|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.» (متى 16:10) اللباقة أحد عناصر الحكمة العملية. يجب على المؤمن أن يتعلّم كيف يكون لبقاً. وهذا يعني أنه ينبغي أن يطوّر إحساساً مرهفاً لكل ما يعمله أو يقوله لكي يتجنّب الإساءة وليبني علاقات حسنة. الشخص اللبق يضع نفسه مكان الآخر ويسأل نفسه، «هل يعجبني أن يُقال هذا الكلام عني أو يُعمل لي هذا الأمر؟» يسعى أن يكون دبلوماسياً، يراعي شعور الغير، مهذباً وبصيراً. لسوء الحظ كان للإيمان المسيحي حصّته من أنصار عدم اللباقة. أحد الأمثلة الكلاسيكية كان حلاّقاً مسيحياً يعمل في مدينة صغيرة. في أحد الأيام دخل إليه أحد زبائنه سيّئ الحظ وطلب أن يحلق ذقنه. أجلسه الحلاّق وربط فوطة بيضاء حول عنقه وأمال ظهر الكرسي إلى الخلف. وعلى السقف رأى الزبون هذه الكلمات، «أين ستقضي أبديّتك؟» طلى الحلاق وجهه بالصابون، ثم بدأ يشحذ موسى الحلاقة على حزام الجلد وبدأ بتقديم شهادة مسيحية بالسؤال، «هل أنت مستعد أن تقابل الله؟» اندفع الزبون هارباً من الكرسي ومن الفوطة ومن كل شيء ولم يُسمع منه أي خبر منذ ذلك الوقت. وهنالك الطالب المتحمّس الذي يقوم كل ليلة بالكرازة الشخصية. فبينما كان يسير في شارع معتم، رأى سيّدة في مقتبل العمر تسير أمامه في الظلال. حاول اللحاق بها فأسرعت راكضة. ومن كثرة حماسه، ابتدأ يركض خلفها. وعندما أسرعت في ركضها قام هو بنفس الشيء. وأخيراً ركضت إلى شرفة أحد المنازل وكادت تصاب بصدمة وأخذت تتحسّس حقيبتها تفتّش عن مفاتيحها. وعندما وصل هو إلى الشرفة، بدأت تصرخ متشنّجة من الخوف. ثم قدّم لها كرّاسة وابتسامة على شفتيه وثم وغادر المكان، شاعراً بالسعادة ليفتّش عن خاطئ آخر يقدّم له الأخبار السارة. اللياقة ضرورية عند زيارة المرضى. لا يليق القول، «تبدو مريضاً حقاً» أو «أعرف شخصاً بنفس المشكلة- وفارق الحياة.» من يرغب في تعزية كهذه؟ ينبغي أن نكون لَبِقين حين نزور بيت عزاء. يجب ألاّ نكون مثل ذاك الشخص الذي قال لأرملة فقيد سياسي، «لماذا كان يجب أن يحدث هذا هنا!» ليبارك الله أولئك القديسين المختارين الذين يعرفون كيف يتكلّمون بأدب، وبكلام مناسب. ليت الله يعلِّم الباقين منّا كيف نكون دبلوماسيين لَبِقين بدل أن نكون مرتبكين. |
|