3 مؤهلات إرميا

[tito227]

3 مؤهلات إرميا



الاربعاء 10 يوليو 2013
القس رافائيل ثروت كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج


لقد اختار الرب داود وهو فتى ، وأعده ليحمل عبء قيادة الشعب ، واختار إيليا وأعده إعداداً " خاصاً " ليحمل قيادة الشعب روحياً واختار أليشع وأعده فى مدرسة إيليا قيادة الشعب روحياً واختار يوحنا المعمدان وهو فى بطن أمه وأعده لكى يمهد الآذان لمجئ المخلص المولود - رجاء الأمم .
رغم أن إرميا النبى حينما جاءته الدعوة للخدمة ، اعتذر قائلاً " آه ..... لا أعرف أن أتكلم " ، وتصور أنه ليست لديه المواهب المطلوبة للخدمة ، إلا أنه كان يمتلك إيجابيات جميلة ، جعلته خادماً ممتازاً ... وهذه بعضها :
أولاً : حياة الصلاة .
" آه يا سيد الرب " ( إر 6:1 )
ليس خطراً أن يحزن الإنسان أو يغضب ... ولكن الخطر أن يحزن الإنسان ويغضب ولا يوجد الرب بمشاعره وإنفعلاته فى وقفة صلاة .
فمخدع الصلاة : فرصة لقاء الراحة والسلام .
فرصة لتصفية المتاعب والآلام .
عزيزى الخادم : الصلاة هى سلاح الخادم فما أقوى وأعتى أسلحة عدو الخير ولكن سلاح الصلاة هو ضمان لإستمرار المعونة الإلهية التى لا تنقطع . فما أجمل وأمتع أن ترافق الخادم المشورة الإلهية والحكمة السمائية
أما إرميا فقد وجد إجابة وإستجابة فقد كلمه الرب وطمأن قلبه إزاء كل تساؤل فقد منحه الرب كل ما طلبه .
ثانياً : إتضاعه :
" أنى لا أعرف أن أتكلم لأنى ولد " ( إر 6:1 )
لم يكن إرميا الإنسان العادى ... فهو سليل عائلة مقدسة مباركة - كما قلنا سابقاً - فوالده هو " حلقيا " رئيس الكهنة الذى وجد سفر الشريعة أيام الملك يوشيا وعمه هو " شلوم " الرجل المبارك التقى زوج خلدة النبية .
وزوجة عمه هى " خلدة النبية " التى ذهبوا إليها يستشيرونها فيما وجدوه من سفر الشريعة وهل ينطبق على هذه الأيام ؟
ولكن بالرغم من ذلك لم يكن ينظر إلى نفسه على أنه سليل الكهنة والأنبياء بل أنه : لا يعرف أن يتكلم وأنه ولد .
عزيزى الخادم ... ما أجمل الخادم الذى لا يتكل على حسبه ونسبه وسمعة عائلته ولقبها الكبير بل على إلهه القادر العظيم القدوس
ما أجمل الذى له مسلكه الشخصى أمام الله ومحبته الخاصة له
ما أجمل الذى ينسى قدراته وإمكانياته ويتضع أمام الله
ثالثاً : إيمانه
لقد كانت أمام إرميا مهمة شاقة جداً لم يخفها الرب عنه بل بصرة بها إذ قال له : " لا تخف من وجوههم لأنقذك يقول الرب ... وكلتك اليوم على الشعوب والممالك لتقلع وتهدم وتغرس وتبنى " ( إر 10:1 ، 8 ) .
عزيزى الخادم : من ذا الذى يستطيع أن يواجه كل هذه المهام ويعانى كل هذه المعاناة ولا يخاف أو يسقط قلبه ويهرب
كيف صمت يا إرميا أمام هذه المهام وكيف لم تخف وكيف لم تهرب ؟!
إن مفتاح الإجابة هى فى كلمة " الإيمان "
آمن إرميا بقوة الرب وعظمته .
آمن إرميا بصدق الرب ووعوده .
آمن إرميا بالرسالة التى كلف بها .
سلم إرميا قيادته للرب .
رابعاً : طاعته
طاعة إرميا لم تكن بالأمر السهل وقبوله للدعوة لم يكن بالأمر الهين .
إن حساب العقل كان كفيلاً أن يضيع إيمان إرميا ويقينه .
فحساب العقل يقول : شعب قضى ستين عاماً فى الشر . بحيث تغلغل الشر فى كل أفراده ووصل الشر حتى إلى قادته سواء الملوك أو الكهنة أو الرؤساء .
لكن إرميا أطاع الرب غير آخذ بمنطق الأمور ولا بحساب العقل ولا برؤية العين البشرية .

عزيزى الخادم ... ذبيحة الطاعة هى أول ذبيحة يطلب الرب من الخادم أن يقدمها كدليل على الإيمان القلبى وكدليل على قبول طريق الرب .

[ناردين]

تامل جميل ربنا يباركك يا غالي تيتو