنا سأشددك، لأنك أنت ستُدخل الشعب إلى أرض الموعد. أُنظر إلى يسوع فهو النور الذي سيبقى يشع رغم كل ظلام من حولك. أنت يا رب ترد المسلوب باسم يسوع، كل شخص يا رب ابتعدَ عنك أنت ترده، كل شخص لم يعرفك بعد يا رب في هذا العالم، استخدمنا لنعلن له عن شخصك. استخدمنا يا رب ها نحن ذا.