رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في مرارة انطلق فلاح يتمشى في حقله الذي تحول إلى قفرٍ، فقد جفت قناة المياه، ولم يستطع أن يروي حقله، فماتت النباتات التي زرعها. في حزن شديد وقف الفلاح يهاجم القناة: «أيتها القناة القاسية القلب ألا تعلمين أنني أنا وزوجتي وأولادي نعيش من هذا الحقل؟ هوذا أشجار الفاكهة كادت تموت. لا أستطيع أن أزرع شيئًا! كُفِّي عن قسوتك، واحضري لي ماءً». أجابته القناة: «أيها الفلاح العديم الفهم، لماذا تهاجمني وأنا قناة صغيرة ليس في يديَّ حل؟». لتهاجم النهر فإنه يبخل عليّ بمائه حولت القناة وجهها نحو النهر وصارت تهاجمه بعنفٍ شديدٍ، لأنه سبَّب لها هذه المشكلة مع الفلاح. في لطف رفع النهر وجهه نحو الله قائلاً: «اللَّهم تطلع إلى القناة فإنها تئن بسبب جفافها، وأنا أعجز عن تقديم الماء لها، إذ لم أتمتع بمياه الأمطار زمانًا طويلاً. وهوذا الحقل قد جف، وكادت الأشجار تموت. وها هو الفلاح المسكين يئن لأنه يكاد يموت جوعًا هو وأسرته! تستطيع يا إلهي أن تهبنا من سحاب حبك مياهًا، فتفيض عليَّ وأقدم للقناة احتياجاتها». فجأة اشتدت الرياح جدًا وجاءت السحب لتغطي المنطقة، وهطلت الأمطار لم يجد النهر وقتًا ليعاتب القناة على قسوة ألفاظها معه، بل غمرها بالمياه. ولم تجد القناة وقتًا لتعاتب الفلاح على عنفه في عتابه، بل قدمت له مياها. وأما الفلاح فبفرحٍ، بدأ يعمل في حقله! حقًا إن العتاب الكثير بكلمات قاسية علامة الفراغ، فإذا ما فاضت نعمة الله بمياه الحب على أعماقنا، فلا يجد الإنسان وقتًا لتعنيف متهميه، بل يفيض عليهم مما يتمتع به في داخله. أعترف لك يا رب بفراغ قلبي! لقد أدركتُ ذلك خلال عنفي مع الغير. كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح. ( أفسس 4 : 32 ) |
|