رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مساء يوم أحد العنصرة رتّبتْ لنا الكنيسة، خلال خدمة الغروب، صلاة السجدة. كان عيد العنصرة عيداً يهوديّاً وحمل في التاريخ اليهوديّ معانٍ عديدة. زمنَ المسيح، كان اليهود يعيّدون في العنصرة (يوم الخمسين) تذكاراً لاستلام الوصايا في جبل سيناء. مقارنة بسيطة بين ما حدث في سيناء قديماً (خروج 20، 18-19) وبين ما حدث في العليّة اليوم (أع 2، 1-11) توضح لنا أنّنا أمام الحدث نفسه تماماً، وأنَّ الله الذي نزل على جبل سيناء هو نفسه اليوم الروح القدس الذي ينـزل على التلاميذ. العلامات المشتركة تكشف عن الحضرة ذاتها. في سيناء جبل وهنا علّية، هناك دويّ وههنا صوتٌ، هناك رعود وضباب وهنا ريحٌ عاصفة؛ على الجبل ينـزل الله بالنار، وفي العلّية يحلّ الروح القدس بألسنة ناريّة. هناك أخرج موسى الشـــــعب "كلّه" من المحلة إلى أسفل الجبل لملاقاة الله، وهنا يجتمع التلاميذ كلّهم في العلّية "بقلبٍ واحدٍ". هذه المقارنة أشار إليها بولس الرسول وفسَّرها في (عب 2، 18-19): "لأنَّكم لم تأتوا إلى جبلٍ ملموسٍ مضطرمٍ بالنار، وإلى ضباب وظلام وزوبعة، وهتاف بوقٍ وصوت كلمات… بل قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي، أورشليم السماويّة… لذلك، ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكرٌ به، نخدم الله خدمةً مرضيَّةً بخشوع وتقوى، لأنَّ إلهنا نارٌ آكلة". في سيناء عندما صارت الرعود ونزل الربّ على الجبل بالنار، لم يقترب الشعب منه بل بقوا في أسفل الجبل. وهنا، حين ينحدر الروح الإلهيّ ننطرح نحن أسفل. وكما أنَّ التلاميذ سجدوا للربّ يسوع وهم يرونه صاعداً، نسجد نحن له أيضاً إذ نراه (الروح) نازلاً. لهذا، صعد يسوع لينـزل الروح. فكما ودعناه نستقبله الآن بالسجود. والسجدة هنا تحمل تعبيراً عميقا،ً ولائقاً، بحلول الروح النازل على التلاميذ بألسنة ناريّة. إنَّ الشريعة القديمة كانت تتطلّب من الشعب "حفظ الوصايا"، لأنهم استلموا ألواحاً حجريّة، مرقومة بإصبع الله، عليها عشرُ وصايا. لكنَّ الشريعة الجديدة لم تكن وصايا وإنّما صارت "استقرارَ الروحِ" علينا. وهذا الروح لم يستقرّ على بعضهم في العهد القديم لأنَّهم "ما كانوا إلاَّ بشراً" أي بشراً جسدانيين يحيون للبشرة. الروح لا يستقرّ إلاَّ على الرُّكب المنحنية. ما نقدمه نحن أمام حلول الشريعة الجديدة هو إحناء الأعناق والركب. نحن نقدم ضعفنا، وتوبتنا، وخشوعنا، وقوّته تكمل في ضعفنا. هكذا نستقبل الشريعة الجديدة. هكذا نستقبل الروح النازل. إنَّ إحناء الركب يعني تماماً انفتاح القلب لعمل الروح. "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغييرُ يمين العليّ". "فأيّ إله عظيم مثل إلهنا، أنت الربّ الصانع العجائب وحدك". آميــن المطران بولس يازجي |
29 - 06 - 2013, 08:31 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغيير يمين العلِّي"
آمين
تأمل رائع يا هيا ربنا يباركك |
||||
29 - 06 - 2013, 12:04 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغيير يمين العلِّي"
شكرا للتوبيك المميز
الرب يباركك |
||||
29 - 06 - 2013, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغيير يمين العلِّي"
|
||||
29 - 06 - 2013, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغيير يمين العلِّي"
|
||||
|